استفاقة- محمد النحيل
• لم يكن حلما
تراءى خلف أستار النهاية
وسعى يبدد في خفاء الليل
أوصال الكناية
زاعما قص الزمان من أوردة الخيانة
• لم يكن عشقا
ذاك الذي- كنت أحسبه-
ضياء
أنار مآذن القلب
وهي تحمل في جوف قبابها
أعمدة القيامة
• لم يكن صمتا
ذاك الذي كان يهمس للقادمين خلفي
”أن احذروا زخرفة الأشياء المهانة
واستضيئوا بأشعة الصمت
لتسكنوا إلى مهج البداية
وارفعوا عن أعينكم أغشية الإعارة
وألوية الغواية”
• لم يكن صوتا
حين تردد بين مسامع القوم
”أن السماء ستمطر الأرضَ بوحا
وهو ينسل في هذيان من أزمنة الدعابة”
ألم يكن الصوت وهما
توارى خلف ألسنة الجفاء
لتفضحه المدامع
وهو يشكو ظاهرا تنكر للباطن
حتى آلمته أوجاع الولادة؟
• سأقول لكم
كان طيفا سما بي ذات عمر
وحلق بين أعمار رزايا
جاءني وهو يقرأ سورة الكهف
ويقفز منتشيا
ليقول لي: أما تعبت مقلتيك من العناية؟
فاترك قبائل الحرف وأزمنة الوصايا
واذهب غير آبه بمن خلفك
لا متحسرا لاحتضار القضايا
واجمع بكلتا عينيك حروف الكون
واعجنها، ثم ألقها سبحات
لتجمعها صغار السبايا
• قمت مضطجعا، وأنا أمسك أطراف حلم
تأكد لي أنها من بقايا السياسة


















