عزيز كنّوني
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( )
الأربعاء 05 أبريل 2017 – 12:43:10
وفي هذا الإطار، وصَفَت بعض هذه الكتـابــات إعفــاء رئيس الحكومة المنتهية “صلاحيته” ب “الفشل”، و”الإزاحة”، و الإبعــاد ، بل و ب “الطرد” أيضــًا، بينما الأمر لا يَعْدُو أن يَكـون “مرحلـة” مما يُسمَّى بـ “اللّعبـة” الديمقـراطيـة .
أن يتخلى مُرشح عن تشكيل حكـومـة جديدة في بلده، بسبب صُعـوبــات عَرضَــت له لإنجـاز مُهمّته، فـإنَّ ذلك لايمكن اعتباره لا فَشَلًا، ولا إزاحــة ولا طَرْدًا….كَمـا قيـل في حَقّ “عبد الإله بنكيران” الــذي “أعفِي” من أمر تشكيل الحكومة التي انتدبَ لها بمقتضى الدستور الّـذي لم يتحسّب لحـالـة “البلـوكـاج” التي شهدها المغرب والتي يمكن أن يشهدها مستقبـلاً إذا لم يقع تدارك الأمر على مستوى النص الدستـوري.
وبينما عَمَدَت كتــابــات صحـــافية كثيرة إلى تحميل مسؤولية البلوكاج وتبعاته لعبد الإله بنكيران، وقع التغاضي عن قصد أو عن غير قصد، عن مضمون هذا الوضع المتوقع في حالة المغرب، بسبب نظامه الانتخابي و “وفرة” ألأحزاب السياسية التي يفوق عددها الثلاثين، وأيضا عن أسباب هذا البلوكاج و”المتسببين” فيه والذين أداروا خيوطه، عن بعد، ومن وراء حجاب ، بسبب حسابات اتّضحت الآن بعض خيوطها وخلفياتها وتكشّفَت ملامح فاضحة لأصحابها و تكفل العثماني بقيادة ائتلاف وفق معادلة 5 + 1 التي أصَرّ بنكيــران على رَفضها بتــوصية ودعم وتفويض تــام، شـامـل، بـل و تحريض قوي من المجلس الوطني لحِـزبهِ و أمــانتهِ و مُـؤسساتهِ.
حقيقة إنَّ بنكيران حَوَّلَ مسـألـة حـزب “الوردة” إلى قضية شخصية، الأمر الذي استنكره بل واستهجنه العديد من الملاحظين والمتتبعين، والحال أنه موقف حزب العدالة والتنمية من الأساس، وما كان على بنكيران أن يأخذ برأي حزبه والمقربين الأقربين إليه الذين أبانوا اليوم عن حقيقة نواياهم، بعد أن خذلوه وانقلبوا عليه وسارعوا إلى إيجاد “تبريرات” للتحول الكامل في مواقفهم و”التمرد” على توجهات بنكيران، بل إن البعض سارع إلى الاستنجاد ب “سلطان الإرادة الشعبية” لتدبير المرحلة، “سواء كان تقدير الأمانة العامة صحيحا أو خاطئا” (بلال التليدي).
بل إنه وجد من تحدث عن محاولة “تطويق وتطويع ومحاصرة الإرادة الشعبية وإنهاك قوى الكفاح الديمقراطي” (خالد الرحموني) أما اليتيم، فإنه أكد أن العثماني حظي بنفس المساندة التامة التي سبق وأن حظي بها بنكيران من قبل المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية وهيئاته ةهياكله!
ومما يثير العجب أن لا أحد سأل عن برامج هذه الأحزاب التي تدعي عبثا أنها تنتمي إلى اليمين وإلى اليسار وإلى الوسط، والتي “تتقاتل” من أجل الظفر بنصيبها من “الكعكة” الحكومية، كما لو أن الحكومة هي غاية في حد ذاتها، والحال أن المغرب لم يصب خلال فترة الفراغ الحكومي، ب “السكتة القلبية” التي سبق وأن تم الحديث عنها حينما توقفت عن الدوران، عجلة التلاعب بأصوات الناخبين ، ولم يبق إلا اللجوء إلى حكومة التناوب “التوافقي” لاسترجاع ثقة الشعب في الانتخابات والخروج من الأزمة !
وهكذا يركب العثماني “قطار الحياة”، مزهوا بأغلبيته “المريحة” التي وجدها “مهيأة” ومعدة ومحكمة و “واجدة” ، والتي لم تتطلب منه سوى “سويعات ” من العناق والقبل و “التصاوير”، بعد أن “رزخ” للإملاءات التي يعلمها الجميع، لينطلق إلى “البنيقة” المعلومة، بعد أن ترك الفرصة لدريس لشكر حتى ينهي حربه مع أزرار فيسطته المبعثرة. .