نور الدين الصايل في افتتاح الموسم الثقافي و الإعلامي الجديد لبيت الصحافة ” وإن العلاقة العمودية بين المستهلك وبين وسيلة الإعلام أصبحت أفقية”
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( “افتتاح الموسم الثقافي و الإعلامي الجديد” )
الجمعة 25 نوفمبر 2016 – 17:47:46
وقصَّ شريط افتتاح الموسم الثقافي والإعلامي الجديد نور الدين الصايل المدير السابق للمركز المغربي السنمائي، والذي استحضر في درسه المقدم أمام ثلة من رجالات الثقافة والفكر والإعلام تجاربه الميدانية في ممارسة المهنة من موقع المسؤولية الاحترافية، وخبرته في مجال الإعلام السمعي البصري على مستوى القطاع السينمائي، حيث قال المتحدث ” إن زمن الاستهلاك السلبي لوسائل الإعلام السمعية البصرية موشك على الانتهاء، وإن العلاقة العمودية بين المستهلك وبين وسيلة الإعلام أصبحت أفقية، حيث أصبح هذا الأخير يتعامل مع الخبر ويعممه عن طريق الشبكة العنكبوتية عموما، ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصا، متجاوزا بذلك التلقي إلى التفاعل والتأثير، وأضاف ” أن التلفزيون سيصبح بعد سنوات قليلة نقطة في بحر وسائل الإعلام ، متسائلا: “أين نضع البعد الوطني وسط واقعٍ كهذا؟” قبل أن يستطرد مجيبا “الحلّ هو أن نكون مالكين للخطاب، وبالتالي امتلاك سياسة إنتاجٍ بما لها وما عليها”.
ورفض الإعلاميّ في حديثه أن يكون منطق المنع هو طريقة التعامل مع وسائل التواصل الحديثة، واصفا حركةً كهذه بالبلادة، معتبراً أن الحدود ستتكسّر أمام الجميع يوما ما. ومن ثم، فالتصفية، حسب المتحدّث دائما، “تقع مع الممارسة والوقت، وأنّ من يصرّ مثلا على قراءة الشتائم والتفاهات على وسائل التواصل، ويظلّ كذلك لمدة سنة مثلا، فالمشكلة حينها تكون فيه هو وليس في الوسيلة”.
وإن كان فقدان الهوية هو التخوف الرئيس في هكذا حالات، فإن الصّايل في مداخلته رأى أن “الارتكاز على نموذج عصر الأنوار (بدءا من القرن الـ18) بروحه اليونانية –الرومانية- العبرية- المسيحية، لن يخرجنا من هويتنا ويمكننا التماشي معه، شرط ألا ننأى عن البعد الأيديولوجي الذي يميل إلى التقوقع على الذّات وبالتالي الإحساس بالضعف”.

ودون إغفال حقيقة الالتزام بالأسس المهنية و المبادئ العامة للأخلاقيات تحدث الصايل بإسهاب عن التحولات التي يشهدها المغرب في المجال الإعلامي في ظل التطور السريع للوسائل التكنولوجية الحديثة.
ولقي العرض الذي قدمه الصايل تجاوبا كبيرا من قبل الحضور، عرفانا بمسيرة الرجل التي خبر فيها الكثير.
ويعتبر نور الدين الصايل من بين الرجالات اللذين أسهموا في ملامسة عمق الرهانات المقبلة والتحديات المطروحة في مواجهة واقع الإعلام بالمغرب.
وفي نهاية اللقاء، تم تقديم درع بيت الصحافة لنور الدين الصايل من طرف الرئيس التنفيذي لمؤسسة.