ظاهرة جيل جيلالة
جريدة طنجة – مصطفى الحراق
الأربعاء 02 فبراير 2015 – 09:52:45
في 7 أكتوبر 1972 ، سيكون أول لقاء لمجموعة “جيل جلالة” مباشر مع الجمهور، بمسرح محمد الخامس بالرباط ،بمعية مجموعة من الفنانين الكبار ،من بينهم عبد الهادي بلخياط. كانت الدعاية التي قام بها حميد الزوغي عبر أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة قد أعطت أكلها ، من خلال تسجيلها لأغانيها كان لها كبير الوقع على الجمهور، حيث امتلأ المسرح عن آخره ، والكل كان ينتظر عرض هذه الفرقة الجديدة… ولأول مرة ستقف المجموعة أمام أزيد من 2000 متفرج وهم يرددون مع الفرقة أغانيها بشغف وحب كبيرين ، وقبل انتهاء الحفل وداخل الكواليس اتصل بالفرقة الفنان الكبير الأستاذ أحمد البيضاوي وأبلغهم بأن لا يغادروا الرباط لأن الحسن الثاني يريدهم.
في اليوم الموالي قصدت مجموعة جيل جيلالة القصر الملكي، وفي المكان المخصص حيث وجدوا مجموعة من الفنانين، دخل الملك وكان برفقته الأمير مولاي عبد الله وباحنيني وزير الشرون الثقافية آنذاك، وتوجه الملك الى أحدهم بالسؤال : هل جاءت فرقة “جيل جيلالة؟ “،فرد عليه بأنهم هنا، حيث طلب منهم أن يسمعوه أغانيهم ففعلوا، مما يبين إعجاب المرحوم بهذه الفرقة الموسيقية الشابة.
بعد النجاح الذي حققته فرقة “جيل جيلالة” في سنة 1972 والشعبية التي حظيت بها أغانيها، وبعد جولات عديدة في ربوع المملكة، ستصبح الفرقة مثار انتباه المنتجين خارج المغرب. هكذا ستنخرط المجموعة في عدد من الأعمال بأوربا والدول العربية، ومن بين البلدان العربية التي دأبت على دعوة “جيل جيلالة” للمساهمة في السهرات الفنية على خشبات مسارحها، دولة الجزائر، التي احتضنت هذه المجموعة بشكل كبير، حتى أنها كانت تعتبر نفسها داخل المغرب، وبمعية ناس الغيوان خلقوا جمهورا واسعا في هذا البلد.
من سنة 1974 إلى سنة 1975 ستدخل جيل جيلالة تجربة جديدة ومغامرة أخرى، لكي تعطي لنفسها الإشعاع الذي تستحق؛ في تلك الفترة كان عبد الكريم القسبجي قد التحق بالفرقة، وكان قدومه قيمة فنية انضافت إلى المجموعة، فبصوته الحاد والرائع سيتمكن من أن يصبح عنصرا أساسيا داخل الفرقة وسيصبح من المنشدين الضروريين، وسيضيف لها نكهة أخرى ستمدها بنفس جديد.
كان عبد الكريم قبل التحاقه بجيل جيلالة، يعمل بفرقة “نورس الحمراء” المراكشية وهي من الفرق التي تأسست في مراكش قبل ظهور فرقة جيل جيلالة، وكان لها موقع خاص يعرفه المتتبعون للمجموعات الغنائية المغربية.
وفي إطار تدعيم الفرقة بأصوات أغاني مثل “ليغارة” و”دادة امي” سيتم اقتراح جلب عبد الكريم القسبجي من مجموعة “نورس الحمراء”، وبمجرد ما تم جلبه سافر مع الفرقة مباشرة إلى باريس وسجل معهم “بابا مكتوبي” و”ريح البارح”، حيث أضحى صوت عبد الكريم من أروع أصوات المجموعة، سيجرها إلى عالم السينما، ليصور فيلما قصيرا اسمه (صورة) للمخرج حميد بنشريف، سيعرض في مهرجان تونس السينمائي، وسيفوز بالجائزة الأولى، وبعد هذا النجاح سيصور المخرج بنشريف فيلما جديدا أبطاله أعضاء فرقة جيل جيلالة، وهو فيلم شبه استعراضي للفرقة تحكي قصته عن مجموعة غنائية تود أن تبرز مواهبها لكنها ستصطدم بعدة عراقيل لتتحول حياتهم إلى “تراجيديا” حقيقية.
هذا الفيلم أنتجه حسن برادة أحد رجال الأعمال، وأحد أصدقاء جيل جيلالة، الذي اقترح أيضا، أن تقوم الفرقة بجولة في الشرق العربي كي تزيد من إشعاعها، وتغزو سوق الفن هناك، وتبرز الفن التراثي المغربي.
هذه الفكرة تحمس لها الجميع، وتم الاتفاق أيضا على تسويق فيلم حميد بنشريف في المشرق العربي، وأن تقوم الفرقة بتصوير أغانيها للمحطات التلفزية هناك، من أجل هذا الغرض سافر حميد الزوغي وحميد بنشريف إلى الدول العربية التي يجب أن تقصدها الفر قة- في جولتها- لوضع الترتيبات والإجراءات القانونية للجولة.
يتبع


















