أكد هلال الطائر، مدرب اتحاد طنجة لكرة القدم، أن حظوظ الفريق، ما زالت قائمة في ضمان البقاء بين الكبار. ودعا الطائر في حوار مع “الصباح” الجماهير إلى مواصلة مساندة فريقها إلى آخر جولة في البطولة أملا في تحقيق الحلم الكبير، المتمثل في ضمان البقاء في القسم الممتاز. وكشف الطائر أنه من حسن حظ طنجة، أن أندية أسفل الترتيب لا تنتصر بالتالي فارق النقاط لا يتسع، ويبقي حظوظ طنجة قائمة إلى آخر جولة. وختم الإطار الوطني حديثه أن الفريق يؤدي ثمن الانطلاق الخاطئة، دون أن يحمل المسؤولية لأي أحد. مبرزا أن أمل البقاء سيظل قائما إلى أن يحسم الترتيب في الأندية التي ستغادر القسم الممتاز. وفي ما يلي نص الحوار:
ما هي حظوظ البقاء؟
حظوظنا ستظل قائمة إلى آخر لحظة، لأن كرة القدم ليست علما دقيقا، وسنلعب كل حظوظنا إلى آخر جولة، رغم أن المهمة ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة. الحظ عاكسنا في مجموعة من المباريات، بشهادة جل المتتبعين، ومشكلتنا الأساسية تتجلى في ترجمة الفرص التي تتاح لنا. يغيب عنا الهداف وأعتقد أن انتدابات بداية الموسم لم تكن في المستوى، لأننا نفتقر إلى بدائل في المستوى، كما أن غياب ملعب قار أثر على أدائنا ونتمنى أن نتدارك الموضوع في مرحلة الإياب.
هل تستطيعون التدارك في مرحلة الإياب؟
كل شيء وارد في كرة القدم، والأكيد أن التغييرات التي تطرأ على الفريق على جل المستويات ستكون لها تأثير على مسارنا في البطولة. لدينا كافة الإمكانيات من أجل الاستمرار بين الكبار. ملعب بمواصفات عالمية، وجماهير عاشقة، ينقصنا بعض الحظ للتصالح من النتائج الإيجابية، وبدعم جماهيرنا سنحقق ما يشبه المعجزة. لدي كامل الثقة في كافة مكونات الفريق وقدرتها على رفع التحدي إلى آخر جولة، وإذا قدر الله ونزل الفريق إلى القسم الثاني، لدي كامل الثقة في قدرة عودته بأقصى سرعة، المهم أن نستفيد من أخطائنا، لأن السقوط ليس عيبا، بل العيب أن تبقى حيث سقطت.
ألا تعتبر التعاقد مع اتحاد طنجة في هذه الوضعية مجازفة؟
الحياة كلها مجازفات، ومن لا يستطيع ركوب الصعاب، عليه أن يبقى في منزله. تدريب فرق كبيرة بقيمة الرجاء والوداد والجيش لا يعكس قيمة المدرب الحقيقية، لأن كل شيء متوفر، والأمر يختلف حينما تشرف على اندية ينقصها الشيء الكثير، وهنا تظهر حنكة المدرب الكبير، القادر على تجاوز العقبات مهما كانت صعوبتها. كنت أفضل أن أشرف على تدريب طنجة في ظروف أفضل، لكن المدرب المحترف عليه أن يتحمل مسؤولية اخياره، وأعد الجمهور بمواصلة النضال إلى حين تحقيق حلم البقاء بين الكبار، لأن عروس الشمال تستحق مكانتها في القسم الممتاز.
كيف تنظر لمرحلة الإياب؟
أعتبر كل مواجهاتها مباريات سد، إذ لم يعد مسموحا لنا بتضييع المزيد من النقاط. صحيح أن المهمة لن تكون سهلة، لأننا سنواجه منافسين تحدوهم الرغبة ذاتها، لكن لدي اليقين أننا سنحقق نتائج إيجابية، وتدريجيا بإمكاننا الابتعاد عن المنطقة المكهربة، لأنه حرام أن تفقد مدينة بقيمة طنجة ممثلا لها في القسم الممتاز، وأعد الجماهير بعمل كل ما في جهدي للخروج من هذه الورطة.
برأيك ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذا التدهور؟
لا أريد اتهام أحد، لكنها مسؤولية مشتركة، بداية بالاختيارات التقنية، إضافة إلى ظروف الفريق الحالية، إذ لم يتمكن خلال مرحلة الذهاب من الاستقبال بميدانه سوى في ثلاث مناسبات لأسباب متعددة بما فيها الإصلاحات التي كان يخضع لها الملعب، إضافة إلى سوء الحظ الذي رافقنا في مجموعة من المباريات والتي كنا نستحق فيها الفوز أو التعادل على الأقل بشهادة جل المتتبعين.
****
من أجل ديربي شمالي حضاري.. تطبعه الروح الرياضية
كسر الفوز الأول لاتحاد طنجة، طال انتظاره لعشرة أشهر، بعد الفوز على المغرب الفاسي في سدس عشر نهائي كاس العرش، هاجس النتائج السلبية التي رافقت الفريق في البطولة الإحترافية. ومنح الأمل للجمهور الطنجاوي ليكون مفتاح أمل لتحقيق أول انتصار للفريق في البطولة خلال ديربي الشمال الذي يجمع فريقهم بالغريم التقليدي، المغرب التطواني.
الجميع يعلم بظروف الديربيات، والمواجهات التي تشهدها وتعطي صورا مسيئة وتخلف ضحايا وخسائر مادية وتارة في الأرواح، وهي أمور لا تمت للرياضة بصلة. ومثل هذه الأسباب تدفع بالسلطات الوصية إلى منع تنقل الجماهير بين المدن، وفي بعض الأحياء إجراء هذه المباريات بمدرجات فارغة (ويكلو). ولا أحد يريدها هكذا، لأن الفرجة تأتي من الفرق ومن الجماهير عبر المدرجات.
بإمكاننا أن نكون في مستوى المسؤولية إن تحلينا بالروح الرياضية وآمنا بأن المباراة تنتهي بفائز ومنهزم وقد يطبعها التعادل كذلك. ومن ناحية أخرى، يبقى الجانب الآخر مسؤول بدوره، هو التحكيم الذي يجب ان يساعد على مرور المباريات في أجواء رياضية بتطبيق القانون بصرامة، وكذلك المنظمون للمباريات والسلطات الأمنية الذين عليهم أن يكونوا في مستوى المسؤولية وتجنب الاستفزازات الزائدة، وردع كل من يخرج عن القانون في آن واحد.
نتمنى أن تسير أجواء المباراة في الاتجاه الصحيح، ووفق وعود جمهور الفريقين من العقلاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حيث أن اغلب الرسائل تسير في اتجاه تقديم صورة حضارية للجمهور الشمالي، نظير تلك التي قدمها في افتتاح مباريات كاس العالم للأندية التي احتضن الملعب الكبير بطنجة جزءا منها.
هناك حديث عن منع الجمهور التطواني من التنقل إلى طنجة، طبعا نحن ضد قرار المنع، وضد الفوضى والشغب في آن واحد. وإذا تم رفع المنع، فستكون فرصة أمام الجماهير لتأكيد النضج والقطع مع كل ما يسيء للرياضة ولسمعته، وبالتالي بداية البناء نحو غد تطبعه المسؤولية والحضارة في تقديم الصور والرسائل الجميلة والهادفة من المدرجات.
يشار أن المباراة تقام ضمن الدورة 17 من البطولة الاحترافية للقسم الأول يوم غد الأحد بالملعب الكبير بطنجة على الساعة السادسة والربع مساء. ويحتل اتحاد طنجة المركز الأخير بنقطتين، بينما يحتل المغرب التطواني المركز 12 برصيد 17 نقطة. وبالرغم من هذه الوضعية، فإن بوادر حضور جمهور غفير للمباراة باتت مؤكدة.