.. وينوّه بوعي ونضج وكفاءة مناضلي الجهة في الطريق إلى خارطة عمل جديدة
جريدة طنجة – عزيز كنوني (المؤتمر الجهوي الثاني للتّجمع الوطني للأحرار )
الخميس 08 دجنبر 2015 – 10:15:26
وكانت مناسبة انعقاد الدورة الثانية للمجلس الجهوي لطنجة ـ تطوان ـ الحسيمة، مناسبة للقاء أخنوش بمناضلي حزبه بهذه الجهة وبالمنسق العام الجهوي ومختلف فعاليات الحزب بهذه الجهة والإطلاع على أحوال الحزب عبر الاستماع إلى مختلف ملاحظات وآراء واقتراحات المناضلين بغايو رسم خريطة طريق جديدة، تخرج الحزب من وضعيته الراهنة، التي اتفق الجميع على أنها غير مرضية ولا تتناسب مع حجم الحزب وإمكاناته وحضوره في الساحة السياسية المغربية.
في كلمته الترحيبية، أعاد إلى الأذهان أن مدينة طنجة ساهمت بحظ وفير في تأسيس التجمع الوطني للأحرار وظلت منذ ذلك الوقت قلعة منيعة للحزب مشيرا إلى أن النتائج المتواضعة التي حصل عليها الأحرار في الانتخابات الأخيرة لا تعكس قوة الحزب ولا حضوره بهذه الجهة. وقال محمد بوهريز إن هذه الوضعية بنتائجها السلبية والإيجابية يجب أن نلقي بها وراء ظهورنا ونتوجه بأفكارنا ومبادراتنا وتفاؤلنا إلى المستقبل . وأكد لزعيم الحزب الجديد أن مناضلي الحزب بهذه الجهة سيواصلون السير معه بنفس الإخلاص وبنفس الروح التي طبعت علاقاتهم مع سلفه مزوار. كما أكد أن حزب الأحرار مفتوح أمام جميع المواطنين وكل أصحاب النيات الحسنة، خدمة للمصلحة العامة ، والتمس في الختام من زعيم الحزب الإسراع بعقد المؤتمر الوطني للحزب.
رشيد الطالبي العلمي، منسق تطوان، فاجأ المؤتمرين بكلمة وصفت بالصريحة و “الشجاعة” تعرض فيها إلى بعض المظاهر السلبية التي أضعفت الحزب وتسببت في تراجعه على مستوى نتائج الانتخابات الأخيرة بهذه الجهة.
وفي هذا الصدد، أشار رشيد الطالبي العلمي إلى مسألة انعدام التواصل داخل هياكل الحزب بالجهة، وإعراض الحزب عن تنظيم اجتماعات دورية للمجلس الجهوي منذ تاسيسه عام 2012، وغياب الاتحاديات والتنظيمات الموازية، النساء والشباب، خاصة، والاقتصار على “اجتماعات المناسبات”. وتساءل كيف يمكن للحزب أن يتقدم في مثل هذه الظروف التي أدت بالحزب إلى فقدان العديد من المقاعد محليا وجهويا ووطنيا ، ومنها جهة طنجة التي قال أحد المتدخلين خلال “حصة الاستماع” إن ضياع رئاسة الجهة كان بسبب “مؤامرة” شارك فيها بعض مناضلي الحزب.
وحاول منسق تطوان، بعد ذلك ، تبرير هذا الوضع بالتحولات في المشهد الديمقراطي التي لم يستوعبها الحزب بهذه الجهة ، ومنها فتح المجال أمام حرية الرأي والرأي الآخر، وغياب الجرأة في وضع الأصبع على الداء والتحلي بالمروؤة والتواضع والجرأة والشفافية في معالجة كافة قضايا الحزب في علاقاته مع مناضليه ومع المواطنين بصفة عامة، بدءا بالقيام بنقد ذاتي مستمر ، صريح وموضوعي، بعيدا عن المزايدات والمصالح الذاتية ، حتى يستعيد الحزب المكانة التي كانت له على الدوام والتي يجب أن يسترجعها كقوة سياسية في مقدمة المشهد الحزبي الوطني.
ومواساة لمناضلي هذه الجهة، قال رشيد الطالبي العلمي إن للحزب طاقات كبرى ودورا في المجتمع والحكومة يجب أن يستفيد منه جميع المناضلين، وأضاف أن المستقبل مفتوح أمام الجميع وأن الأخطاء والسلبيات التي تسببت في خلق المتاعب في وجه الحزب هي اليوم من الماضي، يجب أن نلقي بها وراء ظهورنا ونتوجه نحو المستقبل بجدية وعزيمة وطموح وتفاؤل.
عزيز أخنوش، في كلمته التوجيهية، عاد إلى أسلوب قديم وهو تمجيد الجهة وأهلها والتأكيد على أنها تشكل قوة اقتصادية وفلاحية وصناعية وسياحة مهمة وأنها “جهة المستقبل”,
ثم تطرق إلى أنه يحاول إطلاق “مسلسل تشاركي” يستمع خلاله إلى آراء وحاجيات ومتطلبات المناضلين والمواطنين عبر مختلف جهات المغرب ليتم تقييمها مستقبلا والخروج بخطة عمل جديدة تناسب الوضع الجديد وتوصل إلى تحقيق طموحات الحزب في احتلال المكانة التي يستحقها بين الأحزاب المغربية.
وطالب مناضلي الجهة بالعمل على استقطاب مناضلين جدد حيث إن ما يزيد على مليونين من المواطنين بهذه الجهة لم يمارسوا حقهم في الانتخابات الأخيرة، لسبب من الأسباب، وربما أنهم لم يجدوا، إلى اليوم، الطريق التي تستجيب لتطلعاتهم. وذكرهم بأن “السياسة هي المواطن” وأن حزب الأحرار لا طموحات له غير “خدمة المواطن” وأن طموح الحزب الوحيد هو “أن يأخذ ما يستحق” وأنه “لن يحصد إلا ما زرع” ، وأن الحزب ليس له أعداء غير الفقر والبطالة والهشاشة.
وأوضح أخنوش أنه بعد استكمال لقاءاته في مختلف جهات المملكة، ، ستتم دراسة كافة اقتراحات المناضلين والمناضلات بالمغرب ليتم تحليلها وتضمينها في خارطة طريق تعرض على المؤتمر الوطني الذي من المتوقع أن ينعقد خلال شهر ماي المقبل.
والملاحظ أن أخنوش تفادى خلال هذا اللقاء، التعمق في الحديث عن المفاوضات الحالية بشأن مشاركة الحزب في الحكومة المقبلة ، مذكرا أن حزبه يحتفظ بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف وأن طموحه هو العودة إلى مقدمة المشهد السياسي مع حلول انتخابات 2021. وطالب مناضلي حزبه بأن يشرعوا منذ الآن في العمل داخل “رؤية 2021″، بأن يكونوا أكثر قربا للمواطنين وأن يفتحوا أبواب الحزب في وجه الجميع، خاصة الشباب، والنساء وأن يعملوا على تجديد كافة هياكل الحزب قبل 15 يناير المقبل،في أفق المؤتمر الوطني القادم.
ثم أعطيت الكلمة للمناضلين الذين شددوا على غياب التواصل والافتقار إلى مقرات جديدة بمختلف المناطق وغياب التنظيمات النسائية والشبابية والمهنية القطاعية كما طالب بعض المتدخلين بـ “دمقرطة الحزب” وتتبع عمل المنتخبين، والاهتمام بالعالم القروي، وتجديد النخب، وضرورة وصول “المعلومة السياسية” عبر قنوات الحزب الداخلية وليس عبر وسائل الإعلام، وإعادة النظر في الهيكلة الداخلية للحزب.
بعض المتدخلين لاحظ أن القيادة الجهوية عملت بمبادرة منها وبموارد ذاتية هامة، على تكوين المجلس الجهوي سنة 2010 كما تم تأسيس الشبيبة، وأن الفتور في العمل ناتج عن تعطل المجلس الوطني للحزب الذي تسبب بدوره في تعطل الكثير من التنظيمات الجهوية، وأيضا عن كثرة وثقل مسؤوليات زعيم التجمع بعد أن التحق الحزب بالحكومة الثانية لبنكيران.
متدخل آخر يتحمل مسؤولية في المكتب الجهوي أكد أن فتور العمل داخل المكتب الجهوي ناتج عن انعدام الموارد البشرية والمادية ، وأضاف أن نتائج الانتخابات الماضية لم تكن بسبب قصور مناضلي وقيادة الجهة، “بل إن هناك أسبابا أخرى “.
وفي كلمته الختامية، شدد أخنوش على أن مختلف المداخلات أكدت للقيادة الوطنية “أن الكفاءة السياسية موجودة” بهذه الجهة ودعا إلى تضافر جهود الجميع من أجل تقوية القاعدة التي تشكل الخلفية الحقيقية للحزب واعتبر بأنه من الضروري تغيير بعض أنظمة الحزب وهياكله وأساليب عمله، من أجل السير بسرعة أكبر، في إطار الجدية والنزاهة والشفافية والمعقول…