مهرجان مواسم خالدة…. عودة إلى الماضي المجيد و إنعاش لذاكرة الشعب المغربي في قالب فني راق
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( مهرجان مواسم خالدة… )
الأربعــاء 13 شتنبر 2017 – 16:56:12
حدَث آخر تمَّ الإحتفال به في المهرجان، المسيرة الخضراء المظفرة، التي تظل مفخرة للشعب المغربي قاطبة، و التي دونت بمداد من ذهب في سجل نضال العرش والشعب، وهي مناسبة لاستحضار حقبة مجيدة من تاريخ الكفاح الوطني من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة والتحرر من نير المستعمر، وإبراز دينامية مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة بوتيرة مطردة.
وتتزامن المناسبتان مع احتفال المغاربة، بمولد سيد الخلق محمد عليه أزكى الصلوات، ولاشك أن هذه المناسبة الدينية العظيمة، دأب المغاربة على إحيائها منذ احتفال أسرة العزفيين بسبتة السليبة، على عهد الموحدين، إلى يوم الناس هذا، وتأخذ احتفالية المولد بمدينة طنجة طابعا خاصا منذ الأزل، ويروم المهرجان استحضار هذه الخصوصية.
لذا فإن خلق مهرجان من شاكلة “مواسم خالدة”، يروم بالأساس تذكير كل من يهمه الأمر، بأمجاد المغاربة عبر استحضار لحظات تاريخية مشرقة، وجعل الشباب يكبرون تاريخهم، ويحترمون صنيع أجدادهم من جهة، ويتشبثون بهويتهم الأصيلة، ويرتبطون بقيمهم الدينية الراسخة من جهة ثانية.
مدير المهرجان، الفنان عبد السلام الخلوفي، أكد أن هذه الأحتفالية جاءت بتيمتين الأولى وطنية وهي ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الإستقلال والثانية دينية وهو عيد المولد النبوي الشريف، ليتشكل عنوان مواسم خالدة تحت شعار “أيامنا كلها مواسم طرا وكل الزمان عيد”، والهدف هو الإسهام كمجتمع مدني في الجانب التربوي وفي جانب تمرير الرسالة للشباب بجعلهم يرتبطون أولا بوطنهم ويعمقون مداركهم في هذا الجانب، ومن جهة ثانية بأن يتشبتوا بهويتهم الإسلامية الأصيلة، والتربية النبوية السامحة.

رئيس الجمعية المغربية للموسيقى الأندلسية والروحية بطنجة، الفنان محمد العروسي أبرز أن نجاح هذه الدورة رهين بمدى إيمان كل الفعاليات الثقافية والمصالح الخارجية بأهمية هذا الحدث الثقافي، وشكر كل الداعمين لهذا المولود الجديد وفي الوقت نفسه ألح على أن المهرجان هو مهرجان المدينة، ولكل مواطن الحق في لحظة ترويح عن النفس.
و في حفل فني امتزجت فيه الأغاني الدينية الخالدة بالملاحم الوطنية، افتتحت فعاليات المهرجان يوم الخميس 30 نونبر، حيث ردد خلالها أعضاء كورال مجموعة عود الرمل بقيادة المايسترو محمد رشيد التسولي، أجمل الأغاني التي أعادت الجمهور الحاضر إلى سنوات الستينات والسبعينات، أغاني وقعها رواد الأغنية المغربية من طينة عبد الهادي بلخياط، محمود الإدريسي، أحمد البيضاوي وآخرون.
كما عاش جمهور المهرجان، الذي حج بكثافة إلى فضاء المركز الثقافي أحمد بوكماخ، فعاليات الأمسية الثانية لهذه التظاهرة، التي نسقت عروضها الموسيقية البهيجة الفرقة الموسيقية للراحل العربي المرابط برئاسة محمد العروسي، التي استهوت عشاق الموسيقى الأندلسية. و حملت ليلة الإختتام حفلا تحت عنوان “ليلة المديح والسماع”، أحياها جوق مجموعة جهة طنجة تطوان الحسيمة، برئاسة الفنان سعد التمسماني، واستطاع أداء المنشدين والتلوينات الفنية التي أثثوا بها الطبوع والمقامات التي أدوها٬ شد انتباه الجمهور العريض الذي حضر الحفل والذي ضم العديد من المولعين والمهتمين والعارفين بخبايا هذا الفن الأصيل الذي تمكن من المحافظة على خصوصياته بفضل جهود معلمين كبار طبعوا هذا اللون الفني العريق بطابع التفرد.
وأبى منظمو المهرجان، إلا أن يخصصوا في كل ليلة من لياليه الثلاث لحظة وفاء لفنانين ساهموا بإبداعاتهم وعطائهم الغزير في إثراء المشهد الفني المغرب، فكانت فاتحة هذه اللحظات، مع تكريم الفنان عبد الله عصامي، مبدع ملحمة “نداء الحسن” المخلدة لذكرى المسيرة الخضراء. كما تم استحضار روح ابن المدينة، المايسترو الراحل محمد البوعناني أحد القامات الموسيقية المغربية، إضافة إلى إحياء ذكرى الرائد مولاي احمد البوكيلي، و محمد المهدي التمسماني..