طنجة تنطق شعرا و جمالا بمناسبة الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للشعر و الزجل
جريدة طنجة – لمياء السلاوي (المهرجان الوطني للشعر و الـزجـل )
استهل هذا الموعد الثقافي فعالياته يوم الجمعة السادس من أكتوبر ببيت الصحافة حيث حضرت أسماء وازنة في الميدان الشعري كأحمد لمسيح، كلمة وزير الثقافة والجهات الداعمة والجهة المنظمة تلتها فقرة موسيقة و وصلات شعرية ألقيت على لسان شعراء و شواعر المهرجان و اختتم اليوم الأول بتكريم الشاعرة ثريا مجدولين.
تواصلت الفعاليات يوم السبت السابع من اكتوبر صباحا بمؤسسة محمد شكري بندوة فكرية تطرقت لإشكال التجنيس ولقاء مع الدكتور محمد حجو حول تجربته النقدية و الروائية.
ثم انتقل الضيوف و المشاركين الى قصر برديكاريس ، هذا القصر التاريخي الذي زيته صور من معرض ذاكرة طنجة على عهد الدبلوماسي الأمريكي اليوناني اللأصل “بيرديكاريس” و الذي عرضه الحافظ لذاكرة المدينة يونس الشيخ علي، بالقصر على هامش الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للشعر و الزجل، صور توازي حقبة من الحقب التاريخية بالمغرب، حيث وفي بداية القرن العشرين، كان المغرب يعيش على بركان التمردات، وبينما كان المتمرد “بوحمارة” يبسط سيطرته على مناطق واسعة من وسط المغرب ومنطقة شمال وشرق الريف، كان أحمد الريسولي الحاكم شبه المطلق في مناطق جبالة، ولا شيء يقف في طريقه حتى أعتى الدول الأوروبية.

كانت ثورة الريسولي في حاجة إلى الدعم والمال، وكان قصر “بيرديكاري”س في بطن غابة موحشة صيدا مثاليا، و كان الملياردير الأمريكي-اليوناني يعتقد أن ماله وجنسيته وشهرته ستحميه من أي شيء، وفي أحد أيام شهر ماي من سنة 1904، أغار الريسولي ومقاتلوه على غابة الرميلات، وفي لمح البصر اختطفوا زوجة بيرديكاريس وابنه كرومويل، ثم اختفوا وكأن الأرض ابتلعتهم.
كاد بيرديكاريس يصاب بالجنون بعد اختطاف زوجته التي كان يعشقها بصدق، وطلب حماية السلطان عبد العزيز، لكن الريسولي أجمل شروط الإفراج عن الزوجة والإبن في أن يؤدي السلطان وبيرديكاريس 70 ألف قطعة ذهبية، وأن يخرج المخزن من منطقة نفوذ الريسولي،
لكن الغريب هو أن زوجة الملياردير اليوناني استحلت الإختطاف، وأعجبت بالريسولي إلى حد أنها قالت إن هذا الرجل ليس زعيم عصابة ولا قاطع طريق، بل إنه مقاتل من أجل وطنه وكرامته، وأنه يدافع عن قومه ضد الجبروت والطغيان.

يونس الشيخ علي، الحريص دائما على تنظيم معارض تهم ذاكرة طنجة، إحياء ما انحفر في فضاءات حملت بصمات من تركوا أثرا مجيدا، معارض تجمع بين صور ومخطوطات ورسائل ووثائق وملصقات وجرائد ومجلات وكتب وألبسة وتحف متنوعة وغيرها تشهد على زمن وفضاء تاريخ وذاكرة نساء و رجال لم يمروا مرور الكرام عبر مدينة البوغاز دون الوقوع في سحر افتتانها الأكثر تميزا والأقوى قابيلية للشغف بالإبداع والخروج عن المألوف.
المهرجان الوطني للشعر و الزجل بطنجة، أثثته قرآت شعرية وتتويج للفائزيين في مسابقة طنجة الكبرى للشعر، صنف الفصيح مناصفة بين مريم كرودي من تطوان و محمد الساق من الصويرة و الزجل ابتسام الحمري من تيفلت، و ذلك في أحضان قصر السلطان مولاي إسماعيل بالقصبة .
و اختتمت التظاهرة الأدبية يوم الأحد الثامن من أكتوبر ببيت الصحافة.
المهرجان الوطني للشعر و الزجل بطنجة صار موعدا سنويا يحج اليه كل سنة شعراء و زجالو المملكة و متذوقو الكلمة الحساسة، و قد عرفت الدورة الخامسة -دورة ثريا مجدولين- نجاحا مبهرا …