حركات نسائية ترفع علم الشذوذ…فيلم مغربي يعرض بالقاعات السينمائية يروج للشذوذ و ألوان قوس قزح تطال حتى الأدوات المدرسية للأطفال….
كيف نوقف هذا الزحف الخطير… **لن نقبل بالمثلية في بلادنا و سنحاربها بكل ما أوتينا من قوة**
بكل السبل، يستغل دعاة الشذوذ الجنسي لنشر سلوكهم المنحرف، بشكل مباشر أو غير مباشر، فيوم الأحد الماضي خرجت مجموعة من الفعاليات النسائية للاحتجاج بقلب الدار البيضاء، والمطالبة بتغيير قوانين مدونة الأسرة والقانون الجنائي، إحقاقا للعدالة والمساواة بين الرجل والمرأة.
وشهدت الوقفة الاحتجاجية رفع شعار المثلية الجنسية من قبل فتاة، وهو الأمر الذي رفضه عدد من الحاضرين، بمن فيهم المنظمون.
و قبل ذلك كان الإعلان الحقير لفيلم مغربي بعنوان*القفطان الأزرق* على القنوات الرسمية، و خصوصا الشركة المغربية للإذاعة و التلفزيون التي ندفع لها مبلغا كل شهر لدعمها و من ثم دعم كل ما تعرضه من سفاهة و حقارة، و بالفعل بدأ عرض فيلم “القفطان الأزرق” لمخرجته الطنجاوية مريم التوزاني بالقاعات السينمائية بالمغرب منذ 7 يونيو، بعد أن شارك في عدد من المهرجانات الدولية الكبرى، وحصد ما لا يقل عن 35 جائزة.
ويحكي الفيلم قصة مينة وزوجها حليم، اللذين يعيشان حياة زوجية متينة ومن دون مشكلات بقيت خلالها الميول الجنسية المثلية للزوج سرا عميقا، قبل أن يوظفا متدربا شابا في متجر القفاطين الذي يديرانه، وتتشعب مسارات علاقتهما ومعها قصة الفيلم.
فكيف يسمح بعرض الفيلم و هو يروج للشذوذ الجنسي في القاعات السينمائية المغربية، في تجاوز خطير للثوابت الدينية والوطنية والقيم الأخلاقية والتربوية للشعب المغربي المسلم”.
هي إذن معركة تجد مقاومة شديدة داخل المغرب و البلدان العربية وفي مجتمعات أخرى، منها كندا و أمريكا، إلا من هم لا دين و لا ملة لهم، يعيشون بين أحضان إبليس و العياذ بالله.
بالمغرب علينا أن نشير إلى ازدياد خطر هذه الحملات حين تستهدف الأجيال الناشئة، في ظل عدم معرفة عدد كبير من الآباء والأمهات ببعض الرموز الدالة على الشذوذ، كألوانها مثلا، والتي تشمل 6 أجزاء ملونة بألوان الطيف، الأحمر، والأصفر، والبرتقالي، والأزرق، والأخضر، والبنفسجي.
وتحاول هذه الحملات التحايل على القانون، الذي يجرم الشذوذ والدعوة إليه أو نشره، حيث تنص المادة 489 من القانون الجنائي المغربي على تجريم أي “عمل بذيء أو غير طبيعي مع شخص من نفس الجنس”، فيعاقب مرتكبه بالسجن من 6 أشهر إلى 3 سنوات، مع دفع غرامة مالية تتراوح ما بين 120 إلى 1200 درهم مغربي.، غير أن السلطات لا تظهر حزما في محاربة الظاهرة، ومن ذلك السماح بعرض فيلم ديزني “حارس الفضاء” بقاعات السينما بالمغرب، في 2022، في وقت منعته معظم الدول العربية، بسبب ترويجه للشذوذ.
هذا السماح خلق مفاجأة للمجتمع، خاصة وأن أزيد من 420 شخصية مغربية، ضمنهم سياسيون وأكاديميون ودعاة وأطباء وكتاب وفنانون، وقعوا عريضة تدعو لوقف عرض الفيلم، نظرا لتحريضه على الشذوذ الجنسي.
كما ظهر في السنوات الأخيرة بعض الشواذ المغاربة عبر منابر الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، والذين تحدثوا بوجه مكشوف عن أسباب دخولهم إلى عالم الشذوذ، في محاولة لاستدرار عطف المشاهدين وتضامنهم أو تفهمهم، دون أي تحرك من السلطات، لا سيما أن بعضهم حكى عن تجارب جنسية جمعته مع شخصيات عامة أو معروفة.
بألوان الشذوذ
وقد تم في استعدادات الموسم الدراسي 2022/2023، ادراج أدوات دراسية، كان الكثير منها بألوان علم المثليين، وسط تحذيرات أطلقها مواطنون وفاعلون في الحقل التربوي والتعليمي من خطر التطبيع مع ثقافة الشذوذ، داعين الأسر وأولياء أمور التلاميذ إلى الوعي بطبيعة هذه الألوان ودلالاتها وأثرها على الناشئة.
هذا السلوك الشاذ إن ترك له المجال دون محاصرة ومواجهته في بلادنا، فإنه لا ينفك يسعى لاكتساح الفضاء العام، فلا يتوقف عند المطالبة بالحرية لنفسه، بل المساواة مع الأسوياء، ثم ينتقل إلى محاربة المعارضين له، بقوله إنهم أناس يتطهرون.
هذا الواقع تعيشه بعض البلدان الأوروبية، حيث شرع الشواذ في الاستحواذ على الفضاء العام وليس فقط الخاص”.
و هنا تكون مسؤولية التعامل مع هذا الملف مشتركة بين الجهات الحكومية وهيئات العلماء والمجتمع ككل، فهؤلاء جميعا عليهم التدخل، كل حسب المسؤوليات القانونية والأخلاقية والاجتماعية الموكلة له، لمحاصرة هذا الخطر الداهم، حالا ومستقبلا”.
هذا الاستهداف لا يقتصر على المجال التعليمي فقط، بل سبقته مجالات الرياضة والثقافة والإعلام، عبر عرض إشهارات عالمية تضم ألوان “قوس قزح”، لذلك علينا أن نطالب بتجنب أي رسومات أو إيحاءات ذات التوجه الجنسي، لا سيما وأن المستهدفين منها هم أطفال في عمر الزهور لا يميزون بين الصالح والطالح”.
و بالنسبة للأطفال فإن المسؤولين عن القطاع التعليمي لا يعيشون في جزيرة معزولة، بل إنهم يعلمون ماذا يقع، وبالتالي قبلوا بنشر هذه الآفة التي تهدد المجتمعات”.
“لسنا ضد انفتاح المتعلمين على مختلف الألوان، بل نخشى أن يتم التطبيع مع الشذوذ الجنسي مستقبلا”.
يسوق دعاة الشذوذ والمدافعين عنه حججا حسب رأيهم الضّال منطقيا ، لكنها في الواقع ليست من الشرع ولا من العلم في شيء. و هنا ننبه على أن الشذوذ الجنسي تتغير مسمياته بتغير العصور، كاللواط والمثلية … ولتحديد حكمه شرعا لابد من العودة لكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، فالله تعالى لم يُفرّط في الكتاب من شيء إلّا بيّنه، والنبي صل الله عليه وسلم تركنا على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغُ عنها إلا هالك.
وهناك اتفاق بين كل الأديان السماوية على تحريم الشذوذ، بل الخلاف في العقوبة الدنيوية، أما في الآخرة، فمتّفقون أن من يفعلها يعذبه الله يوم القيامة، إن لم يتب منها توبة نصوحا.
حُجج المثليين لتبرير شذوذهم
الشبهة الأولى :ليست المثليّة كفعل قوم لوط..
استعمل المثليون عديد حُجج لتبرير شذوذهم وغرابتهم الجنسية، وأرادوا أن يُظهروا هذا الفعل على أنه ليس كفعل قوم لوط الذين يأتون الرجال شهوة من دون النساء، وزعموا أن فعل قوم لوط هو اغتصاب لاحتوائه على القسوة والعنف، أما المثلية فهي انسجام متبادل بين الطرفين عن تراض منهما.
الردّ :
هذا الكلام لا قيمة له علميا فالشذوذ الجنسي هو نفسه فعل قوم لوط ، بل أخبرنا الله في كتابه عن وصف هذا الفعل فقال: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ. إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِالنِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ).
الشبهة الثانية :الحيوانات تمارس الشذوذ
زعموا أيضا أن الشذوذ أمر فطري في الحيوانات، وأنها تمارس الشذوذ. ولا يجوز هنا القياس بين
الإنسان والحيوان، فمن المعلوم أن الخنزير لا يغار، هل هذه حجة كافية لتكون الدياثة أمرا مقبولا في المجتمعات؟
الردّ:
خلق الله الإنسان وكرّمه عن الحيوانات، قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم) وقال: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك).
فلو قضت الحيوانات حاجتها في الطرقات هل نفعل ذلك بحجة أن الحيوانات تفعله؟ وإذا مارست الحيوانات الجنس في الطريق فهل يفعل الإنسان ذلك أيضا؟ .
الشبهة الثالثة : في الجنة شذوذ
ومن أقبح الحجج التي سردوها ، ادّعاؤهم أن في الجنة يوجد شذوذ، ودليلهم في ذلك قوله تعالى: (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ. بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ. لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ) ، هذا لا شكّ فهم سقيم .فالولدان يطوفون على أهل الجنة لخدمتهم ،وهل حاز الجنة من حاز إلّا برحمة الله ثم بأعمالهم الصالحة ، فكيف يتركون الفواحش في الدنيا ليمارسوها في الآخرة؟!
خلاصة القول، أن المغرب عليه التصدي و بشدة لدعاة المثلية، المغاربة الأسوياء لن يرضون أبدا بالتطبيع مع الشذوذ الجنسي، و هنا ممكن أن تصل الأمور إلى صراعات بين المجتمع و الدولة أو بين أفراد المجتمع بعضهم بعضا، و تلك الفتاة التي رفعت يوم الأحد المنصرم بالدار البيضاء علم المثلية بكل وقاحة وجب معاقبها بالقانون، يكفينا ما نحن عليه من تدني للقيم و الأخلاق بهذا المجتمع المعاصر، يكفينا أن القنوات التلفزية الغربية أغلبها لا سيرة لديها إلا الشذوذ الجنسي التي تقحمه في كل شيء، و هنا يأتي دور الآباء و الأمهات في مراقبة أطفالهم خصوصا، أما الكبار فهم مسؤولون على أفعالهم لكن وجب معاقبتهم في حال تلبسهم أو دعوتهم إلى هذا الفعل الشنيع، نحن لسنا هنا بلا دين و لا ملة، نحن مسلمون مغاربة، لنا نخوة و عزة، لن نرضى بالتطبيع مع الشذوذ مهما كان الثمن.
لمياء السلاوي