محمــد سدحــي
جريدة طنجة – محمــد سدحــي ( كأسكِ.!! )
الجمعة 04 غشت 2017 – 19:10:55
أنا الفم الذي فاضَ منه اللّسـان.. وصـارَ بَلــلاً في كـأس العَطَش.. كأسك يا وطني.
(يا وطني الغالي يا وطني…).
ماذا لو بللت شرايين المقهى الذي سَكنني زمنــًا وسَرقَ منّي تُوَيـج العمـر ؟
أنا في عاركم، يا رجال الله (رجال البلاد)!
صبيبي زاد.. ولا من يدلي بدلوه في هذا الشـلال الذي يجري مني “عَقْبة”..
أسباب الصعود صعيييبة.. وباب السقوط قريييبة..
أنت أوحلتها.. فكها أنت.
أيها الرائد الذي يروض نحنحته،
الزم زاويتك ولذ بالسكوت، ولا تغريك الديكة إذا (صاحت).
قهوتك سوداء.. صحيفتك بيضاء.. وسيرتك في الميزان، تطلع وتهبط، تزيد وتنقص، وكل شراب على لسان العطش.. طشْ.. شْ.. شْ.
اشربيني أيتها السيجارة،
أنا الصدر الذي ضاق به الوسع.. وصار قبضة هواء في كف الشهيق.. هيقْ..
اخطب ودّي أيها السابح في اللامعنى..
أضناني البحث في المعاني.
هاذا الماثل أمامي يصلبني.
مزقني أيها الغائب عني.. شتتني.. قسمني على أصابع الأوتار.. وزعني على ربوع البياض.
يا سحابةً في حَيّنــا القديـــم،
خبّريني عن الذين كانــوا.. عن الذين خـرجـوا ولـن يعـودوا..
آه من غيابكم في عــزّ اليبــاس.. زمننا غادر، لم يجُد بمثل ظلكم.
أيتها الشاهدة على قبر أيــّامنا الراحلة، يا ابنت شجرة الحياة، قولي لهم: الخزامي في مهب الريح، صارت.. وسكاكين الأكلة تُشحذ لها.. ورؤوس الأزهار في قبضة الحديد المسوس.. انكسرت الكأس واندلقت القهوة في حجر السواد.. أخشى على خريطة وطني من وقع البلل.. البلل…