كيف نُسمي الأسماء بمسمياتها؟!.. الفن.. والعربدة..!!
جريدة طنجة – م. ب. السوسي ( “الفن.. والعربدة )
الجمعة 25 نوفمبر 2016 – 18:19:47
كانت الأسماء، وكات المُسَمّيات قبل أن تُطل من الشرق عارضـات أزيــــاء… وعارضات أصباغ وألوان تربي أعشـاشـــًا فوق رؤوسها أو ترخي لِحى أو تصبغ خصلة شعر متَنــاثرة ثمّ تشـــرع في بـث غثيــــانها في خشبة أو استوديو أو بلاتـــو برنامج سخيف ويا لكرة هذه البرامج التي تنشطها دمى متحركة واختلطَ الفن بتـــالعربدة… بل وسوقت هذه الموجة الجديدة عربَدتها خــارج أرض الوطن ثمّ مــارَسَت عربدة أخرى لا تقل سفاهة عن العربدة «الفنية » الأولى، وانسحق الجميع في إطار الفن الجديد، أو قُل المَسخ الجديد. طبْعــــًا فهو التطور وهو التجديد وهي المسميات التي أطلقت على الإبــاحية الجديدة التي صفق لها القــــاصرون والمعتوهون، ومازالوا مع كل موجة يترنّحــــون مع أن الأذن تعـــــاف ما تسمع والعين تتقــــزز لما ترى والحسرة تمــــلأ القلوب لما صار إليه الوضع مع ثُلّــة مُهرجيـــن انفتحت لهم الأبواب على مصراعيها بدعوى تشجيع الفن والفنانين، فطوى المسخ كل شيء وطغى القبح على كل مظاهر الحياة الفنية التي أصبحت ركاما من النتانة والعهارة، والكلام المستباح…
والإيقــــاع الراقص… وشيء غريب مما سموه فن شعبي، واهتــــزاز أرداف وبطون وأثداء فما علاقة الفن بكل هذه الاهتزازات والإيحاءات؟… طبعا ليس المقصود هو الفن المفترى عليه لحنا وكلمة، بل جمع المال وكنزه، وتضخيم الرصيد البنكي في الوقت الذي كان كبــــار الفنانين والممثلين لا يجدون كفاف عيشهم أو تكاليف علاج أمراضهم ومـازالـوا.
فحيث يوجد الفَسادُ يختفي الصلاح… وتستشري الميوعة.. ويغيب الذوق والعقل السليم… فكيف نسمّي الأسماء بمسمياتها في هذا الزمن العجيب !؟ .