PODEMOS ! CIUDADANOS ! نَستطيع أيها المُواطنون !
جريدة طنجة – عزيز گنوني
الثلاثاء 02 يونيـو 2015 – 18:17:59
السِر في الفَوْز البــاهر الذي حقّقهُ الحزْبـــان خـلال انتخـابــات الأسبوع الماضي، البلدية، هو في طبيعة الخطاب الذي اعتمده الحـزبــان منذ النَشْء، و الّـذي يتَجــاوب مع الخطــاب العام للشعب، المُتَمثّـل في مُنــاهضة الفَساد و الدعوة إلى التّغييــر.
PODEMOS حزب يحمل في طيات اسمه نوعا من التحدي للطبقة السياسية السائدة منذ ثلاثة عقود، بعد أن تشكل من حركة “الغاضبون” التي نزلت إلى ساحة الشمس في مدريد لتعلن رفضها لسياسة الفساد والتقشف الغوغائي الذي أودى بآلاف الاسبان إلى التشرد وأحيانا الانتحار، في حين تشكل حزب “مواطنون” في منطقة كطالونيا المطالبة بالانفصال دون أن يجاريها في ذلك حزب “مواطنون” الذي يدعو في هذه المرحلة، إلى بقاء منطقة الحكم الذاتي في “كطالونيا” داخل اسبانيا التي كانت الايديولوجية الفرنكوية ترفع بشأنها شعار “إسبانيا واحدة، كبيرة وحرة” ( 1939 ـ 1975 ) !!!….
“مواطنون” حزب ناشئ، ينتمي إلى يمين الوسط، استطاع هو أيضا أن يحتل موقعا متميزا، بل وضاغطا، على الخارطة السياسية الاسبانية، بسبب خطابه المتجدد الذي يتقاطع مه “بوديموس” في إرادة التغيير ومحاربة الفساد !…
والحزبان “الصـاعــدان” حقّقــا، معـًا، فَـوْزًا فــاق كُـل التـوقُعــات إذ في أول خـُروج انتخـــابي لهما شَكلا تَهْديدًا حقيقيا لمـواقـــع اليمين واليسار، ليحْتَلا المـــرتبتين الثـالـثة و الرابعـة ، مُهددين بذلك “الدب الأكبر” و “الدب الأصغر” داخل بَرْزخهمــا المَنْيـع الــذي تخنْدَقــا فيه لعُقـــود، ليتضح في النّهـايـة فَشَل خطـــابهما السياسي المبني على الـوُعـــود بتغيير لم يــأت ولم يحصل !
نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة جعلت بلدية العاصمة وبلدية برشلونه قـــاب قوسين أو أدنى من الحزبين الناشئين، ومن المرشحتين لمنصب عمدة مدريد وبرشلونة “كارمينا” 71 عاما، و “كولاو” 41 عاما، كما خولت الحزبين مراتب متقدمة في العديد من البلديات ليصبح الحزبان ثالث قوة بالبلاد بعد الشعبي الحاكم والاشتراكي المعارض، اللذين سجلا تراجعا انتخابيا واضحا، بالرغم من احتفاظهما بمركز الصدارة، إلا أن الحزبين معا، سوف يواجهان “ماراطونا” انتخابيا جديدا، مع تشريعات نهاية السنة.
ويرى الملاحظون أن صعود حزبي “بوديموس” و “سيودادانوس” يؤكد بداية انهيار الثنائية التقليدية وتقليص نفوذهما على نطاق واسع بحيث أن تراجع الحزبين بالنسبة لانتخابات 2011 بلغ 13 نقطة وهو ما يشكل نوعا من الفوز “بطعم الخسارة ” وتراجعا “عقابيا” بسبب سوء تدبير اليمين للشأن العام ، منذ سنوات، وبسبب فضائح الفساد الذي طبع الأداء الحكومي اليميني ما جعله يفقد مئات المقاعد مقارنة مع انتخابات 2011، كما أن الاشتراكي خسر فوق 700 ألف صوت ليحصل على ربع أصوات الناخبين الاسبان فقط.
وبالرغم من حداثته فقد تمكن الحزب الصاعد “مواطنون” من الحصول على حوالي 7 بالمائة من أصوات الناخبين بما يقارب مليون ونصف المليون صوت في أول انتخابات بلدية يشارك فيها بينما ركز حزب “بوديموس” على جهة مدريد وفالينسا، وهما يشكلان قلعة الحزب الشعبي حيث جاء الحزب الصاعد في المرتبة الثالثة في مدريد (18.59) من أصوات الناخبين وفي المرتبة الخامسة في فاينسيا (11,23) من أصوات الناخبين .
واعتبرت مختلف وسائل الاعلام الاسبانية أن فوز الحزبين الصاعدين يمكن أن يعتبر “انهيــارًا” للحزبين التقليديين الذين سوف يفقدان وزنهما “التاريخي” أمام الحركتين الصاعدتين اللتين شكلا “محركا” للتغيير “لن يتوقف” !…
فهل استفدْنــا نحْنُ المَغــاربة، ونحن على مَشارف انتختابـــات عامّـة ، قـد تُنظم في شتنبر المُقْبـل ، من الـدّرْس الاسباني الحـامــل لدلالات عميقة بـــالنسبة لــوضع أحزابنـــا “التقليدية” التي ضاعت في مَتــاهات العمل السياسي الرخيص، وتسببت بذلك في العــُزوف الشعبي الواسع عن المشاركة في العملية السياسية حيث إن المنتخبين يشكلون أقل من نصف المسجلين والمسجلين أقل من نصف المغاربة و بـالتــّالـي فـــالأحزاب التي تحكُمنـــا “بـالجُمْلة” ربما لم تحصل على نصف نصف المُدلين بـأصـواتهــم !….
الدرس الاسباني لا شك مفيد لنا في المرحلة الحالية والمرحلة المقبلة، حتى نخلق “مُحَرّكـا” بمــُواصفات مغربية، يُزعَزع أرْكـانَ أحزابنا “التقليدية” و يدفع إلى “تغيير” تُبـاشره حَركـــات شابة، نظيفة، و مُتعلمة و قــادرة، بحمـولـــة وطنية صـادقة و بـــإرادة قوية، فقد بلغ بنــا الاقتناع بأن “البكاج” السياسي الراهن خسر المعركة، ولا زال يراهن على “الوقت الضائع” ، بيد أننا غير مستعدين لضياع مزيد من الوقت، مع أحزاب همها صراعات على رئاسات مدى الحياة ، وحروب استوزار وتوزير وانتخابات مليونية، وما رافق ذلك من منافع أخرى لم تعد خافية.
نريدُ التّغيير فهل نَستطيعهُ ؟
أكيدا “نستطيع” أيّهــا “المواطنـــون” !!…
_____________
بقلم : عزيز كنوني
azizguennouni@hotmail.com