الدبلوماسية الملكية .. كبار مجلس الأمن يؤيدون “الحكم الذاتي”
جريدة طنجة (الحكم الذاتي و الصحراء)
الإثنين 21 مارس 2016 – 13:17:32
الموقف الروسي من مقترح “الحكم الذاتي”، الذي يعتبره المغرب أقصى ما يُمكن أن يقدّمه في قضية الصحراء، يأتي في سِياق المواقف التي عبّرت عنها دول مؤثرة في مجلس الأمن؛ وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى واشنطن سنة 2013 ولقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، بعد أزمة اقتراح توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية، ينضاف إليها الدعم الذي عبّر عنه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عقب لقائه بالملك محمد السادس خلال زيارته الرسمية الأخيرة إلى باريس.
نجاح الملك في حشد دعم القوى الكبرى المؤثرة في القرار العالمي لمقترح الحكم الذاتي، ينضاف له دعم قوى إقليمية أخرى لها وزنها على الصعيد الدولي؛ كما هو الحال بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، وبالخصوص السعودية التي أعلن وزير خــــارجيتها في زيارته للمغرب، قبل شهر، دعم بلده للمغرب في قضية الصحراء.
ويَرى يوسف البحيري، أستاذ القانون الدولي، أن الدول المشكلة لمجلس الأمن هي الدول المؤثرة على الصعيد العالمي، بينما يبقى الأمين العام للأمم المتحدة جهازا أمميا دوره الوساطة والتحكيم والمساعي الحميدة، موضحا أن الموقف الأمريكي والفرنسي، وحتى الروسي، مؤخرا، تدعم المغرب بالنظر إلى كون المملكة تعد دولة استراتيجية في مجال حفظ الأمن والسلم العالميين ومكافحة الإرهاب.
وأشارَ عميد كلية الحقوق بمراكش إلى أن مجلس الأمن وأعضاءه يقدرون مكانة المملكة، مستدلا على ذلك باستدعاء لجنة مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس من أجل عرض تجربة الرباط في مواجهة التطرف والإرهاب، سواء فيما يتعلق بالخطاب الديني أو باستراتيجيته الأمنية.
البحيري شدّدَ على أن دور الملك رائد في ما يتعلق بالمجال الدبلوماسي، “لأن السياسة الخارجية تعد من مَجــــالات السيادة التي يحدّد الملك مَعالمها الكبرى”، مشيرًا إلى أنه في جميع خِطـابـــاته يحرص على أن يرسم خطة طريق الدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء.
في المقابل، لاحظ يوسف البحيري أنه “يجب أن تبقى الدبلوماسية دائما يقظة، وبأن يتم الاعتماد على أشخاص يعرفون الملف بأدق تفاصيله”.
من جهتهِ اعتبرَ حكيم قرمان، باحث سياسي، أن التحركات الملكية في قضية الصحراء تدخل في إطار الاختصاصات الدستورية التي تنص على أن الملك هو الممثل الأسمى للدولة، “وبالتالي فهو الممثل الأول للأمة في القضايا الكبرى وعلى رأسها قضية الصحراء”.
وأضاف المُتحدّث أن دور الملك من خلال انفتاحه على الدول الإفريقية، “جسد مفهوما طال الحديث حوله دون تطبيق، وهو التعاون جنوب جنوب؛ ففي كل مرة يتحرك فيها المغرب يحرك معه وفدا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا مهما، بالإضافة إلى الدور المغربي في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين”.
ولفت قرمان إلى أن دول العالم باتت تتابع عن كثب تجربة الملك، باعتباره أميرا للمؤمنين، “في نشر خطاب ديني وسطي وتكوين أئمة في دول إفريقية يتهددها الفكر المتطرف”، وأدت كل هذه العوامل، بحسب قرمان، إلى أن باتت الدول العظمى تعتبر المغرب “دولة مركزية في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة تمر من فترة أمنية وسياسية حرجة”.
وأوردَ قرمان أن الدول الكبرى في العالم “تعتبر وُجــــود قائد في منطقة حساسة وفيها مد للتطرف، أمرا مُهّما يجب دعمه والتعـــاون معه”، مردفــًا أن “نجاعة العمل الدبلوماسي الملكي تجد أيضا مردها في كون الملكية لَها َسند شعبي تمّ التعبير عنهُ بوُضـــوح في مسيرة الرباط يوم الأحد الماضي، بالإضافة إلى مسيرة مدينة العيون”.
* المصدر –هسبريس


















