المغرب يلعب من طنجة ورقة دبلوماسية المدن لخدمة قضية الوحدة الترابية
جريدة طنجة – محمد العمراني
الإثنين 13 أبريل 2015 – 11:18:44
انعقاد هذا الاجتماع، الذي حضره جميع أعضاء المكتب التنفيذي، شكل نقلة نوعية في تعاطي المغرب مع ورقة الدبلوماسية الموازية، حيث صار ينهج استراتيجية استباقية لسد جميع المنافذ والثغرات التي يمكن أن يستغلها أعداء الوحدة الترابية في مختلف الملتقيات والمنتديات الرسمية والمدنية.
وعن الرهانات المنتظرة من هذا الاجتماع أكد فـُـؤاد العماري رئيس الجمعية المغربية لرؤساء الجماعات المحلية في تصريح لجريدة طنجة أن المغرب يعي جيدا موقف جنوب أفريقيا من قضية الوحدة الترابية، وبالتالي فقد كان منتظرا أن تستدعي جوهانسبورغ ممثلين عن البوليزاريو لحضور المؤتمر المقبل لهاته المنظمة الإفريقية الوازنة، ولذلك سارع المغرب لاحتضان هذا الاجتماع، في عملية استباقية، لقطع الطريق أمام أي مفاجأة من هذا القبيل، مضيفا أن بلادنا تراهن على المؤتمر المقبل لتعزيز حضوره بالأجهزة التنفيذية لهاته المنظمة، التي صار نفوذها يتعاظم يوما بعد الآخر، خاصة مع هبوب رياح الديمقراطية على معظم بلدان القارة السمراء، مؤكدا أن ما يعزز وزن بلادنا داخل هذا المنتظم النهج الراسخ للمغرب في بناء وتمتين صرح الديمقراطية التشاركية، التي أضحت اليوم معيارا لتصنيف انتساب الدول لنادي الدول الديمقراطية أو العكس، مشددا على أن دول القارة السمراء، شأنها شأن المنتظم الدولي، تتابع بانبهار التجربة المغربية في مجال الإصلاحات الديمقراطية والسياسية، والتي شكل دستور 2011 أحد أهم مراحلها الحاسمة، وهو ما يجعل من بلادنا نموذجا يحتذى.
و كانت أشغال هذا الاجتماع الهام قد تميزت بالحضور الفعلي لمحمد حصاد وزير الداخلية، الذي تطرق في كلمته بالمناسبة، لأهم مرتكزات الإصلاحات السياسية والقانونية في مجال الديمقراطية التشاركية، فالمغرب مؤمن بأن لا تنمية من دون منح صلاحيات واختصاصات حقيقية للمؤسسات المنتخبة، يضيف وزير الداخلية، ولأجل تطوير وتجويد أداء هاته المؤسسات، انخرط المغرب في مسلسل متواصل من تقييم السياسات اللامركزية في أفق تعزيزها، لأنها مفتاح التنمية المحلية المستدامة، حصاد لم يفوت الفرصة ليقدم لمحة عن أهم الإصلاحات التي ستعرفها الترسانة القانونية لمجالس الجهات والجماعات المحلية، معتبرا إياها تندرج في سياق تعزيز منظومة الديمقراطية التشاركية التي اختارها المغرب أحد المداخل الرئيسية لتحقيق التنمية.
وزير الداخلية اعتبر احتضان المغرب لهذا الاجتماع الهام دليلا قويا على متانة علاقته مع البلدان الإفريقية، مذكرا بالعديد منم علاقات الشراكة التي تجمع المغرب ببلدان القارة الإفريقية والتي عرفت في عهد جلالة الملك محمد السادس زخما قويا، وهذا يجسد بالدليل الملموس نظرة جلالته لطبيعة علاقة المغرب بالقارة الإفريقية التي يعتبرها عمقه الاستراتيجي.
من جهة أخرى لفت رئيس منظمة المدن والحكومات الأفريقية، السنغالي خليفة صار، عمدة دكار، الأنظار بمداخلته المتميزة، حيث قدم مرافعة قوية ومتماسكة حول متطلبات التنمية المحلية بالأقطار الإفريقية، معتبرا أن لا سبيل لذلك إلا بإقرار ديمقراطية تشاركية حقيقية، تقوم على منح اختصاصات حقيقة للمؤسسات المنتخبة، معتبرا أن قوة الدول من قوة جماعاتها الترابية، خليفة صار دعا إلى تعزيز علاقات التعاون بين المدن الإفريقية، مقترحا إحداث صندوق لدعم وتمويل المشاريع التنموية للمدن والجماعات المحلية الإفريقية، معتبرا هذا الصندوق أداة حقيقية لتعزيز استقلالية المؤسسات المحلية المنتخبة.
خاتما تصريحه بالدور الحيوي الذي ما فتئ يقوم به المغرب لتعزيز روابط وأواصر التعاون بين المدن الإفريقية، داعيا إلى تعزيز حضوره في مختلف الواجهات والأصعدة.