طنجة : اجتماع الأمانة العامة والمكتب الدائم للاتحاد العام للصحفيين العرب
جريدة طنجة -محمد الحراق :
الاثنين 16 فبراير 2015 – 18:35:42
– رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية : “لا زلنا ننبه أن وسائل الإعلام العربية أو الكثير منها لا زال موظفا كآلية من آليات حسم الخلافات والنزاعات السياسية لفائدة جهة على حساب الأخرى”.
احتضن بيت الصحافة بطنجة وعلى مدى يومين ،من تاسع إلى عاشر فبراير الحالي، أشغال الأمانة العامة والمكتب الدائم للإتحاد العام للصحفيين العرب، الجلسة الإفتتاحية لهذا اللقاء، حضرها مصطفى الخلفي وزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، وعبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ومؤيد اللامي النائب الأول لرئيس الإتحاد العام للصحفيين العرب، وحاتم زكرياء رئيس الأمانة العامة، ويونس مجاهد الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية النائب الأول لرئيس الإتحاد الدولي للصحفيين، وسفير الجمهورية العراقية بالرباط، ورؤساء الهيئات المحلية المنتخبة.
الجلسة الإفتتاحية تميزت بالكلمة التي ألقهاها مصطفى الخلفي وزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أشار في بدايتها إلى أن هذا اللقاء في هذا التوقيت، وفي هذا المكان هو أوضح رسالة توجهها الصحافة العربية في شخص اتحادها، على أنه لامستقبل للديمقراطية في المنطقة العربية بدون حرية إعلامية، ويؤشر لمسار يتجاوز نصف قرن من العطاءات والتضحيات، كان فيه الصحفيون العرب في طليعة المدافعين عن الحرية، وفي مقدمة المناهضين للتحكم، وفي صف المواجهة الأول في الدفاع عن حق الشعوب العربية في العيش الكريم، ومواجهة التطرف والعنف والإقصاء وغيرها من أشكال الفساد، وهي حصيلة تدفع لاستشراف المستقبل بأن هذا الجسم الذي يوطن كصمام أمان في الوطن العربي، سيشكل رافعة للنهوض بالأمة العربية، رغم الظروف التي تجتازها ، فالجسم الصحفي واع برسالته.
وعبر وزير الإتصال عن سروره وهو يستقبل -مؤخرا- وفدا عن الإتحاد ممن شاركوا في المسيرة الخضراء، إيمانا من الجسم الصحفي العربي بوحدة الأمة ونبذ التقسيم، وحيى موقفهم الداعم للوحدة الوطنية لبلادنا، ودعا الوزير الصحفيين العرب لمواجهة تحديات تصحيح صورة العرب في العالم، بفعل ما تعرضت له من تشويه ،آخره حرق الطيار الأردني، مبرزا أن لامستقبل بدون انخراط الصحفيين العرب في مواجهة حملات “العرافوبيا” وهي -حسب قول الوزير- أخطر من الإسلموفوبيا.

وبعد إشادته بالتعاون القائم بين وزارته والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، أشارالوزير الخلفي إلى الحوار المثمر بين الطرفين رغم التجادبات والتقاطعات لعدم فهم الإكراهات التي تحيط بصاحب القرار إزاء العديد من القضايا، وبفضل الحوار تم التوصل إلى صياغة مشروع مدونة للصحافة والنشر، يستجيب للتطلعات، ويواكب التحولات التكنولوجبة، والنهوض بالأوضاع الاجتماعية للصحفيين، وتعزيز قدراتهم المهنية.
رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية عبد الله البقالي، أكد على أهمية انعقاد هذا الإجتماع، الذي يأتي في ظل سياقات سياسية معقدة ومركبة، وفي ظل تحولات استبشر الجميع خيرا بطلائعها الأولى، لكن سرعان ما أن تسرب الإحباط إلى الدواخل، بعد أن زاغت هذه التحولات ونقلت أوطان الثورات العربية من مسارات الديمقراطية والتحديث وتحقيق تطلعات الشعوب إلى متاهات الحروب، إلا من تجربة تونس التي نتطلع أن تستكمل سبيلها نحو الاستقرار، وأشار عبد الله البقالي إلى أن الصحفي العربي يوجد في صلب واقع يستحيل على أي منهج علمي أو فني فك طلاسيم تعقيداته وتشابك خيوطه، ذلك أنه لايمكن الحديث عن أفق إعلامي متطور في غياب شروط استنبات واقع جديد في تربة جديدة، وقد تم التنبيه إلى أن وسائل الإعلام العربية أو كثير منها، لازال موظفا كآلية من آليات حسم الخلافات والنزاعات السياسية السائدة، لفائدة جهة على حساب جهة أخرى، ومن العبث الحديث عن هذا الأفق، والإعلام العربي لازال مكبلا بحزمة من القوانين الغارقة في التخلف، والضغوطات المالية الخبيثة، وبأساليب متعددة مبدعة في التضييق على الصحفيين.
أهمية لقاء طنجة ،أكدها أيضا النائب الأول لرئيس الإتحاد العام للصحفيين العرب، باعتباراللقاء سيناقش التعديلات الجديدة على النظام الأساسي، والذي سيشكل نقلة نوعية للإتحاد، كما أن هذا الاجتماع يأتي في الوقت الذي أصبح فيه الإعلام علما حقيقيا يقود كل العلوم الأخرى، مطالبا بضرورة الخروج بنتائج وتوصيات إيجابية، معلنا في الأخير عن تضامن الإتحاد بأطيافه مع الصحفيين الذين يتعرضون للتنكيل والموت والاختطاف في الدول العربية.
وباسم سكان مدينة طنجة هنأ الغيلاني الغزواني نائب عمدة طنجة إتحاد الصحفيين العرب على اختيارهم مدينة البوغاز، مدينة الحضارة والتاريخ والصحافة والإعلام بامتياز، مشيرا إلى أن الاجتماع يأتي في سياق عربي شديد التعقيد والتشابك، أبرز تجلياته بروز قوى التطرف والإنغلاق التي باتت تشكل بسبب نزوعاتها التدميرية تهديدا حقيقيا للكيانات الوطنية، ومن هنا يضيف الغزواني، تبرز الحاجة الماسة إلى إعلام مستوعب لدقة المرحلة، ومنخرط في التصدي للفكر الإرهابي والمتطرف؛ فالإعلام باعتباره سلطة رابعة، صار المدخل الأساسي، بل الركيزة الأهم لبناء الوعي الفردي والجماعي، وصنع رأي عام قادر على مجابهة قوى الغلو والنكوص، من خلال إشاعة ثقافة الوسطية والاعتدال.
وكان رئيس بيت الصحافة بطنجة سعيد كوبريت قد ألقى قبل ذلك كلمة بالمناسبة رحب فيها بضيوف بيت الصحافة العرب الذين يمثلون الرقعة الجغرافية العربية الملآى بالثقوب في راهنها المقلق والحارق، في زمن عربي يمر بكثير من التطورات والمتغيرات أكثرها دامية، في أكثر من دولة عربية، والمؤمل اليوم، يضيف رئيس بيت الصحافة ،هو استشراف الآتي بكبير وعي وأمانة، من أجل إعطاء الحبر والمداد الكثير من المصداقية والوثوقية في مستقبل الأجيال الآتية.
وللإشارة وبمناسبة انعقاد اجتماع الأمانة العامة والمكتب الدائم للإتحاد العام للصحفيين العرب بطنجة، تم تنظيم معرض للصور الفتوغرافية عن القدس الشريف، وقبة الصخرة المشرفة، أقامه بيت الصحافة بتعاون مع منظمة الإيسيسكو، كما تتبع الصحفيون العرب مشاهدة شريط قصير عن” طنجة التاريخ والحضارة والمستقبل”.


















