مُلتقى أصيلة الـوطني الثـامن للمديح و السّماع

يعتبر ملتقى أصيلة تقليدا فنيا سنويا ينضاف إلى باقي المواعيد الثقافية بالمدينة الساحرة، هذا الملتقى الذي يستضيف خيرة المجموعات الإنشادية والفرق السماعية ومريدي الطرق الصوفية الذين يجتمعون ويلتئمون ليشربوا من معين الأسرار الربانية ويتذوقوا حلاوة المعاني الإلهية ويرتقوا في المقامات والأحوال من خلال إنصاتهم لأعذب الكلام من أشعار لرجالات التصوف وقصائد لكبار الشعراء أمثال ابن عربي، ابن الفارض وديوان أبي الحسن الششتري ناهيك عن مثن البردة والهمزية للإمام شرف الدين البوصيري اللتان يعتبران الركائز الأساسية لفني المديح النبوي والسماع الصوفي ببلادنا، كما يعرف الملتقى إلى جانب العروض الفنية صبيحة فكرية عبارة عن مائدة مستديرة يحضرها دكاترة وأساتذة وباحثون ورجالات الدين المهتمون بالميدان الصوفي ببلادنا.

وفي تصريح حصري خص به السيد عماد غيلان مدير ملتقى أصيلة الوطني للمديح والسماع جريدة طنجة، قال مدير الملتقى : “إن الجمعية المنظمة تراهن دائما على الجودة الفنية والتجديد في البرامج واستقطاب رجالات هذا الفن من منشدين ومسمعين وقراء وفرق ذات صيت وطني ودولي وأساتذة باحثين، كما أن هذا الملتقى هو محطة كباقي المحطات الفنية الراقية بوطننا التي تهدف إلى الحفاظ على هذا الموروث الثقافي التليد لبلادنا والذي يعتبر الهوية المغربية الأصيلة، وتحفيز الشباب والجيل الصاعد على الاهتمام به لكي تستقيم ميولاتهم وتستقر على الوسطية والاعتدال والبعد عن التعصب والتشدد الذي يفضي إلى الانحراف .”

وتغتنم جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع هذه المناسبة التي توجت بالنجاح الباهر لتتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا الملتقى الثامن، كما أنها تشد وبحرارة على أيدي المسؤولين وصناع القرار والجهات الوصية على الميدان لدعمهم المادي والمعنوي واللامشروط الذي جعل هذا الملتقى يرقى إلى تطلعات القائمين عليه في ظل إمارة مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.