اللي بغا سيدي علي بوغالب.. يبغيه بقلالشو
جريدة طنجة – م.العمراني ( مسيرة بن كيران لكسب الثقة )
الأربعاء 21 شتنبر 2016 – 16:48:40
باقي القصة تعرفونها..
إعلان الملك محمد السادس عن دستور جديد، تم إقراره بأغلبية تقارب الإجماع، وانتهاء بانتخابات برلمانية سابقة لأوانها، بوأت حزب العدالة والتنمية صدارة النتائج، ودخل بنكيران رحاب المشور السعيد وفي يده ظهير تعيينه رئيسا للحكومة..
لتتوالي بعدها مواقف رئيس الحكومة من المؤسسة الملكية، ومن مستشاري جلالته..
وحتى لا ينسى المغاربة، لابد من استرجاع شريط الأحداث قليلا:
بنكيران أعلن في استجوابه الشهير بقناة الجزيرة، أسابيع فقط بعد تسلمه مقاليد رئاسة الحكومة، أن الملك طلب منه أن يلتزم بأحكام الدستور، وأن يمارس اختصاصته، ولو طلب منه أحد مستشاري الملك شيئا مخالفا للدستور وللقانون، عليه أن لا يلتفت إليه..
بنكيران وصف فؤاد عالي الهمة بالشخص اللطيف، وأنه طوى صفحة خلافاته معه، بمجرد ما غادر الأخير حزب الأصالة والمعاصرة، وعاد إلى الديوان الملكي..
بنكيران رفض في أكثر من مرة ممارسة صلاحياته، واعتبر المطالبين بذلك مجرد أناس يسعون للإيقاع بينه وبين الملك، وأنهم يضيعون وقتهم في انتظار حدث لن يقع…
بنكيران صرَّحَ أكثَــر من مـرَّة أنّـه مجـــرد مساعد للملك، وأنه جاء ليعطي “يد الله”، وحاول بأسلوبه أن يقنع المغاربة بأنه لن يتّخذ أي قَرار من دون موافقة الملك…
طيلة السنوات التي قضاها بنكيران على رأس الحكومة، اختار لنفسه التموقع خارج مؤسسة رئاسة الحكومة..
الرجل وفي سبيل إحكام قبضته على مفاصل الدولة والهيمنة على المجتمع، بنى استراتيجيته على نيل ثقة دار المخزن، و الاحتماء بأسلوب التقية، الذي يظهر عكس ما يبطن..
وحتَّى تبقى الطريق معبّدة للوصول إلى المبتغى، فإن الأمر يقتضي التحالف مع “الاستبداد”، والتغاضي عن “الفساد”، والتواطؤ مع “التحكم”..
وفي سبيل التمكين للحزب وللجماعة، فلا مجال لتنزيل الوثيقة الدستورية..
ألم يعترف بنكيران في أكثر من مرة، أن الحكومة لا سلطة لها، وأن الأمور لا تعالج بالاختصاصات، ولا بالصلاحيات الدستورية…
بنكيران لم يتردد في توقيع شيك على بياض لمراكز القرار، وأصحاب النفوذ، بالمقابل لم يتوانى عن اتخاذ القرارات الأكثر إيلاما لجيوب المغاربة، وكأن فاتورة الإصلاح يجب على الفئات الشعبية دفع تكاليفها الباهظة…
كل هاته الاستراتيجية كان الهدف منها نيل ثقة القصر، والمبالغة في إظهار الولاء، وعينه في ذلك على ربح محطة 2016، والفوز بولاية ثانية، تمنحه فرصة استكمال مخطط الهيمنة والتمكين..
غير أن الرياح لم تجر بما اشتهته سفينة المصباح…
وعندما أدرك بنيكران أن المخزن غير متحمس للرهان عليه وعلى جماعته في المرحلة المقبلة، رغم التضحيات الجسام التي قدمها..
عاد إلى الوراء ليقلب في دفاتره القديمة، لعلها تسعفه في الضغط على من بيدهم القرار، واستعادة المبادرة..
طبعا.. لم يجد بنكيران غير قصة “التحكم” لاستدرار عطف الشعب المغربي، في استعادة لسمفونية “المظلومية” المشروخة، متنـاسيــًا أنه هو أول من انقلب على الشعب المغربي، وأنه وضع يده في يد القوى والهيئات التي كانت تجسد في نَظره الفساد…
ملخص حكاية بنكيران، ورغم أنه قضى كل هاته المدة داخل رحاب المشور السعيد، لم يستوعب مقولة الراحل الحسن الثاني “اللي بغا سيدي علي بوغالب يبغيه بقلالشو”….