بحاجة لمشروع أمة ..!!
جريدة طنجة – حمزة الحساني بنطنيش ( مشروع أمة )
الجمعة 29 يناير 2016 – 12:31:20
الدّراسات العلمية تقول، أن لَنــــا قابلية التأثر بالصحبة السيّئة بنسبة 60 % ، وما بقي فهو للصُحبة الإيجاية 40 % ! حين يعبر بـــالصحبة، فـــــأكيد أن هذا المصطلح يحتوي: الكتب التي نقرأ، المواقع التي نسبح بها، الصحف التي نتصفح.. فنحن باختصار أمام أدوات ملقنة، تصنعنا؛ مقولة رائعة وقفت عليها في قراءاتي للدكتور مصطفى محمود، كان يقول: (إن أجهزة التلفزيون والإذاعة والسينما وصَفحات المجلات والجرائد، تتَبارى على شيء واحد خطير، هو سَرقة الإنسان من نفسه).
في جُل الأحيان أنصدم بأفكـــار لمن هُم حولي، أو جمعني بهم القَدر للحظات، يَعتقدونها في الدِّين، ويرون أنها هي الصَـــواب، على ادعـــــائهم، فيحز ذلك في نفسي، لأني أراهم مساكين غرّر بهم، ولقنوا عبر ما أتيح لهم، من وسائل مُستقطبة، بـأفكـــار قـــــادمة من الشرق، أو الغرب.. والطامة أنك حين تسأله يقول سمعتها من الشيخ الفلاني، أو القناة الفلانية، أو الصفحة الفيسبوكية الفــــــلانية.. بينما هي وسائل، مراكزها تبعد عنا ساعات طوال بالطائرة ! لا أدري، لِمَ اللهث وَراءَ مـــا في يد الغيـــــر، من الفكر الديني، وتجنب ما بيدنا، وتجاهل فكر ســــادتنا العلماء الذين هم بجنبنا، أو يرقدون تحت تراب هذا الوطن، وفكرهم كأرواحهم حي بين أيدينا، هل نحن قصرنا ؟ أم زهدنا فيهم ؟ أم أننا لم نستهدف المتلقي بما يشتغل به ؟ ام ام .. ؟ فمثلا يحز في نفسي حين يستشهد أحدهم بمن يسميه محدث عصره، الألباني رحمه الله، ويتجاهل قامة من قامات هذا الوطن في نفس التخصص سيدي عبد الله بن الصديق قدس الله روحه ! وهذا مجرد مثال بسيط في علم معين.
للأسف يتسرب الفكر المُغــايــــر، ويمتد عبر وسائله، وعلى لسان خدامه، تشكيكا للناس في أمرهم، فيحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يبطلوا الناس في أمورهم، ويتهموا فكرهم بالفاسد، فلا عقيدة أشعرية يقبلون، ولا تصوفا يرضون، ولا ولا .. أكيد أن هذا جزء من كم كبير، من الأمور التي تجري علينا من حيث ندري أو لا ندري ! والسؤال الذي يجب أن نطرح: ما الحل ؟ الجواب أجمعه في نقط، مختصِرا، ما أودهE:
1- خلق مواقع، وصفحات على النت، تشتغل بنشر التجربة الدينية، المغربية، وأنا على كامل الاستعداد أن أشتغل مع من لهم همة في الموضوع.
2- منع كل ما له صلة بالفكر المنحرف، من كتب ونحوها.
3- توقيف كل من لهم إشراف على منابر الأمة، داخل هذا الوطن الشريف، ويستغلونها في نشر فكرهم، عبر تعاملهم بالتقية مع الوزارة الوصية.
وختام القول مسك، نقتبسه من خطاب أمير المؤمنين محمد السادس للأمة المغربية بمناسبة عيد العرش المجيد لسنة 2015 م: ((وخير ما أختم به خطابي لك شعبي العزيز، أن أذكرك بصيانة الأمانة الغـــالية التي ورثناها عن أجدادنا، وهي الهُــــوية المغربية الأصيلة التي نحسد عليها. فمن واجبك الوطني والديني، الحفاظ على هويتك، والتمسك بالمذهب السني المالكي، الذي ارتضاه المغاربة أبا عن جد)) إلى أن قال حفظه الله ((فهل هُناك سبب يدفعنا للتخلي عن تقاليدنا وقيمنا الحضارية القـــــائمة على التسامح والاعتدال، واتباع مذاهب أخرى لا عـــلاقة لها بتربيتنا وأخلاقنا ؟ طبعا لا فلا تسمح لأحد من الخارج أن يعطيك الدروس في دينك، ولا تقبل دعوة أحد لاتباع أي مذهب أو منهج، قادم من الشرق أو الغرب، أو من الشمال أو الجنوب، رغم احترامي لجميع الديانات السماوية، والمذاهب التابعة لها)).