حط الرحال نزار بركة، وزير التجهيز والماء، بحر هذا الأسبوع، بإقليم العرائش للقيام بزيارات ميدانية لعدد من المشاريع الطرقية والمائية، حيث قام بمعاينة سير أشغال توسيع وتقوية الطريق الإقليمية 4702 بين دار لويس وعياشة مع تغيير المسار على مستوى حقينة سد خروب، حيث يروم هذا المشروع تحسين الربط الطرقي بين جماعة عياشة وجماعة بني عروس، وذلك بتوسيع الطريق إلى عرض ستة أمتار مع تقويتها، فضلا عن تغيير مسار الطريق الإقليمية 4702 بين جماعتي عياشة وبني عروس نتيجة غمر حقينة سد الخروب للمقطع الطرقي الأصلي.
وشكلت هذه الزيارة فرصة للوقوف عند سير مشروع التطهير السائل بمركز خميس بني عروس، والذي يهم إنجاز شبكة لتجميع مياه الصرف الصحي بطول 7,7 كلم، فضلا عن بناء المنشآت الثانوية ووضع قنوات الربط وبناء محطة للضخ، إلى جانب وضع قنوات على طول 1,2 كلم، وإنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، وكذا إنجاز الشبكة الكهربائية ووضع آليات ومعدات الاستغلال.
كما أجرى وزير التجهيز والماء زيارة تفقدية لسد خروب لتفقد مجمل المشاريع المنجزة، ويتعلق الأمر ببناء الطريق الجانبية لحقينة سد خروب على طول 5,2 كلم، بهدف الربط الطرقي بين جماعة الخروب والطريق الإقليمية 4702 وكذا تحسين الولوج للدواوير المجاورة، إلى جانب تحويل الخطوط الكهربائية المتواجدة بحقينة السد وتحويل قنوات الماء الصالح للشرب.
وبجماعة بني عروس بإقليم العرائش، أعطى الوزير الانطلاقة لإنجاز ثقب مائي استكشافي، لفائدة عدد من الدواوير، تاردان و افرنو العليا و افرنو السفلى و تمزكيدة عين حبار وبوخرو، وذلك في إطار مشروع إنجاز 90 ثقبا مائيا استكشافيا و40 ثقبا استغلاليا بالعالم القروي بجهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث اطلع السيد بركة على حصيلة برنامج عمل وكالة الحوض المائي اللوكوس خلال سنة 2022، بغلاف مالي قيمته 0,7 مليون درهم، يهم إنجاز 9 أثقاب مائية استكشافية لصالح 9 دواوير بالإقليم، إلى جانب معاينة برنامج عمل الوكالة برسم سنة 2023 بهدف تعبئة موارد مائية جوفية إضافية عن طريق إنجاز الأثقاب المائية الاستكشافية بإقليم العرائش.
كما تابع وزير التجهيز والماء سير أشغال توسيع وتقوية الطريق الإقليمية 4704 بين الطريق الإقليمية 4702 ومركز مولاي عبد السلام بنمشيش، عملا على الرفع من جاذبية مركز مولاي عبد السلام بنمشيش باعتباره وجهة دينية وسياحية، ما من شأنه أن يساهم في تحسين ظروف عيش الساكنة.
توقيع اتفاقية شراكة متعددة الأطراف لإنجاز مشروع التطهير السائل
وفي نفس السياق، تم بمقر عمالة إقليم العرائش، توقيع اتفاقية شراكة متعددة الأطراف لإنجاز مشروع التطهير السائل، وذلك تحت إشراف وزير التجهيز والماء.
فقد تم بحضور عامل إقليم العرائش العالمين بوعاصم وبرلمانيين ورؤساء المجالس المنتخبة وممثلي المصالح اللاممركزة والمؤسسات المعنية ، توقيع اتفاقية شراكة لإنجاز مشروع التطهير السائل بمدينة العرائش بين كل من وزارة التجهيز والماء ووزارة الداخلية، و جماعة العرائش والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، حيث تدخل هذه الاتفاقية ضمن البرنامج الوطني للتطهير السائل المندمج وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة.
ويتعلق هذا المشروع بإعادة تأهيل وتوسيع شبكة التطهير السائل، وكذا إنجاز قنوات تجميع وتحويل المياه العادمة إلى محطة المعالجة وإنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة لمدينة العرائش ومركزي العوامرة والساحل، بكلفة إجمالية تقدر بـ 617 مليون درهم، وسيتم الانتهاء من هذه الأشغال مع متم سنة 2026.
وبهذه المناسبة ، أبرز نزار بركة أن إنجاز مشروع التطهير السائل له أبعاد إجتماعية واقتصادية وبيئية متعددة وبالغة الأهمية تتمثل في دعم البنيات التحتية للمدينة وتوفير شروط ودعائم التنمية المستدامة التي تشكل البيئة أحد مرتكزاتها الأساسية ، وتعزيز جاذبية المنطقة في بعدها السياحي خاصة، إضافة إلى ضمان العيش الكريم للساكنة والتجاوب مع تطلعاتها وانتظاراتها .
وأضاف الوزير أن مشروع التطهير السائل يندرج أيضا في إطار البرنامج الوطني للتطهير السائل المندمج وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة الواعد الذي يعزز مؤهلات المدن المعنية على مستوى البنيات التحتية ويقويها و يساهم أيضا في تحسين الشروط الصحية للجماعات المعنية والتحسين البيئي، ويقوم على تأهيل وتوسيع شبكة التطهير، وتوصيل وتقوية الشبكة المعنية وفق الشروط البيئية الضرورية .
ومن جهته، أكد عامل إقليم العرائش أن إنجاز مشروع التطهير السائل هو مشروع نوعي وله قيمة بيئية مهمة ويساهم في تأهيل قطاع التطهير، وتعزيز معالجة المياه العادمة والرفع من مؤشرات الربط بشبكة التطهير بالوسط الحضري، مضيفا أن هذا النوع من المشاريع له أهمية بيئية كبيرة ويساهم في ترشيد استعمال الماء .
كما أكد السيد بوعاصم العالمين أن المشروع تكمن أهميته الكبيرة في حماية المنطقة الحضرية من التلوث في سياق عام يتميز بالتطور المتوازن الذي تعرفه العرائش على مستويات عدة، خاصة منها ما يتعلق بالجانب الاقتصادي والبيئي وتأهيل البنيات التحتية، مشيرا إلى أن إقليم العرائش يولى له اهتمام كبير على كل المستويات التنموية بفضل النظرة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.