في جو مهيب، طغى عليه الحزن والغضب، ودعت مدينة طنجة مساء الجمعة قبل الماضي، لاعب اتحاد طنجة الشاب، عبد اللطيف أخريف إلى مثواه الأخير، حيث ووري جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة بئر الشيفا، بعد صلاة العشاء بمسجد الثريا بحضور حشد كبير من مشجعي النادي ومسؤولي الفريق بجميع لاعبيه وأفراد عائلة المرحوم وأصدقائه.
وكان مقررا أن تتم مراسيم الدفن إلى يوم الأحد، لتزامن موعد قدومه مع سفر لاعبي اتحاد طنجة إلى مكناس لإجراء مباراة كانت مبرمجة يوم السبت بتنسيق بين مكتب النادي واسرة المرحوم، إلا أنه وعملا بمبادئ السنة “اكرام الميت دفنه” وقرار سلطات المدينة فضلت الاسرة، تقديم موعد الدفن إلى يوم الجمعة التي وصل فيها جثمان الفقيد إلى مدينة طنجة، وتم الوداع الأخير ببيت الأسرة ومنها إلى المسجد للصلاة على جثمانه ثم إلى المقبرة للدفن.
وعاشت مدينة طنجة منذ 7 يوليوز على وقع فاجعة غرق لاعبين من اتحاد طنجة، هما، عبد اللطيف أخريف وسلمان الحراقي، وإنقاذ الثالث وهو عبد العالي معالي إلى جانب عنصرين آخرين كانا برفقتهم في جولة استجمامية على متن زورق سياحي بمياه ساحل ريسطينكا بمنطقة المضيق. حيث توقفوا على بعد أميال من الشاطئ من أجل السباحة حيث قفز أربعة داخل البحر وظل عبد العالي معالي وحده على متن الزورق لعدم إجادته السباحة. ولم ينتبهوا لعامل الرياح الذي تسبب في إبعادهم عن مكان الزورق واستعصت عليهم العودة، وانتهت العملية بتدخل عناصر الدرك البحري وتمكنوا من إنقاذ ثلاثة عناصر من أصل خمسة.
وفي الوقت الذي لا زالت جثة الشاب سلمان الحراقي في عداد المفقودين، لفظ شاطئ كاب فالكون بالعين الترك بوهران الجزائرية، جثة عبد اللطيف أخريف، يوم ثامن غشت، أي بعد شهر تقريبا من يوم الحادث. وظهرت الجثة بنفس سروال السباحة (مايو) الذي كان يرتديه أخريف يوم حادث الغرق.
ومنذ ذلك الوقت واسرة الفقيد والمكتب المسير للنادي يبذلون قصارى جهودهم من أجل الحصول على الجثة من أجل دفنها، إلى أن خرجت والدة الفقيد بنداء عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي موجه إلى السلطات الجزائرية من أجل إطلاق (سراح) الجثة، ولقي النداء تضامنا إنسانيا واسعا من طرف العديد من جماهير الأندية المغربية والعالمية. وانتهى الأمر باستكمال الإجراءات القانونية اللازمة لترحيل الجثمان إلى المغرب.
واستغرقت إجراءات التسليم وقتا طويلا بعد إجراءات التأكد من كون الجثة هي فعلا للمرحوم أخريف، بعد إرسال عينة من الحمض النووي لوالدي اللاعب من طرف الدرك الملكي منذ يوم 14 غشت إلى السلطات الجزائرية لإجراء مقارنة مع الحمض النووي للجثة المكتشفة. حيث بعد أزيد من 100 يوم من الانتظار، تلقى الجانب المغربي يوم 28 نونبر تقريرا من القنصلية العامة الجزائرية في الدار البيضاء، أكد وجود احتمال كبير بأن الجثة تعود لأخريف. ووفقا للتقرير ذاته، طلبت القنصلية المغربية في وهران، يوم 2 دجنبر 2024، من النيابة العامة الجزائرية إصدار شهادة وفاة وتصريح لنقل الجثمان إلى المغرب، وهو ما تم يوم الخميس 12 دجنبر حيث تسلمت السلطات المغربية جثمان عبد اللطيف أخريف عبر أحد المعابر الحدودية في مدينة وجدة، ونقل إلى مسقط رأسه بطنجة يوم الجمعة 13 دجنبر، حيث شيع إلى مثواه الأخير. تعازينا الحارة إلى جميع افراد اسرة الفقيد. إنا لله وإنا إليه راجعون.