لم يعد خافيا على أحد الوضع الرديء الذي تمر به المنظومة الأخلاقية للمجتمع، نتيجة تطور تكنولوجي أرخى بنظرياته الخاطئة والفاسدة على المجتمعات.
هي مساحة واسعة من الحرية ومجال مفتوح لمتابعة التفاصيل، هو ما أتاحته الوسائل الإعلامية المتعارف عليها، فهذه الأخيرة لم تعد تراعي في المتلقي شعوره وإحساسه، إذ تم ضرب المنظومة الأخلاقية لمجتمع لم يعد يخجل من عرض الفضائح بسهولة وبضغطة زر.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، بعض قنوات اليوتيوب وبعض الصفحات الفيسبوكية تنشر كل غسيل فاسد، وتعرضه على المجتمع والأسر، بدون رقيب ولا حسيب، وكأن شعارها في ذلك الرداءة وضرب الأخلاق والقيم المجتمعية، فحيثما وليت وجهك، تجد الرداءة والفساد والانحطاط الخلقي، باسم الحرية والتقدم الحضاري، الأمر الذي لا نستبعده هو أن التعاليم الصهيونية خاصة تلك الواردة في كتاب “بروتوكولات حكماء صهيون” بدأت تنزل بكل خستها ونذالتها على أرض الواقع، اعتبارا لكون وسائل الإعلام أضحت طيّعّة في متناول الفكر الصهيوني، الذي يعلم علم اليقين أن الإعلام سلاح ذو حدين، وله قدرته على تغيير أنظمة سياسية وتوجيه أخرى، وبقدرته إفساد أخلاق مجتمعات بكاملها، فما نشاهده اليوم على أرض الواقع من مظاهر فساد تعم البر والبحر، تجد من يدعمها، ويقف بجانبها، والعمل على جعلها قاعدة تتحكم في كل شيء، فالرديء هو المُقدم في الوسائل الإعلامية المنتشرة، وفي التتويجات التي تنظم على مستوى المحافل الدولية، أما اللقاءات فلا حظ لها ولا نصيب أما اللقاء ات فلا حظ لها ولا نصيب، حيث انقلبت الآية، الصدارة للرداءة والبعد والسُحق لما دونها.