كان تلاميذ ثانوية أحمد الراشدي التأهيلية، على موعد مساء يومه الخميس 27 أبريل، مع نشاط تربوي، متميّز. استقبل من خلاله نادي بنعيسى بوحمالة للقراءة والمعرفة، الأستاذ والشاعر والإعلامي عبد اللطيف بنيحيى، احتفالاً باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلِف، وتخليداً للذكرى العشرين لرحيل صديقه، الكاتب محمد شكري.
ابتدأ النشاط بكلمة لمسيرة اللقاء، التلميذة دعاء بن الراضي، أوضحت من خلالها السياق العام للنشاط، مستعيرة شذرة نيتشوية، من كتاب”إنسان مفرط في إنسانيته”، يوضح فيها الفيلسوف الألماني، كيف كاد الكتاب يصير إنساناً، كما رحبت بالضيف الخاص، صاحب الصوت الإذاعي المائز عبد اللطيف بنيحيى، قبل أن تمرر الكلمة للسيد مدير المؤسسة، ذ.يونس التجاني، الذي عبر عن السعادة البالغة لكل مكونات ثانوية أحمد الراشدي التأهيلية، باستضافة صديق شكري، وتمنى له مقاماً طيباً، وشكر كل المساهمين في إقامة النشاط. بعد ذلك استمع الحضور إلى كلمة منسق نادي بنعيسى بوحمالة للقراءة والمعرفة، ذ.حميد جيار، الذي أوضح دلالة زيارة الأستاذ بنيحيى للحديث عن محمد شكري الكاتب العالمي، في يوم ربيعي جميل، شمسه واضحة، كما تقول الأغنية.إضافة إلى توجيه الشكر له، ولكل التلاميذ الذين ساهموا في إنجاح النشاط، من كل النواحي.
بعد ذلك، كان الحضور على موعد مع أولى فقرات النشاط، حيث أخذتهم التلميذة إيمان العدري، في رحلة صامتة، عبر موندراما، حاولت من خلال مشاهدها تشخيص أبرز مراحل حياة الكاتب محمد شكري: النزوح إلى طنجة، العنف الأبوي، المعاناة المجتمعية، العمل، الدراسة، الكتابة…، وفي المشهد الأخير من المونودراما، تُكسِّر الحاجز الرابع، وتقترب من الحاضرين، قبل أن ترفع قطعة خبز، وهي جاثية.في مشهد كان التفاعل معه كبيراً.
بعد ذلك جاء الدور على تلاميذ ثانية باك ع إنسانية 2، الذين قدموا عرضاً، بعنوان “الخبز غير الحافي!”، إذا تتبعوا من خلال فقراته حياة شكري الصعبة، وأبرز أعماله، التي تتميز بالتنوع، وتفاصيل انتشار سيرته الخبز الحافي، كما تناولوا بالدراسة المكان، خاصة طنجة، وعلاقة شكري بها، وبشخوصها، بل وتجاوزوا ذلك إلى دراسة سيرته الشطار، التي تعتبر تتمّة لسيرته الخبز الحافي.
بعد ذلك كان الحضور على موعد مع الفقرة الرئيسية في النشاط، حيث كان الأستاذ عبد اللطيف بنيحيى في حوار مع الأستاذ حميد جيار، انصبت الأسئلة فيه، حول محمد شكري وعلاقته بفضاء طنجة، وجانبه الإنساني، وتفاصيل نشر سيرته، وعن علاقته بالأستاذ بنيحيى، الذي أبى إلا أن يتقاسم مع الحاضرين، بعض الذكريات الراسخة في ذهنه، بكل تفاصيلها، من تاريخ زمالته الطويلة مع شكري، في جو لا يخلو من طرافة، وقد كان الحوار فرصة أمام الحاضرين، لطرح بعض الأسئلة والتفاعل مع الضيف، ومنهم الأستاذة الروائية راضية العمري، التي شكرت ذ.عبد اللطيف بنيحيى، وعبرت عن إعجابها بصوته الإذاعي وبالكتابة عند شكري، والأستاذ محمد المحمدي كذلك، لم يدع الفرصة تمر دون أن يسترجع بتأثر واضح، شريط ذكريات استضافته بالقصر الكبير، للأستاذ عبد اللطيف بنيحيى، قبل أربعين سنة، ضمن برنامج لجمعية مواقف. الأستاذ عبد الله الصبار كذلك وفي مداخلة دقيقة، تناول قضية اللغة عند شكري، مشيراً إلى نزوحه المبكر نحو التجريب فيها، معتبراً أنه من الكتاب العرب الأوائل في التجريب الروائي، إضافة إلى مداخلة السيد المدير ذ.محمد منيار، الذي استحضر تاريخ عبد اللطيف بنيحيى الإذاعي، وطلب منه تقديم فقرة من فقرات برنامج سابق، الأمر الذي استجاب له المحتفى به فوراً.
بعد ذلك أتى الدور على أعضاء محترف المسرح، الذين قدموا مسرحية مقتبسة من رواية “الحبل” للكاتب الفرنسي غاي دو موباسون، تمزج بين السرد والتشخيص، حيث أشرف على تأطيرهم منسق نادي المسرح ذ.فوزي عياش.كان هذا قبل أن يأتي الدور على التلميذة وئام الموخي، التي شنّفت مسامع الحاضرين بأغنية مغربية طربية (شمس العشية) كان التفاعل معها كبيراً.
بعدها كان الحضور على موعد مع التعرّف، على الفائزين في مسابقة القصة القصيرة، والتي أعلن عن نتائجها عضو لجنة التحكيم، ذ.عبد الحي الفيلالي، الذي عرّج في كلمته على تفاصيل الدورة الأولى للمسابقة، والتطور الكبير الذي حصل في الدورة الثانية، التي ارتأت اللجنة تسميتها بدورة محمد شكري، حيث احتل المرتبة الثانية التلميذ أنس العمري، عن قصته “الكاتب”، فيما حلت التلميذة سكينة العسلي، في الرتبة الأولى، عن قصتها “العودة”. تسلم التلميذان بعد ذلك شهادتيهما، وقرأت الفائزة مقطعاً من نصّها الإبداعي الفائز.
في نهاية النشاط، تم توزيع الشواهد على المشاركين، حيث قدم أولاً السيد المدير درع الاحتفاء للضيف الأستاذ عبد اللطيف بنيحيى، الذي تسلم كذلك شهادة تقديرية، من منسق النادي، قبل أن يتم توزيع الشواهد على كلّ التلاميذ المشاركين، حيث تمّ أخيراً أخذ صورة جماعية تذكارية، لمكونات المجتمع المدرسي لثانوية أحمد الراشدي التأهيلية، مع الأستاذ عبد اللطيف بنيحيى.
هذا وقد عرف النشاط حضوراً نوعياً (الروائية راضية العمري، الأستاذ محمد المحمدي، المدير التربوي محمد منيار، ذة رجاء الروسي حسني…)، والعديد من الأساتذة من داخل المؤسسة وخارجها، حيث عبر الجميع عن رضاه الكبير وإعجابه بكل فقرات النشاط، ومتمنياته في تكرار مثل هذه الأنشطة التربوية الهادفة والمتميزة، بمن فيهم الإعلامي عبد اللطيف بنيحيى، الذي عبّر عن سعادته الكبيرة باللقاء، وأبدى استعداده للاستجابة مرّة أخرى لأيّ دعوة من قبل النادي وإدارة المؤسسة، كما أثنى على أعضاء وعضوات النادي،وطاقاتهم الكبيرة، سواء في التقديم والتسيير، أو الخطابة، أو المسرح والغناء، دون أن يترك الفرصة تمرّ، دون شكر منسق النادي، ذ.حميد جيار، على إدارته باحترافية عالية، لكلّ أطوار الحوار.