عقب نجاح سلسلة “التراث الوطني بطنجة” المنشورة سنة 2020، وسلسلة “تراث طنجة غير المصنف” لسنة 2022، أعد الدكتور أحمد الطلحي مؤخرا سلسلة جديدة لوجه آخر من تراث مدينة طنجة، تُعنى بتراثها الطبيعي، بهدف التعريف بهذا النوع التراثي، بشكل مختصر ومبسط.
وقال الدكتور الطلحي في حوار مع الجريدة، أن الغاية المرجوة من هذه السلسلة هي المساهمة في توعية وتحسيس ساكنة وزوار مدينة طنجة، وكذا مختلف الفاعلين المحليين، من مسؤولين ومجتمع مدني وإعلام محلي.. بأهمية وغنى هذا التراث وبضرورة المحافظة عليه وتثمينه.
ويتطرق الدكتور في سلسلته الجديدة إلى الأنواع الأربعة من التراث الطبيعي، وهي التراث الأخضر، والتراث الأزرق بنوعيه العذب والمالح، ثم التراث البني.
وبخصوص النوع الأول، الذي يتناول التراث الأخضر، فسيسلط الضوء على كل من الغطاء النباتي الطبيعي المحلي والغطاء الغابوي بنوعيه الطبيعي والمشجر.
ويبرز الطلحي في هذا الصدد أن مدينة طنجة تعتبر مدينة غابوية بامتياز، إذ تتجاوز مساحة غطائها الغابوي 5 آلاف هكتار، موزعة على سبع غابات حضرية وشبه حضرية، وهي: الغابة الدبلوماسية، غابة شراقة، غابة الرهراه، غابة رأس سبارطيل – مديونة – الدونابو، منتزه برديكاريس، غابة السانية وغابة فدان الشابو – المنار – مالاباطا. كما تشتهر المدينة دوليا بعدد من نباتاتها المحلية في مقدمتها زهرة السوسن المسماة “إيريز تنجيتانا”.
وعلى صعيد النوع الثاني، التراث الأزرق العذب، فيتناول الأوساط المائية العذبة، وتضم الأودية ومصباتها، والمناطق الرطبة من مستنقعات وبحيرات طبيعية وغير طبيعية، والفرشة المائية والعيون والآبار.
ويشير الدكتور بهذا الخصوص إلى أن مدينة طنجة تخترقها عدد من الأودية، أهمها واد الشاط، وواد الملالح، وواد مغوغة، وواد السواني، وواد ليهود، وواد بوخالف، كما تتوفر على عدد من الآبار والعيون، نذكر منها عين للا ينو، وعين سيدي ميمون، وعين النخلة، بالإضافة إلى تواجد فرشة مائية فريدة من نوعها وطنيا ودوليا هي فرشة شرف العقاب.
أما التراث الأزرق المالح، فيعنى بالشواطئ والخلجان والبحيرات المالحة، وتتوفر مدينة طنجة على تسعة من أجمل شواطئ المغرب، خمسة منها متوسطية وأربعة أطلسية، وهي شاطئ بلايا بلانكا، شاطئ المريسات، شاطئ الغندوري، الشاطئ البلدي، شاطئ مرقالة، شاطئ صول، شاطئ با قاسم، شاطئ أشقار وشاطئ الجبيلات، كما تتوفر على خليج جميل، يسمى خليج طنجة، يمتد على شكل نصف دائري على مساحة أكثر من 7 كلم.
ويتناول الطلحي، في القسم الرابع والأخير التراث البني، معتبرا أنه تراث يغفل عنه الكثير من الناس، ويعرّفه بأنه تراث جيولوجي وتشكيلات صخرية استثنائية، مشيرا إلى أنه السباق في إطلاق هذا الاسم عليه.
ولتقريب معنى التراث البني، ذكر الدكتور مثال جبل موسى الواقع في قرية بليونش غرب مدينة سبتة المحتلة، الذي يأخذ شكل إمرأة ممتدة على ظهرها، والمشهور باسم “السيدة الميتة ” La mujer muerta، الذي أطلقه عليها أحد ضباط الاحتلال الإسباني.
وبالرجوع إلى مدينة طنجة، فتتوفر هذه الأخيرة على عدد من المواقع التي يمكن تصنيفها ضمن هذا النوع من التراث الطبيعي، من أهمها صخرة الحافة أو حجرة غنام، والشواطئ الصخرية، والمغارات.
ويشار في الأخير إلى أن الدكتور الطلحي يشارك حلقات السلسلة التسعة والعشرين على امتداد شهر رمضان المبارك، على صفحته بالفايسبوك، وقد تناولت الحلقات الأولى كلا من غابة رأس سبارطيل – مديونة – الدونابو، منتزه برديكاريس، غابة الرهراه وغابة السانية.. وقد عمد الكاتب إلى التعريف بغنى وتنوع المكون الطبيعي، مبرزا مزاياه والإضافة التي يقدمها للسكان والزوار، إلى جانب إبراز المشاكل التي يواجهها، فضلا عن مقترحات لحمايته وتثمينه.
أمل.ع