فيلم عيوش مُرادف للقُبْح .. و نقل السينما للواقـع أكذوبة

و تَـوزّعَت الآراء إزاء قرار عدم الترخيص للفيلم الجديد لعيوش، والذي بدأت قـاعـــات سينمائية بفرنسا تعرض إعلانات بقرب عرضه على شاشاتها الفضية، بين فريقين اثنين، الأول ذهب إلى تــأييد المنع لأن الفيلم أساء إلى صورة المغربيات خصوصا، والثاني اعتبر المنع تكميمـًا لحرية التعبير، و عَوْدة إلى مَحـاكـم التفتيش”.

واستطلعت هسبريس، في هذا الصدد، رأي الناقد الفني والكاتب المسرحي المعروف، الدكتور عبد الكريم برشيد، والذي كان يشغل سابقا رئيس لجنة دعم الإنتاج السينمائي، والذي أكد أن هذا الفيلم يشكل اعتداء على صورة المرأة المغربية، ويؤشر على قبح فني غير مقبول”.

و تـابـعَ بـرشيد بـأن القُبْح كيفما كان مصدره أو طريقة تصريفه مكانه مزبلة التاريخ، بينما لا يذهب إلى الحدائق سوى النحل”، وفق تعبير الكاتب المسرحي الذي زاد بأن مثل هذا الفيلم يترجم الفساد الفني، مبديا استغرابه كيف للحداثة المتوحشة أن تناضل لعقود من أجل كرامة المرأة، وتأتي لتعلن ضدها هذه الهجمة الشرسة”.

وفند الناقد ذريعة البعض بأن المخرج إنما ينقل الواقع كما هو بدون رتوشات أو تجميل، وقال إن الحديث عن نقل الواقع في السينما أكذوبة كبرى، لأن من يريد أن يصور الواقع بحذافيره، فيلنجز ريبورتاجا أو شرطا وثائقيا، يعطي فيه الميكروفون للناس، بهدف نقل الصورة كما هي”.

وشدد برشيد على أنه مع جمالية الفن، وجمالية السينما التي تظهر الحقيقة والقيم الجميلة، ومنها قيم العدالة والصدق، لكن ليس بطريقة تتسم بالقبح، مؤكدا أن الفن لا ينقل الواقع، ولكن الفن يجمل الواقع، والفنان عادة ليس من مهامه تصوير الواقع، بل منح مشاعر جميلة للمشاهد.

وأكمل المتحدث بأن القُبح الذي يظهر في عدد من الأعمال الفنية، وفي غيرها من العلاقات الإنسانية، يعد إسقاطا نفسيا للأشياء المشينة التي توجد داخل مروجي مثل هذه الأعمال، ممن يضعون نظارات سوداء على عيونهم، فلا يرون في الكون سوى القذارة والقبح فقط”، وفق تعبيره.

واسترسلَ برشيد بأن السينما هي قبل كل شيء تصوير للشخصيات، يعتمد على تأثيث الأماكن والفضاءات، من خلال الاعتماد على ديكورات معينة، يـُؤدي فيها مُمثلون أدوارًا مختلفة، تحتَ إدارة مخرج ، و طـاقـم تقني و فنّـي ، و بـالتـّالي ليس هناك تصـويـر تلقـائي، حتى يتم الحديث عن نقل للواقـع بحـَذافيرهِ.

وجدير بالذكر أن فيلم “الزين لي فيك” لعيوش قد واكبته ضجة كبيرة، بعد أن تم تسريب مقاطع منه في موقـع يـوتــوب، حين عرضه في مهرجان “كـان” السينمائي الدولي، فيما دافـعَ المُخْـرج عن شيطه بـالقـول في آخر تصريحات له، بـأنه يتَعيّـن على المَغـاربـة أن يـــزوروا بدلهم، ليروا الـواقع الذي نقله إلى السينمـا.