فضل سنة العيد
جريدة طنجة – أم دلال ( فضل سُنّة الذبيحة في عيد الأضحى)
الأربعاء 14 شتنبر 2016 – 17:49:59
قبل التضحية راضيــًا مستسلما : فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) ، فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) سـورة الصـّافــات.
تحقّقت الحِكمة من الرُؤيا، وهي الطاعة والامتثال، وهو دين الله في الأولين والآخرين، نبي الله إبراهيم (عليه السلام) ومحمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن هنا جاء احتفالنا بهذه المناسبة العظيمة، وهو شكر الله تعالى على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام فصل لربك وانحر سورة الكوثر.
وفي الصحيحين مارواه أنس رضي الله عنه أن النبي (ص) “ضحى بكبشين أملحين أقرنين ” (فيه سواد وبياض حول عينيه وفي قوائمه)، ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما وقال : ” اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي” رواه الحاكم
كما يشهد لسنة الأضحية فضل عظيم لقول الرسول الكريم ” ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من إراقة دم، وإنما لتأتي يوم القيامة بقرونها وأضلافها وأشعارها. “وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسا” رواه إبن ماجة والترمذي، وقال أيضا عليه الصلاة و السلام : ” وقد قالوا له ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم” قالوا : مالنا منها؟ قال: بكل شعرة حسنة “، قالوا: فالصوف؟ قال:” بكل شعرة من الصوف حسنة” رواه أحمد بن ماجة.
ويكون ذبح الأضحية بعد صلاة العيد لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ” من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح” رواه الشيخان، كما يشرع التكبير بعد صلاة الظهر من يوم عيد الأضحى وينتهي بصلاة الفجر من يوم الرابع 13 ذي الحجة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ” ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهم من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهم من التهليل والتكبير والتحميد” رواه احمد – الله اكبر لا إله إلا الله ولله الحمد- ، كما يستحب أن تقسم الأضحية إلى ثلاث: الأكل والصدقة والإهداء لقول النبي عليه الصلاة والسلام ” كلوا وادخروا وتصدقوا” رواه أبو داود والنسائي.
الأضحية تكون من الأنعام وهي الضأن و المعز والبقر ومثله الجاموس، والإبل بأنواعها، وأما أسنانها ، فالضأن يشترط فيه أن يكمل سنة، والمعز ماله سنة ودخل في الثانية، والبقر ما أوفى ثلاث سنين ودخل في الرابعة، والإبل ما أوفى خمس سنين ودخل في السنة السادسة.
وأفضل ما يضحى به الضأن فالمعز فالبقر فالإبل، ما لا يجزئ في الأضحية لقوله صلى الله عليه وسلم ” لأربع لا تجوز في الأضحية : العوراء والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ضلعها والكسيرة التي لا تُنقي” يعني لا نقي فيها لا مخ في عظامها وهي الهازل الهجفاء، وتجزئ الجماء التي لا قرن لها خلقا أو كسر قرن لا يدمي. كما يكره في الأضحية التغالي في ثمنها وشرب لبنها جز صوفها وبيعه قبل الذبح وإطعام الكافر منها، ويمنع منها بيع شيء منها أو إعطاؤه للجزار لأنها خرجت لله كما يمنع البدل لها، وما أصابه سبب الموت كالمنخنقة والموقودة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع وكذا المريضة، إذا أدركه وفيه حياة مستقرة فذكاه فهو حلال.

يجب أن يحد الذابح شفرته وأن يضجع الأضحية لجنبها الأيسر ويترك رجلها اليمنى تتحرك بعد الذبح لتستريح بتحريكها لحديث شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته” أخرجه مسلم.
ومن جملة الأعمال الصالحة التي يستحب الإنسان الإكثار منها في هذه الأيام : الصدقة وصلة الرحم وعيادة المريض والصيام والنوافل والحج والعمرة، وكذلك خَصَّ الله تعــالى هذه الأيـّـام العشر بعرفة وهو يوم التــاسع منه وهو يوم مغفرة الذنـــوب، والعتق من النيران، وبين فضل صيامه فقال صلى الله عليه وسلم : ” صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده” رواه مسلم.
وكذلك يبقى من الأعمال الصالحة في هذه الأيام تطهير القلب من الحسد والكراهية والكذب والغيبة والنميمة والتباغض والمعاصي والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.
هنيئا للمسلمين بعيدهم وكل عام والأمة الإسلامية بخير ولا تنسونا من دعائكم. .


















