تابع مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية عن قرب وبشكل مستمر منذ مساء يوم الخميس العاشر من غشت الجاري، ظروف و تطورات الحرائق المهولة التي اندلعت بغابة كاب سبارتيل ومناطق متفرقة على مستوى منطقتي دونابو و السلوقية.
و إذ يعبر المرصد عن استنكاره لما يشهده الغطاء الغابوي بطنجة خاصة غابات السلوقية ودونابو وكاب سبارتيل، من استهداف متواصل وحرائق متكررة، فإنه يسجل من خلال متابعاته الحثيثة لهذه الحرائق، التعبئة الهامة من أجل محاصرة الحرائق و منعها من التوسع، باستخدام طائرات الكنادير و فرق الإطفاء من المدن المجاورة و عناصر الدرك و الجيش.
إن فداحة هذه الحرائق و تعدد مواقعها و اشتعالها بالتزامن مع هبوب رياح “الشرقي” يطرح علامات استفهام كبرى، الأمر الذي يتطلع معه مرصد حماية البيئة و المآثر التاريخية بطنجة إلى فتح تحقيق نزيه و مسؤول حول ملابسات الحادث و ترتيب المسؤوليات على إثره تفعيلا للجدية الموصى بها من قبل أعلى السلطات بالبلاد.
و إذ يستغرب المرصد لحالة التأخر غير المبرر في تقديم المعطيات حول حجم الحرائق و نسبة الأضرار الناتجة عنه، سواء من السلطات الولائية أو الهيئات المنتخبة و كذا و مندوبية المياه و الغابات، باستثناء تصريح المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه و الغابات، الذي قدم معلومات عن نسبة تطويق الحرائق، و حجم الضرر الذي ناهز 40 هكتارا غابويا، فإن المرصد يذكر في هذا الصدد بترافعه المستميت عن غابات طنجة و ضرورة تثمينها و حمايتها من كل الأخطار و السلوكيات الرعناء المرتبطة بالبناء العشوائي و القطع و التدمير و الحرق، و إقامة مشاريع إسمنتية و حضائر لتربية الدجاج و المواشي بشكل يقوض التوازن الحيوي للغطاء النباتي و يهدد استمرارية الفضاءات الغابوية.
و بناء على ما سبق فإن مرصد حماية البيئة و المآثر التاريخية بطنجة و هو يسجل فداحة الخسائر التي سببها الحريق الأخير ، فإنه يعبر عما يلي:
❖ تقديره الكبير لمجهودات تدخلات الفرق الميدانية بكل تلاوينها التي عملت على امتداد ساعات الليل و النهار من أجل تطويق الحرائق المندلعة و قدمت تضحيات لإنقاذ المجال الغابوي
❖ استهجانه لسياسة الصمت المطبق لولاية طنجة و للإدارات العمومية ومندوبية المياه والغابات ومحاربة التصحر والوقاية المدنية في التعاطي مع هذه الكارثة، من خلال غياب التواصل و عدم تقديم معطيات تبين حجم التطورات على مستوى التطويق و الأضرار
❖ دعوته للسلطات الولائية و المجالس المنتخبة من مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة و المجلس الجماعي لطنجة كل في مجال اختصاصه إلى تحمل مسؤوليته الكاملة في هذا الخصوص، من خلال تعزيز المراقبة و تطوير الوسائل اللوجستية للتدخل و الانخراط القوي في عملية إعادة تشجير الغابات المتضررة و إخراج مشاريع مندمجة و متكاملة لتثمين المنطقة و المحافظة عليها كمنتزه طبيعي له أدوار بيئية و سوسيوثقافية هامة للساكنة و البلد. و هي فرصة للتذكير بالمقترح الذي تضمنته مذكرة المرصد بخصوص مشروع تصميم التهيئة و ذلك بتنطيق منطقة مديونة و السلوقية و الرميلات فضاءات خضراء و محمية طبيعية بشكل واضح ، و جعلها منطقة محرمة البناء بشكل تام
❖ تشديده على ضرورة التعامل بالجدية المطلوبة للنداءات المتكررة للمرصد من أجل حماية غابة الرهراه التي تتعرض لتدمير ممنهج من خلال إغراقها بمخلفات البناء، و انتشار الحظائر العشوائية و الاجتثات المتزايد للأشجار و الغطاء النباتي
❖ مطالبته بالتزام واضح مرفق بجدولة زمنية لإعادة التشجير الشامل للمنطقة المنكوبة في أقرب الآجال مع الإسراع بعملية نزع الملكية من الخواص و تحفيظ الغابة في ملكية الدولة المغربية و مؤسساتها
❖ مناشدته كل الجهات المختصة إلى ضرورة تضمين حماية أمثل للغابات من الحرائق ضمن وسائل التكيف والملاءمة في المخطط الجهوي للمناخ
❖ يهيب بكافة المواطنات و المواطنين إلى ضرورة الابتعاد عن كل السلوكيات المهددة للغابة و الغطاء النباتي من خلال التقيد بالاجراءات الوقائية المنصوص عليها و العمل بروح المواطنة البناءة للحفاظ على غاباتنا من كل ما يمكنه الإضرار بها
❖ يثمن دور و يقظة أبناء طنجة و إجماع ساكنتها و مجتمعها المدني و صحافتها على حماية ما تبقى من غابات المدينة، متطلعين إلى إطلاق مبادرات ميدانية بتعاون بين جميع المؤسسات و الفعاليات بالمدينة لتشجير المنطقة، عربون وفاء على إرادة أبناء المدينة و تشبثهم بغاباتها من أجل تعاقد مبدئي للحماية و التثمين تفعيلا لشعارنا الدائم “غابات طنجة خط أحمر”