فجر المنتخب المغربي صاحب المركز الرابع بمونديال قطر، مفاجأة مدوية وتغلب على نظيره البرازيلي (2-1) في مباراة كرة القدم الودية الدولية التي جمعت بينهما يوم السبت الماضي بالملعب الكبير بطنجة. وواصل وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي، توهجه مع الأسود إذ حقق معهم في فترة قصيرة ما لم يتحقق على امتداد أكثر من نصف قرن. وكان انتصار الركراكي أمام البرازيل التعادل أمام البيرو، حلقة إضافية ضمن حلقات التميز وكسر العقد التي رافقت الكرة المغربية في السابق. فقبل قدوم وليد الركراكي واجه المغرب منتخبات أمريكا الجنوبية 9 مرات (خسر 8 مباريات وتعادل في لقاء. إلا أن بقدوم الركراكي واجه منتخبات أمريكا الجنوبية 4 مرات (فاز في مواجهتين أمام تشيلي والبرازيل وتعادل امام باراجواي والبيرو) لينهي السلسلة السوداء للكرة المغربية أمامهم. وكانت الندوات الصحفية التي انعقدت على هامش وديتي البرازيل والبيرو فرصة لوليد الركراكي، لتسليط الضوء على العديد من الأمور والجوانب التي تهم المنتخب المغربي. كما تحدث عن واقعة التجاوزات العنصرية التي طالت منتخب الأسود في فندق إقامتهم بالعاصمة الإسبانية مدريد، استعدادا لمباراة البيرو. وتحدث الركراكي كذلك على دور أمهات اللاعبين في النجاح الذي حققه المنتخب المغربي في مونديال قطر.
هذا الجيل يصر على كتابة التاريخ
أشعر بالفخر الشديد بما حققته مع هذا المنتخب، وبما قدمه اللاعبون أمام البرازيل. هذا الجيل يصر كل مرة على كتابة التاريخ. أول انتصار أمام البرازيل يعني لنا الكثير. فخور جدا بردة فعل اللاعبين بعد استقبال هدف التعادل، لقد أكدوا أنهم لا يستسلمون. الانتصار يقوي من مكانتنا عالميا بعد المونديال. اللاعبون ماضون صوب تأكيد أنهم الأفضل أفريقيا، قدمنا مباراة رائعة، عانينا من إصابات قوية لأمرابط، وحكيمي، وأوناحي، ومع ذلك كان إصرار الفريق قويا على الفوز مهما كلفهم ذلك من ثمن”.
التفوق على السامبا إنجاز تاريخي:
“ليس من السهل الفوز على المنتخب الأول عالميا. كنا نعي أن المباراة ستكون قوية وستلعب على تفاصيل صغيرة. المباراة كانت في مستوى منافسات كأس العالم. هذا الفوز يعد الأول للمغرب على البرازيل الذي خاض اللقاء محروما من بعض اللاعبين. التفوق على منتخب السامبا يعد إنجازا تاريخيا. اللاعبين قدموا أداء كبيرا وقاموا بواجبهم بشكل جيد خاصة خلال مجريات الشوط الأول مقارنة مع الشوط الثاني. التركيبة البشرية لم تستسلم وأظهرت تحكما في مجريات اللعب. سعيد جدا بهذا الفوز الذي هو إهداء للجمهور المغربي الذي غادر مسرورا، إنه يدفعنا للقتال، وما دمت مدربا لهذا المنتخب، فأنا أعدهم بأني سأواصل بنفس اليقين”.
الهتاف ضد الضيوف أثناء عزف النشيد الوطني مرفوض
“أناشد الجماهير بتشجيع كافة اللاعبين دون استثناء، وعدم الهتاف ضد لاعبي الضيوف، وتحديدا أثناء عزف النشيد الوطني، علينا أن نظهر للعالم أن لدينا قيم وروح رياضية. لا ينبغي أن يفهم طلبي هذا بعدم تشجيع لاعبينا وتحفيزهم، لكن في الحدود الرياضية المتعارف عليها، نحتاج لاستحضار أجواء مونديال قطر”.
مباراة البيرو لم تكن سهلة:
“منتخب البيرو لم يكن سهلا، كنا نعلم ذلك من قبل، الشوط الأول كان جيدا، وصلنا أكثر من مرة إلى مرمى الخصم وافتقدنا النجاعة الهجومية، وفي الشوط الثاني كانت الأمور أصعب. البيرو لعب بطريقة دفاعية، شاهدنا خمسة مدافعين في الخط الخلفي، لكننا قدمنا مباراة جيدة، ومنحنا الفرصة لبعض الأسماء لنقف على إمكانيات الجميع وتكون لديهم دقائق مع المنتخب. طرد سفيان بوفال لم يساعدنا كذلك، لأننا لعبنا بعشرة لاعبين أمام عشرة، كما قمت بتوظيف حكيم زياش في مركز صانع اللعب حتى يكون متاحا في أكثر من مركز، وهذه هي الفرصة المناسبة لتجريب ذلك. ربما حضور أعداد كبيرة من جمهور البيرو راجع إلى عدد الجالية البيروفية الكبير بالعاصمة مدريد، وهذه فرصة جيدة لنا لنعرف كيف نتعامل مع المباريات خارج الديار، كما أن جمهورنا حضر بأعداد محترمة وشعرنا بمساندته”.
رد على الواقعة المسيئة بفندق إسبانيا
“الشخص الذي قام بهذا السلوك يبلغ من العمر 18 عاما. ما فعله غير مقبول ونحن لا نقبل العنصرية، لقد قدمنا شكوى ضده. نريد أن نظهر سماحة الإسلام لذلك عفونا عنه. هذا الشخص ما زال شابا والمستقبل أمامه ولا نريد أن يأتي يوم ليقول إننا ظلمناه. أنا أدعوه لزيارتنا إن أراد الحضور معنا ليعرف الإسلام والأجواء الرمضانية. نحن متسامحون”.
كأس أمم إفريقيا.. الهدف المقبل للأسود
“بعد إنجاز مونديال قطر، وبلوغ المنتخب دور نصف النهائي، لم يعد مسموحا له الخروج من الأدوار الأولى. بدأنا العمل للمستقبل. هناك تغيير، لكن لن يكون شاملا، ولكن سيتم بالتدريج حافظت على الدعامات الأساسية، وعززتها بالخلف، سنة الحياة، لكل بداية نهاية، وهذا الجيل قام بالمطلوب منه، وعلينا التفكير في المستقبل، من خلال ضخ دماء جديدة في المجموعة. لذلك وجهت الدعوة لأزيد من ستة لاعبين أقل من 23 سنة، تحضيرا للقادم من المستحقات سنلعب أمم إفريقيا بثوب رابع العالم، لذلك لن تكون مبارياتنا عادية، وسنحاول التعامل مع هذا الوضع الجديد. بالنسبة لكاس إفريقيا، سنلعب على بلوغ نصف النهاية على الأقل، وإلا سأكون مضطرا للمغادرة
تركت لإبراهيم دياز حرية القرار
“لا أريد الحديث عن الغائبين قبل مواجهة البرازيل، منشغل فقط بالعناصر المتاحة في المعسكر. لا يجب التفكير أو التردد بشأن اللعب لصالح المنتخب المغربي، هذه الأمور تحتاج للحسم مباشرة. تقابلت مع إبراهيم دياز وأوضحت له بعض الأمور وتركت له حرية القرار، ولذلك مرحبا بمن يريد اللعب معنا”.
****
ردا على عنصرية عامل فندق بمدريد:
الركراكي يعطي درسا في مكارم الأخلاق وسماحة الإسلام
عاش المنتخب الوطني المغربي، حين حل بمدريد لمواجهة البيرو وديا، واقعة عنصرية أثارت استهجانا واسعا. حيث أقدم عامل بالوحدة الفندقية التي أقام بها المنتخب الوطني بالعاصمة مدريد، على نشر بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، صور التقطها خلسة، لأفراد المنتخب المغربي وهم يتناولون وجبة السحور في الفندق مرفقة بعبارات عنصرية، يعبر من خلالها عن غضبه لاضطراره إلى العمل في وقت متأخر من الليل، قائلا “نخدمهم في رمضان بسبب معتقداتهم اللعينة”، قبل أن يواصل توجيه عبارات شتم للاعبين ويختم بعبارة “لا أحترم رمضان ولا سخافته”. وانتشر التعليق سريعاً ووصل إلى أكثر من 70 ألف شخص، ولم يكن هذا العامل يعتقد ان هذا التصرف العنصري المشين سيجر عليه الويلات، حيث خلفت هذه التصريحات استنكارا واسعاً من قبل نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت ردة الفعل قاضية من طرفهم من خلال ردودهم القوية والمستنكرة، وحملت إدارة الفندق مسؤولية ما تعرض له المنتخب الوطني من عنصرية مرفوضة مست الدين أو المعتقد. ولم تمض إلا ساعات قليلة على الحادث حتى خرجت إدارة الفندق بقرار طرد العامل الذي حذف لاحقا المنشورات من حسابه على إنستغرام واعتذر قبل القبض عليه من الشرطة الإسبانية بناء على شكوى من مدير الفندق وبعد احتجاج من المنتخب الوطني. حيث ووجه العامل باتهامات محتملة بارتكابه جرائم كراهية. وأكدت الشرطة مثول هذا العامل أمام القاضي قريباً.
والمثير في هذه الواقعة هو تصرف الناخب الوطني، وليد الركراكي الذي برهن بتصرف حكيم على سمة لتسامح ديننا الحنيف وأخلاق المسلم. حيث أكد الركراكي مسامحة عامل الفندق الذي كان وراء ذاك الفعل العنصري. حيث تطرق الركراكي خلال المؤتمر الصحافي الذي سبق مواجهة المنتخب أمام البيرو، واكد رفضه للعنصرية، لكنه أن الإسلام دين تسامح، ولهذا السبب سامح باسم مكونات المنتخب الوطني، المتهم بما يقتضيه الدين الإسلامي وعادات المغاربة، وفقا لتصريح الركراكي الذي أضاف “العامل أخطأ وسامحناه، وإذا أراد زيارتنا ورؤية الأجواء بين المسلمين ورمضان فنحن نرحب به”. وكانت مجموعة (هوتوسا) المالكة للفندق بالاعتذار وقالت في بيان “نود أن نقدم خالص اعتذارنا بسبب التعليقات المؤسفة والمستهجنة وغير المقبولة ذات الطابع العنصري ورهاب الأجانب”.