لقاء من أجل محو الصورة القاتمة للمقابر
جريدة طنجة – محمد إمغران
الثلاثاء 31 مارس 2015 – 10:18:38
وفي كلمتهِ، قَدّم حَسن السملالي، نائب عُمْدة مدينة طنجة، عَرْضًــا سَلط الضَوْء على الحالة الراهنة لمقابر المدينة، حيث شخص حالتها، مقدما إحصائيات مفيدة وأرقاما ومعطيات جديدة، موضحا أن المجلس الحضري لطنجة تحرك جيدا في هذا الإطار، إذ عمل على تسييج بعض المقابر التي اعترف نائب العمدة بأنها عرفت اختلالات كثيرة، حيث صار بعضها مرتعا لممارسة الفساد و تَعـاطـي المُخَدرات ومَلاذًا آمنــًا لإنـــزواء المُنحَرفيـــن و قُطَاع الطُرُق ، فَلا الجَمــاعة ولا مندوبية الأوقاف قامتا بالمطلوب كما ينبغي، لحماية حرمة الأموات وصيانة مقابرهم.
لكن، بالمقابل، صرح المتحدث أن جماعة طنجة هي بصدد تفعيل المشروع الجديد المتجلي في بناء مقبرة نموذجية بمنطقة مسنانة، تستجيب لمعايير ومواصفات ذات مستوى عال، من حيث مرافقها وتجهيزاتها موضحا أن الوعاء العقاري موجود لبناء هذا المرفق العمومي الهام الذي طالَمــا كان حـاجة مُلِحة لسُكان المدينة.
من جهته، تدخل بن عبود، باحث وأستاذ جامعي، وفاجأ الحضور، بكون والده دفن جثمانه في ستينيات القرن الماضي، بمقبرة “بوعراقية”، بعد أن عاش في مصر وكان من السياسيين والمناضلين الكبار وسَبق له أن استقبل بأرض الكنانة المجاهد المرحوم عبد الكريم الخطابي، إلا أن قبر والده تعرض للاعتداء، حيث تم تكسير لوحته التعريفية (الشاهد) مضيفا أنه رغم مكاتبته للمسؤولين في موضوع الاعتداء، فإن لم يجد آذانا صاغية، رغم تدخله عدة مرات، متأسفا على مال حرمة الأموات، إضافة إلى عباد ورموز أخرى، نبشت قبورها و طالها النسيان والتهميش وأصبحت نسيا منسيا.
كما راسل بن عبود المجلس العلمي المحلي في ذات الموضوع، إلا أنه لم يتلق أي رد حول رسالته، قبل أن يعمل لا حقا على إيفاد سيدة، أستاذة وباحثة، على مقبرة “بوعراقية” لمفاتحة القيمين على مسجد هذه المقبرة من الشرفاء البقاليين، غير أن السيدة لقيت استقبالا غير لائق، بل طردت شر طردة، وها سلوك يتنافى مع الحوار الهادف، بل وعار كبير، يشير بن عبود الذي تطرق كذلك إلى الحالة المزرية التي توجد عليهامقابر مدينة تطوان الغارقة هي الأخرى في براثن التهميش والإهمال.