المناضل النقـابـــي !!
جريدة طنجة – محمد سدحي ( “أقلام” )
الجمعة 12 غشت 2016 – 10:35:12
• في البَدء كـانَ الاستغلال وكانت وحشية رأس المال، ولايزال..
فاهتدى الفكر الانسان الحر إلى العمل النقابي.. النضال.. ثم النضال.
ورسالة العمل النقابي لم تقتصر فقط على تحقيق بعض المطالب المشروعة للأجراء وتحصين بعض المكتسبات، عبر خوض أشكال نضالية من قبيل الاحتجاج والتنديد والإضراب وما إلى ذلك.
العمل النقابي الحقيقي سعي إلى تطوير الوعي الطبقي في أفق تمكين الشغيلة من أدوات القضاء على الاستغلال المادي والمعنوي.
لذلك فمهمة المناضل المبدئي ليست سهلة، والانخراط في العمل النقابي ليس منصباً أو درجة رفيعة أو وساماً يوشح كتف النقابي… بل الأمر أخطر وأعظم وأهم من كل هذا…
وأن تكون مناضلاً نقابياً صادقاً يجب أن تقبل شرطاً بالتضحية ونكران الذات…
ودعني من فصيلة الانتهازيين الذين ابتليت بهم النقابات الساعين دوماً إلى تحقيق أهداف خاصة في تحريف تام لمبادئ العمل النقابي الحقيقي.
المناضل النقابي في نقابة ما، في مؤسسة ما، محكوم عليه بالتضحية بمساره المهني الخاص. فمهما توفرت له شروط الترقي في العمل من مهارات وكفاءة وديبلومات فهو دائماً محط ريبة وشك من طرف المسؤولين في الادارة، ولا تسند إليه المناصب العليا ولو كان يستحقها، وهكذا إلى أن يخرج خاوية الوفاض بعد مشوار طويل وسنوات عديدة من العمل..
المناضل النقابي الملتزم بقضايا الشغيلة الاقتصادية والاجتماعية ولم لا السياسية، والذي يتخذ المواقف المشرفة والقرارات الحاسمة التي تخدم الطبقة العاملة، يضحي من حيث يدري أو لا يدري بحياته الخاصة، إلى درجة إهمال الأسرة أحياناً، أما الحالة الصحية فلا تسأل..
المناضل النقابي، في حالتنا المغربية على الأقل، مدان من طرف الجميع ولو ثبتت براءته… ولا تنتظر من يقول فيك قولاً جميلاُ، حتى من طرف الذين تجندت من أجل خدمتهم والتضحية في سبيلهم.
ومع ذلك ما زال في القلب ما يكفي من حب للطبقة العاملة، وفي الخاطر ما يذكي الحماس، وعلى العاتق الرسالة التي لم نقرأها كلها، وفي دفتر الحساب الأرقام التي لم نطرحها بعد على قارعة النضال…
أيُّهـا البسـاط حَلـــق بنـــا في سَماء الكـادِحيــن. وغَرّد أيُّهـا الشَحــترور على ضِفــافِ نهر البُسَطــاء، الصبح يُبَدّد حُلْكَــة اللّيلـة المَيتة، وشَهريـــار ينسحب إلى منطقة العتمة مكرهاً، ورموش شهرزاد بريئة من رائحة النوم، الطهر يوشحها بمندل جدتي في أبهى نظافته، ورد وخبز وزيت وكتب في عهدة شاعر الحب والنار، وبقايا حبيب ومنزل…
– نلتقي !