أضـواء على أحـيـاء طنجـة القديمـة – معهـد باستور ..

وفي سنـوات السبعينات، كــانت مقهى الحــافة ميدان لمَعــارك فكرية مـوضـوعها نقد الفكر النظري والاجتماعي في حيـاتنــا العربية وخـاصة فيما يمُس قضايا العلم والحُرية والاشتراكية، وكان طلبة ثانوية ابن الخطيب ومنهم من انتقلَ إلى جامعة محمد الخامس بالرباط، وبعد رُجـوعهم أيّـام العُطَل إلى مدينتهم يُعـالجــون في مقهى الحافة، هذه القَضـايــا على أساس منهجي واحد، هو المنهج المادي الجدلي والتتــاريخي أو الرؤية الماركسية عامة وفيلم “الطنجاوي” لمخرجه مومن السميحي عالج هذه الحقبة التاريخية بفنية سينمائية عالية.

وجمع حي مرشان مؤسسات مهمة، منها قصر المندوب (ممثل السلطان) الذي تم بناؤه في العشرية التالية من القرن، مما أضفى على هذا الحي هيبة ونفوذ والقصر ينتمي إلى طراز تقليدي ويمتاز بواجهة لها من الفخامة ما ينبىء عن سحر الداخل تزينه حديقة واسعة مطلة على البحـر.. وإلى حين حصول المغرب على الاستقلال كانت هذه البناية تعد من الأماكن الـرّاقية لمدينة طنجة، حيث كان مَعــالي المندوب سي محمد التـازي يستقبل في جو من الأبهـة الهيئة الديبلوماسية والشخصيات المهمة بالمدينـة. ولا يمكن الحديث عن حي مرشان دون الحديث عن الملعب البلدي El Estadio Municipal كما كان يسميه الإسبان.

هذا الملعب تم تشييده سنة 1937 من تصميم وإنجاز مهندس الإدارة الدولية لمنطقة طنجة José Ochoa Benjumen الغاية من إحداثه بلوغ أوج تطلعات الفرق المحلية بتخصيص ملعب يليق بالمدينة، حيث يتميز مدخله بواجهة ضخمة من وحي الفن المعماري الإغريقي له أبواب أربعة، وعرف هذا الملعب بين 1940 و 1950 بتظاهرات ثقافية وفنية ذات النطاق الواسع، تضفي على الملعب شعبية كبيرة، ويزداد هذا الزخم الشعبي بحضور فرق كرة القدم مثل Tanger UD -MOGHREB FC – Espana فرق مصنفةضمن العصبة الوطنية الإسبانية من القسم الوطني الثاني والثالث.