تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، انعقدت بمدينة طنجة بحر هذا الأسبوع، الدورة الثالثة لمؤتمر الأطراف لدول المتوسط حول المناخ، المنظمة من طرف مجلس الجهة بشراكة مع مؤسسة دار المناخ المتوسطية.
ويندرج انعقاد هذا المؤتمر، الذي يحظى بالدعم والمساندة من قبل عدد من المنظمات الدولية والقطاعات الوزارية، في سياق عالمي يشهد توترات مزمنة على مستوى العالم، زاد تفاقمها بسبب الحرب في أوكرانيا، وكانت لها تداعيات وخيمة على الاقتصاد العالمي وأيضا على الاقتصادات المحلية.
وبمشاركة أكثر من 500 من الفاعلين الأساسيين في مجال تغير المناخ، اعتمدت هيكلة تنظيم ميدكوب، على وجود محاور موضوعاتية، إلى جانب فضاءات للتواصل الثنائي والتكوين، كما تميزت بوجود، فضاءات مخصصة للمعارض، مع وجود أنشطة إضافية مرتبطة بتنظيم مسابقة لاختيار أفضل وأهم المشاريع المتعلقة بالمناخ، بالإضافة إلى ذلك، ارتكزت دورة هذه السنة من المنتدى، على الاقتصاد الأخضر، كما سلطت الضوء على ريادة الأعمال للنساء والشباب في مجال الاستدامة.
ويفيد بلاغ المنظمين، أن الهدف يكمن في القيام بكل ما من شأنه أن يؤدي إلى التمكين من مواجهة مخاطر تغير المناخ، التي أصبحت تهدد الأمن المائي والغذائي والطاقي.. وربطه بالمشاريع التنموية، لتحويل الأزمة إلى فرصة لتسريع التحولات والتنمية الترابية والتنزيل والتنفيذ العملي لـ “شراكة مراكش للعمل المناحي العالمي”.
ومن جانب آخر، أسست الدورة الحالية لمنتدى طنجة الثاني لتنظيم منتدى متوسطي سنوي مواز لكل دورة من مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة حول تغير المناخ COP، وذلك بهدف تتبع تنفيذ القرارات التي يتم اتخاذها وكذا المشاريع التي يتم إطلاقها خلال كل نسخة من دورات مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة حول تغير المناخ، على أساس فتح المجال لتدابير وإجراءات ملموسة بالتشارك المباشر والوثيق من قبل الجهات المحلية والفاعلين غير الحكوميين في البلدان المتوسطية لاسيما الجنوبية منها.
وإجمالا، يروم ميد كوب “المناخ” 2023 بطنجة إلى تحقيق أهداف مرتبطة بالعمل المناخي، يمكن تلخيصها في كل من المساهمة في بناء وتعزيز دينامية متوسطية لمواجهة التحديات التي يفرضها التغير المناخي، تعزيز التعاون بشكل فعال وناجع على كافة المستويات حول مشاريع ملموسة والبحث عن آليات للعمل والتفعيل الميداني، تمكين المؤتمر من أن يصبح فاعلا أساسيا في منطقة المتوسط لتنزيل وتنفيذ شراكة مراكش للعمل المناخي العالمي على أرض الواقع، الانخراط على المدى الطويل في الدينامية الاستباقية عبر تنظيم هذا الملتقى قبل انطلاق فعاليات كل مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة حول تغير المناخ COP وضمان تتبع ومسايرة كافة القرارات المتخذة والمشاريع التي تم إطلاقها، وأخيرا تعزيز ورفع مستوى الشراكات والتعاون بين الجماعات الترابية والسلطات المحلية والفاعلين غير الحكوميين في دول المتوسط ودول الجنوب في المبادرات الدولية في هذا المجال.
أما على المستوى التنظيمي، فعرف منتدى طنجة انعقاد جلسة افتتاحية وأخرى ختامية، فضلا عن 16 ندوة مواضيعية، ومنتدى للأعمال وأنشطة موازية، إلى جانب دورات تكوينية ولقاءات عمل بين مسؤولي وممثلي الشركات والمقاولات (8 B to)، وأيضا لقاءات لمراكز الأبحاث والدراسات ومنظمات المجتمع المدني حول ميدكوب المناخ في أماكن مختلفة بمدينة طنجة.
ويشار إلى أنه بالإضافة إلى ما سبق، تم خلال انعقاد المؤتمر إقامة فضاء للعروض والحلول في مجال العمل المناخي تحت مسمى: “مدينة الحلول”، فضلا عن تخصيص محاور للتحليل والمشاورات من أجل مناقشة الإشكاليات والقضايا التي تسلط الضوء على رهانات مواجهة آثار التغيرات المناخية، لا سيما المواضيع المتعلقة بتنزيل شراكة مراكش على الصعيد الجهوي وتنزيل أهداف التنمية المستدامة (ODD) على المستوى الترابي، وكذا تنفيذ خطة العمل حول النوع للاتفاقية الإطار للأم المتحدة بشأن تغير المناخ على المستوى الترابي والإقليمي (GAP)، فضلاً عن نشر وتنزيل الأجندة الحضرية الجديدة.