غثاء كغثاء السيل
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( صرف المال في غير محله.. )
الأربعاء 04 أكتوبر 2017 – 12:45:25
ـ ترى ما القيمة المضافة التي تجنيها الجماعة عن بذل المال العام في مظاهر جوفاء؟…
ـ لقد بدا واضحا أن كل السياسيين بدون سياسة، وبدون بوصلة..
هذه الظاهرة الجديدة… أو الزينة… أو الخواتم للعريان ليست الوحيدة مما يشكل إطارا للفساد العام… والريع… والمحسوبية… واستغلال إمكانيات الجماعة فيما لا يهم المواطنين، وليست هي المجال الوحيد الذي يعربد فيه الانحراف في مباشرة الشأن العام. وليست هي الواجهة الواحدة التي تعكس انحرافا مزاجيا، وسلوكا مريضا، ونفسية وعقلية مهزوزة، وإدراك قاصر ومقصر للأمور بما فيها تلك المرتبطة بمعاش المواطن، ووضعه، وأمنه، ومجتمعه…
لقد كَذبـــوا حينمـــا ادعوا تمثيل المواطن.. ورفعوا شعارات خرقاء، خاضوا حرب البسوس ضد جهات أخرى تدعي نفس الادعاءات، وتتبنى نفس الأقوال، وترفع نفس الشعارات وهي لا تطحن سوى التراب مخلوطا بماء آسن كالذي يجري في دروب بوادينا المنسية…
وقد بَدا واضحــًا أن كل السياسيين بدون سياسة. وبدون بوصلة فهم كالحيارى في فيافي صحراء ترصع سماءها نجوم خابية لا تزيدهم إلا ضياعا وتيها في أفق ممتد بلا حد…
ومن الأحداث المستجدة تبدو الحقيقة المرة… فلا أحزاب تؤطر… وتمثل وتلعب أدوارا طلائعية…
ولا مسؤولين في مستوى المسؤولة والأمانة…
لا علماء آخر الزمن ينهضون برسالتهم ويدلون بمواقفهم إلا أذا وينبهون ولا يتحركون إلا أذا حركوا وكأنهم آلات صماء جامدة… هم فقهاء آخر الزمن…
وحين يصبح الكل أجراما فلكية تدور في الفراغ ومع الفراغ… ويصبح الأمر مسندا لغير أهله… والناس تلهث وراء الزينة لا الضروريات… فإن الجميع ساعتها ويومها غثاء كغثاء السيل. ..