حتضن فضاء رنشهاوسن يوم الأحد 29 يناير 2023 ثلة من شباب مبادرة اقرا وناقش وجمعية عين اقطيوط للقراءة والثقافة مايدة مستديرة بمناسبة احتفال اليونيسكو باليوم العالمي للفلسغة حول موضوع “الغير وسيرورة التحول(جدلية القبول والرفض)” قبول الأخر او رفضه وعلاقة كل ذلك بالاغيار.
هذا العنوان جر قاعة النقاش للكلام عن الغير القريب والغريب و الصديق الأجنبي الخ ، انه سؤال الأنا و الاخر
او كما يقول جان بول سا ر تر في مسرحيته” hui clos
الآخر هو الجحيم. هل يمكن لحضارة ان تبقى قايمة بسبب التجاور الصرف بين ملايين الانانيات ؟وما فايدة الغير او الأخر بالنسبة لنا. عندما نقارن تدفق الأشياء التافهة والعبثية مع شرر النار المنهمر على الآخر ين في فييتنام او غزة او العراق او أفغانستان، يحدث لي انا شخصيا أن أعتقد أن العالم لم يكن اكثر جنونا من قبل كما هو اليوم، وانه يفتقد تماما إلى المعنى، وأنه في حاجة إلى الحياة في الآن ذاته وأن سؤالا وحيدا جدير بأن يطرحه كل واحد منا، لنرشد حيوا اتنا، ويسعى إلى العودة بالعالم الي طريق البقاء والانوار. إنه سؤال ثوري وبسيط، سؤال ثوري لانه بسيط. َما فايدتنا؟ ما فايدتكم
بصيغة اخري لماذا يجب إن يكون الإنسان مفيدا؟ لمن؟ وفيم؟ وما معنى أن يكون مفيدا؟ وكيف يكون َمفيدا؟ وهل يكون ا رتكاب الشر باسم قضية ما َمفيدا؟ اسيلة يمكن أن يطرحها كل و احد وإذا أراد أن يبحث لها عن إجابة جادة ومتطلبة، ستجرفه هاوية الحيرة إلى التشاؤم او التفاؤل حول مصير البشرية. ما العمل اذن؟ يقول جان بول سا ر تر
الجحيم هو الاخر ويقول الآخرون كلما تمعنا في التشخيص سنخلص إلى التشاؤم واذا انتظمنا في الفعل و الحركة الايجابية سنبلغ التفاؤل.
نعم من الصعب جدا أن يطلب مثل هذا الرد، القايم على نكران الذات من كل البشر في الحياة اليومية. فإن لم يكن بمقدور العالم ان يشكل تجاورا للانانيات، فإنه لا يمكن أن يتكون من مليارات الموثرين. يقول الله عزوجل في سورة الحشر متحدثا عن الرعيل الاول من الصحابة :” والذين تبووا
الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما ا وتوا ويوثرون على أنفسهم ولو كان
بهم خصاصة… ومن يوق شح نفسه فاولايك هم المفلحون”
صدق الله العظيم.
ليس اذن الأمر سهلا، ولا طبيعيا، لم يعد بقاي واستمرار الإنسانية كذلك. تلك هي عظمة الشرط الإنساني، ذاك هو كذلك، وبدون شك، التفسير العميق للصعوبة التي تواجهنا في خلق شروط ابديتنا الخاصة. تلك اخيرا هي المعركة الأخيرة لحضارتنا، اذا كانت لا تريد أن تندثر، في النار والدموع، بل ان تمضي قدما خلافا لذلك، وهي تضفي َمعني على كل فعل من افعالنا،و على كل بسمة من بسمات الآخر.


















