دكتور مبروك عطية، عميد سابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أثار غضب النساء بتصريحات “جاهلية” في رده خلال مقابلة تليفزيونيه على امرأة اشتكت إليه من تعنيف زوجها لها لأتفه الأسباب، حيث قال “إن هناك قاعدة” من يوم ما ربنا خلق العالم لغاية يوم القيامة ، أن النساء مبالغات في الشكوى. هذه القاعدة يجب أن نضعها أمام أعيننا“! ….
وأضاف، لا يوجد ما يبرر ضرب الزوج لزوجته إلا في حالة استفزاز عالية جدا“. وطالب الزوجة المشتكية بالعودة إلى زوجها ومساعدته على عدم الشرب وتربية البنات الثلاث، مؤكداً أن البيوت مبنية على أسرار ولست أدري كيف عرف الناس بأمر ضربها.
وقد أثارت تصريحات الداعية المصري “المبروك“، زوبعة من الهجوم الشديد عليه من النساء، وتصدر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي. حيث وقع التركيز على قوله “إن النساء مبالغات في الشكوى“،
تصريحات “المبروك” تصدرت تغريدات العديد من النساء في مصر والعالم العربي، تعبيرا عن غضبهنّ من أن الدكتور مبروك عطية، أوجد نوعا من “التبرير” الفقهي لعنف الزوج على زوجته، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من العنف الأسري. وتساءلت بعض الناشطات الغاضبات من “المبروك” إلى متى سيظل العنـف ضد النساء يتم تبريره علنا في وسائل الإعـلام؟ والأسوأ أن يتم ذلك باسم الدين والدين منه براء ! ولاحظت غيرها أن كلام الداعية الإسلامي حول تبرير عنف الأزواج على زوجاتهم وجد في تعليقات المتتبعين ما يوحي باقتناع العديدين بأقوال الداعية الإسلامي “الأزهري” وهذا أمرٌ مرعب، تقول إحدى الناشطات الحقوقيات، مضيفة أن “تبرير الضرب مشاركة في الجريمة”.
وكالعادة، انبرى عدد من الدعاة للرد على “المبروك” كان من بينهم الشيخ خالد الجمل الذي نبه إلى أن المرأة جاءته “مضروبة ومكسورة” تشتكي من عنف زوجها الذي قالت إنه “كان يربطها مع الكلب” ولعدة أيام، . واستفسرها “المبروك” عن حسنات زوجها فردت “كان يحضر لنا الأكل“، معتبرا أن كلام “المبروك” خارج عن نطاق المقبول. بمعنى أن المرأة تضرب الأسبوع كاملا من أجل “لقمة عيش” !
وحين اشتكت المرأة إلي “المبروك “أن زوجها ضربها بسكين في ساقها ، ردّ بما معناه أنه لابدّ أن الزوج كان في حالة انفعال” بسبب استفزازها له، وأنه، بكل تأكيد، لم يضربها “من غير سبب” !!!….
وتعقيبا على كلام الدكتور عطية مبروك، استدعى التيلفزيون المصري الشيخ الأزهري عبد العزيز النجار الذي اعتبر أن الحياة الزوجية لا تقوم إلا على المودة والرحمة بين الطرفين، وأن النبى صلى الله عليه وسلم أوصى بمعاملة النساء بكل خير، ولا يمكن أن تكون وصية الرسول بضرب المرأة ، حتى وإن كان ضربُها “مباحا شرعا” لأنها مرحلة متأخرة في الوعظ، كما أن هناك شروطا لضرب الزوج لزوجته ويكون على سبيل التأديب فقط،، ولا يكون مؤذيا ولا على الوجه. وأوضح أن الرجال يضربون زوجاتهم ليثبتوا رجولتهم ، لكن هناك فرق بين الذكورة والرجولة“.
وبعد الهجوم الذي تعرض له، خرج الداعية الإسلامي عطية مبروك ليبرر تصريحاته قائلا في بث مباشر على (الفايسبوك): أن كل كلمة ردّ بها لها دليلٌ في السنة.
تلك نماذج من الدعاة وشيوخ الإسلام الذين لا يروا رادعا للرجل، لا دينيا، ولا أخلاقيا، ولا إنسانيا، في تعنيف زوجته و“ضربها” من باب “التأديب” وفي الضرب تجتمع معاني الإدلال والمهانة والإهانة والاحتقار، فضلا عن الاستقواء بما يسمى بـ “القوامة” التي لم يعد لها من مدلول لا ديني ولا خلقي ولا عملي في الوقت الراهن.
يحصل هذا في العالم الإسلامي وفي بداية الألفية الثالثة.
ثم نستغرب من تأخرنا وتقدم غيرنا من الأمم والشعوب؟ !
سمية أمغار