التخلص من سوء المعاملة الزوجية يتطلب أولا أن تعرفي سيدتي أنه يجري استغلالك وإساءة معاملتك، وهذا قد لا يكون بالأمر الواضح، حيث إن العديد من الأشخاص الذين تعرضوا لسوء المعاملة لفترات طويلة من الزمن أو من عدد من الأشخاص في حياتهم يجدون صعوبة في تمييز أنماط العلاقات غير الصحية ومخاطر إساءة المعاملة بشكل مستمر.
وفقا لوكالات أجنبية تهدف للقضاء على العنف المنزلي، فإن الإساءة هي “نمط من السلوك يستخدمه شخص ما لاكتساب القوة والسيطرة على شخص آخر والحفاظ عليها”.
وما يجب ملاحظته في هذا التعريف هو أنه يتحدث عن نمط من السلوك، فهو ليس مجرد حادثة واحدة. ويمكن أن تتخذ هذه السلوكيات أشكالا مختلفة، لأنها تتعدى القوة البدنية وممارسة العنف، أحد أشهر أنواع الإيذاء الذي تتعرض له المرأة، وفيما يلي سبعة أنواع مختلفة من سوء المعاملة الزوجية للمرأة، حسب تجارب العديد من النساء بالمغرب و بالعالم أجمع..
سوء المعاملة العاطفية ربما تكون سوء المعاملة العاطفية الذي تتعرض له الزوجة، أحد أكثر أنواع سوء المعاملة ضبابية التي يمكن أن تتعرض لها. الألم العاطفي والأذى شائعان في العلاقات الزوجية، حيث تشعرين بأن أفكارك ومشاعرك تتعرض للتهديد بانتظام من زوجك، والاعتداء العاطفي هو إنكار ثابت لحقك في التعبير عن مشاعرك.
وتتمثل علامات هذا النوع من سوء المعاملة في رفض الدعم وحجب التواصل العاطفي والمودة، والنقد الزوجي، وتهديدات منتظمة بإنهاء العلاقة الزوجية أو تعرضك للإهانة وسؤالك ترك بيت الزوجية، وعدم الحفاظ على خصوصيتك، ومنعك أحيانا من التواصل مع الأصدقاء والعائلة.
الإساءة النفسية من الصعب أيضا تحديد الإساءة النفسية لأنها تشمل مجموعة من الإساءات التي ليس لها أي دليل مادي واضح. ويمكن أن تتقاطع الإساءة النفسية مع الإساءة العاطفية أو الإساءة اللفظية. تواجه العديد من الزوجات هذا النوع من الإساءة في شكل قيود على تحركاتها وتقليل من شأنها ومطالب غير واقعية وتهديدات.
وتشمل علامات هذا النوع من سوء المعاملة أيضا رفض الحديث مع الزوجة وتجنبها، والتجاهل والتقليل من المشاعر، وقد يكون هناك تعمد لحجب معلومات هامة عنك للضغط عليك لتقومي بسلوك معين متعمد.
الإيذاء العقلي المتعمد يحدث الإيذاء العقلي من خلال سلسلة من الإجراءات أو الكلمات، التي تهدف إلى جعل الزوجة تشك في نفسها وفي قدرتها على إدارة حياتها بنفسها، مما يؤدي إلى اعتمادها أكثر على زوجها لأنها لم تعد تثق في حكمها على الأمور، ويحدث هذا بهدف السيطرة الكاملة عليها من قبل الزوج.
الاعتداء اللفظي غالبا ما يكون الاعتداء اللفظي هو أخف شكل من أشكال الإساءة مع أدلة علنية واضحة، ويتراوح الاعتداء اللفظي على الزوجة بين التعليقات النقدية الصغيرة المتكررة إلى الصراخ الغاضب بصوت عال بهدف التقليل من شأن الطرف الثاني.
رغم أن علامات الإيذاء البدني قد تكون ملحوظة بالنسبة للأصدقاء وأفراد العائلة، فإن آثار الإساءة اللفظية والعاطفية يصعب تحديدها ويصعب إثباتها، كما يمكن للندبات العاطفية أن تستغرق وقتا طويلا للشفاء.
الإيذاء الجسدي الإيذاء الجسدي هو أكثر أشكال الإيذاء شيوعا ووضوحا، وهو نوع الإيذاء الذي يفكر فيه الكثير من الناس عندما يسمعون كلمة “إيذاء”. وله علامات مرئية مثل الجروح والكدمات وغيرها.
تتعرض الكثير من الزوجات للإيذاء الجسدي بأشكاله ودرجاته العديدة، ويشمل الإيذاء البدني ضررا متعمدا أو ضررا دون قصد. كما أن الإيذاء الجسدي المتكرر يمكن أن يؤدي إلى عدد لا يحصى من مشاكل الصحة الجسدية والعقلية، بما في ذلك إصابة الدماغ وأمراض القلب والقضايا التنفسية والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والقلق.
الاستغلال المالي نظرا لأن الاستغلال يتعلق بالسلطة والتحكم، فإن الزوج المستغل سيستخدم أي وسيلة ضرورية للحفاظ على تلك السيطرة، وغالبا ما يشمل ذلك الأموال. سواء كان يسيطر على جميع الميزانيات في الأسرة وعدم السماح للزوجة من الوصول إلى حساباتها البنكية الخاصة أو إنفاق الأموال، أو فتح بطاقات الائتمان ووضع الديون على اسمها، أو عدم السماح لها بالحصول على وظيفة وكسب المال الخاص بها، وهذا النوع من سوء المعاملة في كثير من الأحيان سبب كبير لعدم قدرة شخص ما على ترك علاقة مسيئة.
المعاملة العنصرية يحدث سوء المعاملة الثقافية أو العنصرية عندما يستخدم الزوج خلفيته التربوية القائمة على التقليل من شأن النساء، لمضايقة زوجته وازدرائها ومعاملتها كأنها شيء وليس شريك حياة، كذلك يمكن للزوج استغلال جوانب من الهوية الثقافية الخاصة بالزوجة للتسبب في معاناة لها، أو كوسيلة للسيطرة عليها، كعدم السماح لها باتباع العادات الغذائية التي تفضلها أو ارتداء الملابس التي تناسبها أو استخدام الإهانات العنصرية لمضايقتها.
ما الذي تستطيعين القيام به؟ “إذا كنت تعانين من إحدى هذه الإساءات أو بعضها، لا تترددي في قول لا لكل ما يؤذيك. التمادي في الإيذاء ومواصلة الإساءة يعتمد على قبولك للأمر منذ البداية”.
“في حال أدركت متأخرا أنك تتعرضين لإساءة متعمدة بشكل متواصل، عليك اتخاذ وقفة قوية مع إبداء رأيك واعتراضك على ما يفعله زوجك بشأنك، وإن لم تفلح محاولاتك الفردية في مواجهته ووضع حد آمن لعلاقتكما فلا تخافي من طلب المساعدة، وتأكدي من وجود شخص موثوق به أو أحد أفراد الأسرة ممن يمكنك الاعتماد عليه، واطلبي منه التدخل ليتوقف زوجك عن إيذائك”.
و نختم بدعوة كل النساء إلى التأني عند اختيار الزوج و اتخاذ قرار الزواج، و توفير وقت مناسب لمعرفة الشخص الذي ستقضين معه ما تبقى من عمرك، وإذا وقعت في فخ الرجل السيء فما عليك سوى الإنسحاب الفوري من هذه العلاقة التي قد تفقدك حياتك.
لمياء السلاوي