أضواء على أحياء طنجة القديمة

وفي هذه اللحظات، يتم فيها تذوق كأس راح إسباني يدعـى CHATO بثمن زهيد لا يتجاوز بسيطة واحدة مع قسيمات من أطياف متنوعة من السمك تسمى TAPAS وهم يتبادلون أطراف الحديث والتعليق على الأحداث التي حصلت صبيحة ذلك اليوم.

من جانب آخر وداخل مقهى لابورس الفرنسية المفتوحة سنة 1920 والواقعة بالقرب من البريد الإسباني، تنطلق ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال جلسات يحضرها ثلة من الزبائن مشكلة من نخبة من الأساتذة أعضاء هيئة المحامين بطنجـة مثل دانييل صوران، وألفونس مينار لاسكـار، رامـون فرنكيريـا، أنـدري دي لومبار، أبرهام بيمينطار وآخرين بالإضافة إلى بعض الصحافيين ومراسلي الصحف الأجنبية مثل ضون خوصي نوكاليس (جريدة المغرب الأقصى) هورمينيس (Morokko Zietung) الدهداه (جريدة الحق) دي موبيرج (جريدة الصدى ECHO) ربانيط من وكالة هـافـاس الدكتور طريفينو (La correspondencia de Espana) موسيس أزنكوط كاتب وروائي، ألبيرطو بيرديكو (جريدة أديلانطي) مانويل كوبرو (جريدة لافانكارديادي برشلونة) جيريبي (جريدة باريس) روبير رينو كاتب معروف وموسيس ماراشي مساعد صحافي.

هذا الجمع الرائع كان يلتقي يوميا على كراسي مقهى لابورس، حيث تعطى الكلمة لأحد المتدخلين ممن يبادر بفتح المناقشة أو TERTULIA، وكلما أتى الدور على الأستاذ دانييل صوران أشهر المحامين في ذلك الزمان ونقيب هيئة المحامين بطنجة وبجانبه زميله البارز ألفونس مونارد، وعندما يفتح المناقشة يتطاير منه حديث شيق ينصب على مختلف القضايا والمواضيع مما يضفى على المجلس جو من متعة ولذة الاستماع لهؤلاء الحقوقيين وأساتذة الفكر ذات الاطلاع الواسع وهم يحلقون في سجالات ومناظرات قل نظيرها وذات أهمية خاصة، تنم عن بعد نظر وسعة مداركهم.

هذه الأحداث والوقائع حصلت في العشر الأوائل من القرن العشرين إلى حدود سنوات 1930 و 1940 إلى 1950 في هذه المدينة التي تسمى طنجة، حيث يستحيل تعريفها لطبيعتها الخارقة والأسطورية التي كانت تمثلها آنذاك…