الأحزاب والمسؤولية…
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( .الأحزاب . )
الجمعة 08 شتنبر 2017 – 19:31:52
ـ صفقوا وهم المعنيون…
ـ الإدارة قائمة على انتظار التعليمات… لا اجتهاد ولا غيرة… ولا إحساس بالمسؤولية…..
الحال هو الحال… والأحزاب التقليدية لم تفهم الدرس جيدا لدرجة أن بعض الأحزاب لم تعقد مؤتمراتها… ولم تجدد أطرها منذ مدة… لماذا ؟… لأن العجائز والشيوخ الذين استكانوا وتربعوا وتولوا صعت عليهم المغادرة… وخلال المؤتمرات وتجمعات التجديد قد تأتي بالمفاجآت…
المؤتمرات الوطنية فرحة للتغيير. وهم لا يريدون التغيير…
يبدو أن أعواد الخشب الجافة عندها لم تستوعب الدرس جيدا… صفقوا وهم المعنيين… كانوا بلهاء… أسجل وزير له كافة الصلاحيات… ورئيس الحكومة مسؤول لا يتحركان إلا بعد الإشارات الملكية… عندكم مهام ومسؤوليات فلماذا لا تذكر ولا تقوم القيامة وتتحرك أجهزة الدولة وتعلن حالة التعبئة والاستنفار إلا بعد الخطاب الملكي وقبله ماذا كنتم تفعلون؟ وهل يحتاج المكلف إلى تعليمات ليتحرك…؟ لولا حراك الحسيمة ما كان لسيارات الإسعاف أن تكون موجودة… ولا أجهزة السكانير التي طبل وغيط من أجلها وزير الصحة، ولا المشاريع أن تحرك الرياح… لماذا هذا النفاق السياسي؟…
ولماذا الحكومة بوزرائها ” الأجلاء ” لا يتحركون ولا يتنمرون إلا بعد قرص الأذن؟… كل ما قيل وعمل ودشن كان واجبا مفروضا أن يكون، لماذا ينتظرون إلى أن يخاطبهم ملك البلاد الساهر على أمن وراحة البلاد؟…
لو طبق مبدأ الحساب لكان على الحكومة كلها أن تكون على المحك… لا أفهم كيف تعقد الحكومة اجتماعها الخميسي وتقول في بلاغها أنه تفعيلا لمضامين الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش المجيد فإنه تشكلت لجنة لتعديل وتفعيل وتبسيط. ويقول وزير الإدارة أن هناك إجراءات لتبسيط مسطرة الحصول على الوثائق الإدارية وجرأة التقليل من الوثائق المدلى بها…
يا وزير الإدارة… ويا رئيس الحكومة لماذا لم تفعلوا هذا من قبل الخطاب الملكي ؟… كل السلطات والصلاحيات مخولة لكم… فلم الانتظار إلى أن ينبهكم عاهل البلاد؟…
وأذكر أن الأحياء العتيقة تحوي دورا آيلة للسقوط تعرفها الولاية والعمالة والباشوية والقيادة والمقاطعة والجماعة، ومع ذلك لا أحد من هؤلاء يحرك ساكنا. وحينما تحدث الكارثة وينهار منزل أو أكثر ويكون ضحايا وتأتي التعليمات تتحرك كل الأجهزة من أمن وسلطات، ولكن بعد فوات الأوان، فلماذا الانتظار إلى حدوث الكارثة؟… لقد كانوا ينتظرون التعليمات… هذه هي الإدارة المغربية ليس لها بوادر ولا إبداعات ولا اجتهادات إلا ما ندر، مثال القائدة شيماء، أما الإدارة ككل فإنها قائمة على انتظار التعليمات لا اجتهاد ولا غيرة ولا إحساس بالمسؤولية، لو كان هذا الإحساس بالمسؤولية حقا وصدقا لما كان هذا الاحتلال الفظيع للملك العمومي، ولا لهذه الفوضى الضاربة أطنابها في كل جزء من المدينة والوطن ككل.
فأين أنت يا سلطة المراقبة والزجر والردع؟ وأين أنت أيها الضمير المهني مما يحدث ويستشري؟ وحسبي الله ونعم الوكيل. …