نزولا عند التوجيهات السامية للملك محمد السادس، وتطبيقا لمقتضيات البيان المشترك الناتج عن مباحثات الملك ورئيس وزراء إسبانيا، القاضي بطي صفحة الخلاف وفتح آفاق التعاون المثمر.. تم في غضون أربعة أيام استئناف الرحلات البحرية بين البلدين.
وبانشراح كبير، استقبل المغاربة والإسبان خبر برمجة الرحلات البحرية بين البلدين، الذي يحمل الكثير من النفع والرواج الاقتصاديين، المفتقدين منذ سنتين.
وقد شهد ميناءا طنجة المدينة وطنجة المتوسط، بداية الأسبوع، أولى الرحلات الرابطة بين الجزيرة الخضراء وطريفة، فيما اقتصرت رحلات الأسبوع على الراجلين والحافلات، إضافة إلى الرحلات الطويلة والمتوسطة التي تربط بين المدن المغربية والإسبانية، على أن يسمح للمسافرين على متن سياراتهم، بركوب البواخر ابتداء من الإثنين القادم.
التهيئ اللوجستيكي:
أعدت السلطات المكلفة بالموانئ باخرتين سريعتين للربط بين ميناءي طنجة المدينة وطريفة، بمعدل رحلتين في اليوم لكل منهما، كما كلفت البواخر بربط ميناء طنجة المتوسط بالجزيرة الخضراء بمجموع عشر رحلات في اليوم، وسيتم الرفع من عدد الرحلات بشكل تدريجي، في أفق الاستعداد لعملية مرحبا التي تنقل قرابة 3,5 مليون راكب وأزيد من 760 ألف مركبة حسب معطيات من وزارة الداخلية الإسبانية.
ومن زاوية الإعداد لاستقبال المسافرين في أجواء مريحة، قال كمال لخماس، مدير ميناء طنجة المتوسط للمسافرين في تصريح صحفي “إن ميناء طنجة المتوسط وخلال فترة الإغلاق بسبب الجائحة، كان قد انخرط في برامج بميزانية إجمالية تفوق 85 مليون درهم لتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين، شملت أساسا تهيئة محطة المسافرين وزيادة عدد المساحات المظللة في مختلف مناطق الميناء، إلى جانب تهيئة مسار إضافي للعربات لتقليص وقت الانتظار، فضلا عن تعزيز مختلف الخدمات المقدمة للمسافرين، شملت تهيئة باحة لعب الأطفال وقاعات للصلاة والانتظار..
البروتوكول الصحي:
ألزمت السلطات الصحية، بضرورة الالتزام بالبروتوكول الصحي الذي تقره السلطات الصحية للبلدين؛ وذلك بتقديم استمارة صحية يتم تنزيلها عبر الإنترنيت قبل الصعود إلى الباخرة، كما شددت على ضرورة إلتزام المواطنين المقيمين بالمغرب بالإدلاء بجواز التلقيح ساري المفعول أو الإدلاء بنتيجة اختبار PCR سلبي لا تقل مدته عن 72 ساعة من تاريخ السفر.
وفي هذا الصدد، دعا البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا، إلى التوسيع من قرار التخفيف من قيود السفر لتشمل أيضا الحدود الجوية كما البحرية.
وعلى سبيل الختام، نذكر أن البلدين الجارين تربطهما مصالح اقتصادية مشتركة ثمينة، وما الربط البحري إلا جزء يسير منها، ويكفي القول أن مدريد تُعتبر الشريك التجاري الأول للمملكة المغربية، وأن قيمة المبادلات التجارية بين البلدين بلغت خلال عام 2021 حوالي 16.8 مليار يورو..