زيرو كريساج…
جريدة طنجة – محمد العمراني ( ظاهرة “الكريساج” #زيرو_كريساج )
الثلاثاء 26 يوليوز 2016 – 11:33:04
مبادرات شعب الفايسبوك تجاوزت بسنوات ضوئية أحزاب المعارضة، بقياداتها المترهلة، المزهوة بحروبها الدونكيشوطية، وكأن الدفاع عن حقوق المواطنين، ومعارضة اختيارات الحكومة، التي أهلكت الضرع والنسل، ستتحقق بمجرد إطلاق التصريحات النارية عبر منصات وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة وحتى المكتوبة أيضا…
آخر إبداعات شعب الفايسبوك حملته الأخيرة: ” بغينا زيرو كريساج”، في رد ذكي وصادم على آخر مبادرات حكومة عبد الإله بنكيران ” زيرو ميكة”…
شعب العالم الأزرق أثبت فعلا غيرته على وطنه بطرحه للملفات والقضايا ذات الأولوية بالنسبة للموطنين، بما يلزم من جرأة ووضوح، دون مواربة أو حشيان الهضرة..
يجب الاعتراف أن موضوع الآمن صار اليوم أحد الهواجس، التي تؤرق بال المواطنين بمختلف طبقاتهم وفئاتهم…
فإذا كان من حق المغاربة أن ينتشوا بالجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية، لحماية البلد من خطر الإرهاب الذي بتربص ببلادنا في كل حين، جعلت بلادنا تقدم نفسها نموذجا رائدا في خنق الخلايا الإرهابية في مهدها قبل التنفيذ…
فإنه بالمقابل من حقهم التعبير عن عدم راضٍاهم على الوضع الامني بالفضاءات العمومية، بالشوارع والأزقة…
هل لا بد من التذكير بأن التجول بمدننا، والخروج إلى العمل أو الرجوع إلى البيت أصبح مغامرة غير مأمونة العواقب..
هل لا بد من التذكير بأن المواطن فريسة محتملة للمشرملين، ومحترفي النشل والسرقة وقطاع الطرق..
الإنصاف يقتضي الاعتراف بأن عبد اللطيف الحموشي، الذي أتبث نجاعته في قيادة الحرب على الإرهاب، والذي تم تكليفه قبل سنة بإعادة هيكلة المديرية العامة للامن الوطني، تسلمها جثة هامدة منخورة، عاجزة عن القيام بمهامها…
والإنصاف أيضا يقتضي أنه منذ تسلمه مهمته الجديدة صار المواطنون يتلمسون إرادة جدية في إعادة ترتيب البيت الداخلي لهذا الجهاز الحساس، وصارت رياح التخليق تهب على مفاصله المتآكلة، وبدت دماء جديدة تُضخ في مواقع كانت محفظة باسم محظوظين،لا يغادروها إلا عند التقاعد أو الوفاة…
لكن الطريق لازال شاقا وطويلا لإعادة وضع الجهاز على سكته الصحيحة…
يجب الاعتراف أن حملة “زيرو كريساج”، التي أطلقها شعب الفايسبوك، أصابت أهدافها، وصرنا نلمس انخراط جهاز الشرطة في حرب شاملة ضد مظاهر الجريمة…
غير أن ربح المعركة ضد الجريمة لن تتم بدون انخراط مكونات أخرى، أو لنقل مكونييْن على الأقل: القضاء ، والسلطات المحلية…
لم يعد مقبولا صدور أحكام مخففة ومتناقضة في قضايا متشابهة، لم يعد مقبولا صدور أحكام تشتم منها رائحة الرشوة…
مثلما لم يعد مفهوما كيف تبقى الإدارة الترابية في منأى عن الحرب التي تخوضها الشرطة لمحاصرة مظاهر الجريمة…
كلنا يتناسى أن رجل السلطة (القائد و الباشا) يتمتع بصفة ضابط الشرطة القضائية، وفق قانون المسطرة الجنائية، وهو بهاته الصفة الضبطية من حقه تلقي الشكايات والوشايات والتثبت من وقوع الجرائم وجمع الأدلة وتحرر المحاضر اللازمة لإثبات الأثر المادي للجريمة وحالة الأماكن والبحث عن مرتكبيها وتقديمهم أمام العدالة
كما أن القياد لهم شبكة واسعة من أعوان السلطة تؤهلهم لمعرفة كل كبيرة وصغيرة، وهم يعرفون كل من يحترف الكريساج، وقطع الطرق، وبيع المخدرات، وبإمكامهم لعب دور محوري في تجفيف منابع الجريمة، شريطة منحهم الدعم والحوافز اللازمة، وتوفير الحماية لهم من كل عمليات انتقامية…
حان الوقت لاتخاذ قرارات وتدابير جذرية لمحاصرة تفشي الجريمة ببلادنا، ويبدو أن حملة “زيرو كريساج” في طريقها إلى خلق انتفاضة لدى من يهمهم الأمر، والاقتناع بأنه حان الوقت لوضع حد للإحساس الذي تملك المواطنين بوجود انفلات امني…
على الحكومة التي فككت صندوق المقاصة، وفرضت على المواطن اقتناء المواد الأساسية بثمن السوق، أن تتحمل كامل مسؤولياتها في التعاطي بالجدية اللازمة مع ملف تنفشي الجريمة بالمدن المغربية…
وبات من الواجب عليها رصد الإمكانيات المالية اللازمة لتحديث جهاز الأمن الوطني، وتعزيزه بالموارد البشرية و اللوجستيكية…
هل يعقل أن يتم تدبير شؤون مدينة من حجم مدينة طنجة بعشر دوائر أمنية و700 شرطي، وبضع سيارات ومثلهم من الدراجات النارية؟..
الحكومة التي لا تتردد في اتخاذ القرارات، التي تستهدف القوت اليومي للمواطنين، وتعتبر ذلك شجاعة منها، عليها أن تمتلك الشجاعة ذاتها وتوفر العتاد والعُدَّة للأجهزة الأمنية لفرض السكينة والاطمئنان لعموم المواطنين… .
كلمـات مفتــاحية : #زيرو_كريساج – كريساج – حملة فايسبوكية – جريمة – اعتراض الامنين – التشريمل – السرقة – السرقة والنشل بالدراجات النارية -حملة فيسبوكية لمحاربة التشرميل – الاعتداء بالسلاح الأبيض – الاعتداء على المواطنين – الشباب الفيسبوكي يطلق حملة وطنية تحت عنوان “زيرو كريساج” – نداء إستغاثة لتوفير الأمن – الحد من “الزحف الشنيع” للتهديدات بالأسلحة البيضاء – توفير الأمن للمواطنين عن طريق سن عقوبات زجرية – ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ – قطع الطريق على المارة – سلب الأموال – الإعتداء جسديا و لفظيا ..