تلقتنا أول أمس الخميس، خبر وفاة الأستاذ ومربي الأجيال ومؤسس اتحاد طنجة لكرة السلة، الحاج محمد أسريح، عن سن تناهز 80 سنة.المرحوم كرس حياته في خدمة الرياضة، وهو واحد من أوائل وابرز أطر التربية البدنية بطنجة، مدرب في عدة رياضات ابرزها كرة السلة، ويعتبر عضوا مؤسسا لاتحاد طنجة لكرة السلة بعدما درب فريق البنك الشعبي. وكان يعتني بلعبة المثقفين وأحد المكونين ومكتشفي العديد من المواهب الطنجاوية لكرة السلة في الزمن الجميل. استفدت منه كثيرا حين كان يتردد على بمقهى ميامي بين الفينة والأخرى وكنا نتجاذب أطراف الحديث حول الرياضة بطنجة وكرة السلة على وجه الخصوص، ونشرت له العديد من الأخبار والحوارات بجريدة طنجة. ضمنها هذه الدردشة تخص الذاكرة الرياضية الطنجاوية، وكان موضوعنا مهم جدا يختزل طريق تأسيس فريق البنك الشعبي لكرة السلة وما أدراك ما فرقي البنك الشعبي في تلك الحقبة التاريخية لكرة السلة الطنجاوية. ولهذه المناسبة الأليمة نعيد نشر هذه الذاكرة على لسان المرحوم قيد حياته، رحمه الله وجعله من أهل الجنة، تعازينا لجميع افراد أسرته. إنا لله وإنا إليه راجعون.
المرحوم اسريح.. هكذا أصبح أستاذا للتربية البدنية:
يعد من ضمن أربعة أساتذة التربية البدنية الأوائل الذين دشنوا هذه المهنة على الصعيد الوطني سنة 1963، بعدما نال شهادة الباكلوريا بثانوية ابن الخطيب بطنجة. وشارك في العديد من الدورات التكوينية ونال شواهد التدريب في كرة القدم والريكبي، لكن كرة السلة سكنته أكثر من باقي الرياضات الجماعية، وهو بالمناسبة الأب الروحي لكرة السلة الوطنية باعتباره من المدربين الأوائل في هذه اللعبة.
قصة فريق أسسه المرحوم:
لهذا الفريق الذي يظهر في الصورة المنشورة ضمن هذه الدردشة، قصة وذكرى رائعتين كما يحكيها الحاج محمد أسريح (قيد حياته). وبالمناسبة هو من مواليد سنة 1943 بطنجة، ومن أبناء المدينة الغيورين على الرياضة والكرة البرتقالية التي تعتبر رياضة المثقفين. وهذا ما تجسده الأسماء الموجودين ضمن هذه التركيبة لفريق الجمعية الرياضية المدرسية لطنجة لكرة السلة والتي تضم بالنسبة للواقفين من يسار الصورة (محمد الوكيلي، المرحوم عبد اللطيف الركالة، عبد اللطيف الدفوف، محمد خليل عاشور، الصديق الشقيري، محمد اسريح (الرئيس والمدرب). وبالنسبة للجالسين من اليسار (حميد الشركي، رشيد الميموني، احمد بولعز، محمد التمسماني). هذا الفريق اسسه الحاج محمد اسريح سنة 1974. وتعود الصورة للتركيبة التي شاركت في الالعاب المدرسية بمدينة فاس بثانوية مولاي ادريس.
ذكرى راسخة لفريق مدرسي ينخرط في بطولة وطنية:
ذكرى هذه المشاركة تظل راسخة في ذهن الاستاذ اسريح، حيث خلالها انبثقت فكرة المشاركة بالفريق في البطولة الوطنية باقتراح من لاعب الفريق، اذاك المرحوم عبد اللطيف الركالة يقول اسريح” فعلا طرح المرحوم قيد حياته، على الفكرة وبإلحاح. كنا نتوفر على فريق نموذجي من الطلبة، أصبحوا فيما بعد اطر رفيعة تشغل مناصب هامة ومهن محترمة. لاننا في عهدنا كنا نشتغل على امرين، رياضة ودراسة. باعتبار ان الدراسة كانت اولوية لبناء مستقبل الفرد”. يتابع اسريح”فعلا توكلنا على الله وانخرطنا في بطولة القسم الوطني الثاني خلال الموسم الرياضي 1973 /1974، كان الموسم الاول فرصة لكسب الخبرة مع فرق قوية اذاك من حجم المغرب الرباطي كنموذج. وفي الموسم الموالي 1974 / 1975 تاخر موعد انطلاق البطولة، حيث صادف التحضير لانطلاق المسيرة الخضراء، وانطلقت المنافسات متاخرة، وتمكنا من خوض مشاركة مميزة بلغنا إثرها منافسات السد التي اجريت اطوارها بالدار البيضاء بمشاركة فرق من مراكش، بني ملال وسطاد المغربي، ولم يحالفنا الحظ في الصعود”.
الطريق إلى البنك الشعبي:
موسم 1975 / 1976 شكل محطة استثنائية في مسار الفريق، حيث سيشهد ظهور فريق البنك الشعبي العتيد، والحكاية بدأت من هنا يقول الحاج محمد أسريح” الحكاية انطلقت من مشاركة فريقنا في دوري نظم بالمدرسة الأمريكية بطنجة. حيث نلنا إعجاب متتبعي الدوري، ضمنهم أطر من مؤسسة البك الشعبي، في مقدمتهم السيد البقالي الطاهري، المدير الجهوي للمؤسسة. حيث اقترح علينا تغيير الإسم. ومن هنا بدأت حكاية فريق البنك الشعبي لكرة السلة الذي انبثق من رحم الجمعية الرياضية المدرسية لكرة السلة بطنجة في نهاية شهر يونيو 1976. وفي أول موسم لنا بهذا الإسم تمكنا من بلوغ مرحلة السد في بطولة القسم الوطني الثاني بمشاركة أندية من وجدة، الدار البيضاء وأكادير. وتمكنا من تحقيق الصعود إلى القسم الأول. وأعتذر إن خانتني الذاكرة في عدم تذكر بعض الأسماء أو بخصوص بعض المعطيات”.
****