بعدما كان في عداد أول المرشحين للنزول إلى القسم الثاني من البطولة الاحترافية، بعد مرحلة ذهاب كارثية ساهم فيها المكتب المسير والسابق والمدرب المقال بادو الزاكي، استعاد اتحاد طنجة الأنفاس وحقق ريمونتادا مثيرة مع رئيسه محمد الشرقاوي ورئيسه الجديد، هلال الطير الذي استطاع خلق توليفة جديدة بلاعبين مجربين، يقودهم حارس المرمى المعار من الرجاء غايا مرباح ومحسن متولي وسفيان المودن، مستغلا فترة الانتدابات الشتوية. فبعد مرحلة بادو الزاكي بصفر نقطة في 5 مباريات ونقطة واحدة مع حسن فاضل في مباراة واحدة ونقطة أخرى نقطة في 9 مباريات مع حكيم الداودي. وهو ما مجموعه نقطتين أقبرتا اتحاد طنجة في ذيل الترتيب منذ انطلاق البطولة، حقق الطير لوحده وفي مرحلته، حصيلة جد إيجابية وبلغ اتحاد طنجة إلى حدود الدورة 26، 22 نقطة، حيث حقق الطير لوحده 20 نقطة. وكانت نقطة التحول الكبرى بعد الانتصار على أولمبيك اخريبكة لحساب الجولة 23 من البطولة، وكان فوزا ثمينا ومفتاحا كبير نحو استعادة الأمل في المنافسة على الانعثاق من النزول، لان هذا الانتصار أخرج اتحاد طنجة لأول مرة في بطولة الموسم الجاري من ذيل الترتيب الذي سلمه لاخريبكة، ويتواصل إلى حدود اليوم. وكان بإمكان الفريق الطنجاوي أن يخرج من منطقة النزول لو استغل استقباله للرجاء أمام جمهور غفير لبى نداء المكتب المديري وحضر بكثافة نهاية الأسبوع الجاري، وخرج الفريق متعادلا، وفي حالة الانتصار كان سيصعد لأول مرة للمركز 14 بعد تعادل اخريبكة بملعبه أمام الجديدة، وبالتالي فإن الفريق الجديدي سيحل ضيفا على اتحاد طنجة بعد دورتين. وأمام كل هذه المجهودات، والريمونتادا الكبرى، أصيب المدرب الطير بإحباط، بسبب التوقفات التي شهدتها البطولة في الدورات الأخيرة والتي أثرت على الصحوة والصعود الإيجابي للمخزون التقني والبدني والنفسي للاعبيه، نكتشفه في تصريحات المدرب:
الريمونتادا الكبرى:
“ما تحقق لنا هو تتويج لإرادة جماعية، لعزم وتصميم الجميع داخل المدينة، وأذكر المدينة وليس اللاعبين فقط أو إدارة النادي لأن هذا الفريق يمثل مدينة رائعة وكبيرة بالمغرب، جمهورها شغوف لحد الهوس بكرة القدم، وأنا فخور جدا بالتجربة وبتدريب هذه المجموعة الرائعة التي أظهرت ردة فعل قوية في فترة دقيقة من الموسم. خضنا ماراثون من المباريات، واجهنا الفاسي على ملعبه والوداد في مباراة تكسير عظام بالكأس، وعدنا لنلعب أمام خريبكة، نسير في الاتجاه الصحيح والريمونتادا تكبر يوما بعد يوم، وحلم البقاء يتعاظم، وأنا هنا لأجل إسعاد ساكني المدينة الذين يعشقون هذا النادي الرائع إلى حد الجون، والفريق لا يستحق الهبوط”.
تأثرنا كثيرا من توقفات البطولة:
“توقف الدوري أثر علينا، سجلنا نتائج إيجابية عندما كنا نلعب كل 4 أيام، أتمنى مراعاة عمل المدربين. نعم موقفي واضح وهو أن فريقي تأثرا بشكل شديد بالتوقف الذي حدث مؤخرا وتسبب لنا ذلك في كسر الإيقاع. لقد كنا في ديناميكية ممتازة منذ بداية مرحلة الإياب، وأمام الرجاء افتقدنا ذلك الإيقاع الذي أجهزنا به على منافسينا”.
نجهل متى سنستأنف البطولة:
“لغاية اللحظة أجهل إن كنا سنلعب نهاية الأسبوع أم لا، ومتى سنلعب الجولة المقبلة أمام اتحاد تواركة، وكيف سنتحضر لها، لذلك نحن في مرحلة دقيقة من الموسم تفرض على طرح هذه الأسئلة، علنا نعثر لها على إجابات مقنعة. أنا لا أبحث عن الأعذار لنتيجة التعادل أمام الرجاء، لأننا أنجزنا المطلوب وفريقنا كان متمكنا ولم يسعفه الحظ”.
الشركة الإسبانية تدفعنا للعشوائية:
“هل علينا أن ننتظر الوداد أن يلعب مبارياته في دوري الأبطال ويتوج وهذا ما أتمناه، ليحددوا موعد الجولة؟… يجب على لجنة المسابقات النظر في طريقة برمجة المباريات ومراعاة عمل المدربين. الشركة الإسبانية المكلفة ببرمجة المباريات تدفع المدربين للعمل بعشوائية، نحن سنبدأ الأسبوع ولا نعرف تاريخ الجولة المقبلة”.
في انتظار أجندة مباريات بقية الموسم:
“سننتظر اطلاعنا على أجندة مباريات بقية الموسم، سيكون ذلك عملا رائعا لأنه سيسهم في مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع، سواء في سباق الدرع أو لتفادي الهبوط، ولكي نضع برنامجا تدريبيا واضحا، الآن لست أدري هل أمنح لاعبي الفريق فترة راحة لأن الدوري لن يلعب نهاية الأسبوع وكم سأمنحهم من راحة؟ لذلك يهمني كثيرا هذا الموضوع لأنه سيسهل علينا الكثير من الأمور”.
****
قاسم مشترك بين المغرب والسنغال في النهائيات الإفريقية لأقل من 17 سنة:
كلاهما فاز على الجزائر بثلاثية نظيفة
حقق المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة مشاركة مميزة في نهائيات كاس أمم إفريقيا 2023 بالجزائر، بعدما بلغ المباراة النهائية التي انهزم فيها بسوء الحظ أمام منتخب السنغال، بهدفين مقابل هدف على أرضية ملعب نيلسون مانديلا بالجزائر، وبعدما كان هو السباق إلى التسجيل.
هذه مجرد توطئة لهذا العمود، الذي لن نتناول فيه الحديث عن النتائج، لأن ما تحقق يبقى أكثر من المطلوب لفتيان أكدوا أنهم اسود المستقبل، وقدموا صورة رائعة عن كرة القدم المغربية ومستقبلها المشرق، ونجاح البرامج والاستراتيجية التي ينهجها بلدنا نحو اكتساح كرة القدم قاريا، والوقوف الند للند مع اقوى المنتخبات العالمية كما بصم على ذلك أولاد وليد الركراكي في مونديال قطر 2022.
ما يهمنا في كلا اليوم هو الظروف التي رحل فيها المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة من خلال الضغط الذي مارسه جيران السوء منذ رحلتهم من الرباط إلى وصولهم للجزائر، سيما من إعلامهم المرض الذي تزعجه كلمة (المغرب) والتي لا يقوى على ذكره حتى في التغطيات الصحفية وكان المنتخبات التي واجهته هناك كان تواجه شبحا. وهذه سمة من سيمات الفاشلين والحاقدين. لأن رجال الغد المغاربة، كانوا يردون بذكاء وعلى الميدان، وحتى قبل أن تطأ اقدامهم هناك بدأوا في تسجيل الانتصارات والأهداف. وأولى هذه الأهداف سجلت في مرمى النظام العسكري الجزائري قبل أن تنطلق المنافسات، بداية بحث الجزائر على الرضوخ لطلب المغرب بقبول رحلة جوية مباشرة لبعثة المنتخب المغربي إلى مدينة قسنطينة الجزائرية، انطلاقا من مطار الرباط سلا، للمشاركة في هذه النهائيات. ثاني الانتصارات أن المنتخب المغربي كان يواجه منافسيه من المنتخبات وجمهور الكابرانات المدعم للخصوم وفي النهاية يخرج منتصرا، بداية على منتخبهم الذي بهدله أداء ونتيجة بثلاثية نظيفة، وقدم المنتخب الوطني درسا في الأخلاق والتضامن والروح الرياضية العالية من خلال تعامله مع لاعبي المنتخب الجزائري بعد نهاية المباراة. فالمنتخب الوطني وإن كان غير مرشح على الأوراق للفوز بالنهائي أمام منتخب السنغال، فقد استطاع أن يفرض نفسه وأسلوبه وكان الأجدر بالفوز بهذا النهائي، وكان سباق إلى التسجيل كما ذكرت. لكن في النهاية عادت الكاس إلى السنغال الشقيق، وعمت الفرحة الجماهير المغربية والسنغالية لأن المنتصر هي الروح الرياضية والصداقة الرائعة والكبيرة التي تجمع الشعبين الإفريقيين المغربي والسنغالي، لا أحد يحقد على الآخر، بل وجدنا في السنغال كمغاربة ما لم نجده في الجزائر العربية !!.. حتى اننا في هذه النهائيات بالجزائر، جمعنا قائم مشترك مع السنغال، على حد تعبير، جواد بادة، المعلق المغربي على قنوات (بين سبور) القطرية، في إحدى تدويناته التي قال فيها “توجد الكثير من القواسم المشتركة بين منتخبي المغرب والسنغال من بينها أنهم الإثنين فازوا على الجزائر 3-0).