الكراسي أولا.. الكراسي أخيرا
جريدة طنجة – محمد العمراني ( عبد الإله بنكيران )
الثلاثاء 04 ابريل 2017 – 12:00:21
ما من شك في أن بنكيران اليوم يحس بمرارة و بغُصة في حلقه، بسبب الخِذلان الّذي قوبلَ به من طرف كل القادة الذين كانوا يتحلقون به صباح مساء، ولا يتردّدونَ في التصديق على كل قراراته…
كيف لا وهو الـزعيم الذي لا يشق له غُبــار ؟!..
حتَّـى وإن كــان بنكيران قد نَجحَ في كتم مشاعر الغضب التي تملكته من موقف إخوانه، فإن ردود فعل نجلته كشفت حجم الألم الذي يحس به سي عبد الإله، بسبب غدر المتحلقين به، وكأن لسان حاله يقول:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة — على المرء من وقع الحسام المهند..
الكثيرون لم يستوعبوا كيف أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية سارعت إلى التعاطي الإيجابي مع قرار إعفاء بنكيران، والإشادة بقرار تعيين العثماني رئيسا للحكومة مكلفا بتشكيلها، وكأنها كانت تتحرق شوقا لهكذا قرار!..
بالله عليكم، الشعب يريد من قادة المصباح شرح أسباب هذا الانقلاب الشامل في مواقفه…
كيف أنَّ البيجيدي ومباشرة بعد إعلان نتائج اقتراع 07 أكتوبر، وتعيين الملك لبنكيران رئيسا للحكومة، أعلن بالوضوح الكامل رفضه الخضوع لما اعتبره اشتراطات الهدف منها الانقلاب على الشرعية الشعبية، ولأجل ذلك أشهر الفيتو في وجه دخول الاتحاد الاشتراكي للحكومة، واعتبر الأمر إهانة للشعب المغربي، وفجأة ومن دون أدنى مقدمات، تقرر الأمانة العامة لحزب العدالة بإجماع أعضائها ضم حزب لشكر للتحالف الحكومي، بعد أقل من أسبوع على إعفاء بنكيران وتكليف العثماني؟!…
ألم يقل بنكيران “إلى شفتو الاتحاد الاشتراكي دخل للحكومة عرفوا بللي أنا ماشي عبد الإله بنكيران”؟..
ألم تكن الأمانة العامة لحزب المصباح خلف بنكيران طيلة خمسة أشهر، تعضده وتسنده، وبل وتدفعه إلى المزيد من التشدد والتصلب في رفض اشتراطات ما بات يعرف بالتحالف الرباعي، الذي يقوده أخنوش؟…
طيب نريد أن نعرف ما الذي حدث بالضبط؟…
فقط احترموا ذكاءنا عندما تجيبون…
رجاء لا تعزفوا لنا سمفونية المصلحة العُليا للوطن، وأن الشعب صَوَّت للعدالة من أجلِ أن يكون في موقع القرار لا التمترس في خندق المعارضة!..
لأن مثل هاته التبريرات تدفعنا إلى التساؤل عما إذا كان حزب العدالة والتنمية لم يستحضر المصلحة العليا للوطن طيلة مدة البلوكاج!…
فأن ينقلب الإخوة على مواقفهم بهاته السرعة الهائلة، ودون أدنى مقدمات، وأن يتخلصوا من بنكيران مثلما يتم التخلص من ورقة “الكلينيكس”، فهذا ليس له من تفسير سوى أنهم انتصروا لشعار “الكراسي أولا.. الكراسي أخيرا”..
كل المُؤشرات تؤكد أن بنكيران تعرض للخيانة من أقرب مقربيه..
حتى الـرميد الذي كان يحضى بثقة خاصة جدا من بنكيران، والذي أعلن قبل أيام عن رفضه القيام بدور بن عرفة العدالة والتنمية، في موقف اعتبره الجميع دليلا على وفائه وإخلاصه للرجل، انقلب فجأة على مواقفه، ويا ليت قبل أن يكون بن عرفة!..
جميعنا سجل بغير قليل من الاندهاش، كيف صار الرميد لا يفارق العثماني في جميع لقاءاته التفاوضية مع الأحزاب السياسية، بل كان القيادي الوحيد الذي حضر الإعلان عن تحالف الأغلبية الحكومية من طرف العثماني…
فالرميد الذي احترمه الجميع على وفائه لبنكيران، قبل أن يكون حاجبا لبن عرفة البيجيدي!!..
المتأمل في تعاطي حزب العدالة والتنمية مع مسار تشكيل الحكومة منذ السابع من أكتوبر، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإخوة يتقنون نهج التقية، لأنها السبيل الوحيد لتنزيل مشروعهم الحقيقي…
فعندما تكون موازين القوى في صالحهم، فإنهم لا يترددون في الاستئساد على الخصوم، وفرض هيمنتهم على الجميع، وكلما كانت في غير صالحهم، انبطحوا حتى تمر العاصفة…
ما يهم الإخوة هو الحفاظ على مواقعهم في دواليب الدولة، وفي مواقع القرار، لأنها الوسيلة الوحيدة التي تمكنهم في وضع يدهم على الدولة والمجتمع، وفي سبيل تحقيق هذا المبتغى يجب إزالة جميع الحواجز والألغام، حتى ولو كانت ممثلة في عبد الإله بنكيران…