أصحاب الصف الأول يصلي عليهم الله وملائكته … ﷺ
جريدة طنجة – محمد الشعري
الثلاثاء 31 مارس 2015 – 17:32:10
المراد بتَسْوية الصُفـوف: اعْتـدال المَأمومين على سمت واحد، مع سَد الفُرَج التــي في الصَفِ .
عن أنس رضي الله عنه قال: «أقيمت الصلاة، فــأقبلَ عليْنــا رَسُول الله ﷺ صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري».
يجب على الإمام أن يحرص على تسوية الصفوف مع إرشاد من يراه قد أخل بذلك، لقد ثبت في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا كأنما يسوي بها القداح». لقد كان عُمَر رضي الله عنه و أرضاهُ يوكل رجـالًا لتَسْويـة الصُفوف، ولا يكبر حتى يخبر أن الصفوف قد استوت.
خرج نبينا عليه الصلاة والسلام يوما للصلاة، فقام حتى كاد أن يكبر، فـرأى رجـُلًا بـاديــًا صدره من الصف فقال: « عباد الله: لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم». قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله «تسوية الصفوف أمر واجب لا بد منه، وإذا تركه الناس كانوا آثمين عاصين للرسول صلى الله عليه وسلم ﷺ وهو من مسؤوليات الإمام فعليه تفقد الصف وتسويته، والمأمومين عليهم تسوية صفوفهم وتراصهم».
مما خص الله به هذه الأمة وشرفها به تسوية الصفوف في الصلاة، فإنهم شبهوا بذلك صفوف الملائكة في السماء، وفي صحيح مسلم عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام ﷺ أنه قال: «فضلنا على الناس بثلاث، وذكر منها: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة». وعن جابر بن سمير رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله ﷺ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها». قلنا بلى، قال: «يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف».
إن من العجَب العُجــاب، ومما يبعث على الاستغراب والحيرة والذهول ما نراه ونشاهده من حال بعض المأمومين عندما تقام الصلاة، ونداء الإمام لهم بتسوية الصف، فبعضهم ملتفت يمنة ويسرة، كأنما يبحث عن شيء ضاع منه، وبعضهم مشغول بـالتحَدّث مع صاحبه، والبعض الآخر يقف مكانه ويأمر بتسوية صفه أو ينتظر الآخرين ليصطفوا؛ ولا يلتفت إلى نداء الإمام له بالتراص والاعتدال.
كان السليمي رحمه الله سبحانه وتعالى إذا تهيأ للصلاة انتفض وقال: «أريد أن أقدم على أمر عظيم، أريد أن أقوم بين يدي الله عز وجل».
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ صلى الله عليه وسلم: «سووا صفوفكم وحاذوا بين مناكبكم ولينوا في أيدي إخوانكم وسدوا الفرج» رواه أحمد.
لقد بشر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ﷺ أصحاب الصف الأول أن الله وملائكته يصلون عليهم؛ وعن البراء بن عازب رضي الله عنه وأرضاه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فيمسح عواتقنا وصدورنا ويقول: «لا تختلف صفوفكم فتختلف قلوبكم، إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأولى» رواه أحمد.
ـ إن الصف يبدأ من خلف الإمام مباشرة، ثم يكون امتداده ناحية اليمين وناحية الشمال.
ـ قال رسول الله ﷺ عليه الصلاة والسلام: «لا صلاة لمنفرد خلف الصف»
ـ عن البراء رضي الله عنه قال: «كنا إذا صلينا خلف رسول الله ﷺ عليه الصلاة والسلام، أحببنا أن نكون عن يمينه» رواه مسلم