تم، مؤخرا، تفعيل نشاط لقافلة طبية، متعددة الاختصاصات، استهدفت سكان دواويرمنطقة “الأحد الغربية”الذين استفادوا من مجموعة من الخدمات الطبية في مجالات الطب العام، طب العيون، العظام، الأذن، الأنف، الحنجرة، القلب، الجلد، الجهاز الهضمي، أمراض النساء، أمراض الأطفال، داء السكري، حيث نشط ما مجموعه 9 أطرطبية، ضمنهم طبيب جراح، بالإضافة إلى بصريين وخمسة صيادلة و3 أطباء الأسنان، قدموا خدمات جليلة، لمدة ست ساعات متواصلة، لفائدة ما مجموعه 465 شخصا من محتاجي ودراويش منطقة الأحد الغربية، صغارا وكبارا، نساء ورجالا، خضع منهم 250 شخصا لفحص داء السكري، و350 شخصا لفحص الضغط الدموي، حيث أفاد مصدرنا أن كل شخص قد استفاد من تخصص أوتخصصين إضافيين، مما يعني أن حصيلة الأشخاص المستفيدين قد تجاوزت 700 شخص، أي ما يقدرب 17 مليون سنتيم في حالة كانوا أدوا واجبات العلاج، فضلا عن استفادة ما مجموعه 120 شخصا من عمليات فحص للعيون، مع منحهم إطارنظارات لكل واحد منهم، بالإضافة إلى توزيع أدوية متنوعة على جميع المستفيدين من هذه القافلة الطبية، بتكلفة تقدرب 7 ملايين سنتيم، في حالة كان المستفيدون قد أدوا ـ مثلا ـ واجباتها وهذا عمل جباروخدمة إنسانية كبيرة يقدمها “نادي الأسود ـ طنجة العميد”، بعد سنين من العطاء، لفائدة سكان منطقة الأحد الغربية، المحتاجين جدا لمثل هذه المبادرات الاجتماعية والإنسانية، شأنهم في ذلك شأن العديد من سكان المداشروالدواويرالمجاورة، لمدن عمالة طنجة ـ أصيلة والذين ينتظرون أدوارهم، لإسعافهم وعلاجهم في وقت أصبح العلاج صعب المنال على فئة عريضة من المجتمع المغربي، تعاني الفقروالهشاشة، مع ارتفاع أسعارالمعيشة..وبالتالي، فإن مثل هذه المبادرة يجب دعمها والمساهمة فيها وتشجيعها من طرف مختلف مكونات المجتمع، لما لها من أثرنفسي إيجابي على جميع المستفيدين، فضلاعن أنها تخدم القيم الإنسانية النبيلة، من قبيل التعاون والتضامن والتكافل.. والإنسانية في أبهى تجلياتها..ذلك أن ترك العمل الصالح يعد خسارة كبيرة للإنسان؛ لأن الله عز وجل قد ربطه بالفوزوالسعادة في الدنيا والآخرة، حيث ذكره في كثير من آياته الكريمة وقرنه بالإيمان والإخلاص والإنسان المؤمن لا يقوم بالأعمال الصالحة التي تعود عليه فقط بالخير؛ وإنّما الأعمال الصالحة التي تعود على الآخرين بالخير أيضًا وللعمل الصالح آثار كثيرة على الفرد والمجتمع، تتجلى في ثمار تكون آجلة وعاجلة والعمل الصالح يكون شفيعًا لصاحبه في الدنيا والآخرة. ومن ثماره أنه تتنزل الرحمات وتزداد البركات ويُستجاب الدُعاء ويعُم الأمن والأمان. كما يثقِل موازين العباد يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا ولد، ويرتقي بالعبد يوم القيامة، حيث يكافئ الله عزوجل عباده الذين قاموا بإنجازات عظيمة بأن يستمرثوابها، بعد موت أصحابها، فإذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة أمورصدقة جارية أوعلم ينتفع به أوولد صالح يدعو له..
ومن ثمرات العمل الصالح، كذلك، أن ينال المؤمن الحياة الطيّبة في الدنيا، قبل أن ينتقل إلى الحياة الطيبة في الآخرة، حيث يؤدي العمل الصالح إلى ترابط المجتمع وتماسكه ويدفعه إلى حمل كل معاني الإخاء والصداقة، فيتخلص المجتمع من جميع أشكال الحقد والغيرة من الآخرين وخاصّة وأنّ الغيرة والحقد يدمران المجتمعات والعلاقات الاجتماعية..
وآخرا، فإن اكتمال الحضارات ونموها يعتمد أساسًا على تعاون الناس فيما بينهم والمساعدة في بناء الحضارات الرائعة والمجتمعات الخالية من الأمراض، بجميع معانيها..كما أن العمل الصالح يجعل الفرد أكثر قربًا من الله عز وجل ويجعله أكثرقربًا من الآخرين وإحساسًا بهم وبمآسيهم وتعوّد الأنفس على حب
الخير ورفض الفساد والشروروالظلم والأنانية، إضافةً إلى تحسين أخلاق الفرد وصفاته وزيادة مكانته ورفعته وحب الناس له..