أمرعجيب للغاية، أن تلتقي تلميذات وتلاميذ، أيام زمان، بعد مضي خمسين(50) سنة، بأيامها ولياليها، غادر، خلالها، الحياة من غادرها، بينما التقى الباقون على قيدها، بارك الله في عمرهم وكلهم حنين إلى زمنهم الجميل، الحافل بالذكريات البعيدة والمشاعرالدفينة، تجاه بعضهم البعض..
إنهن تلميذات وتلاميذ ثانوية”زينب النفزاوية” الذين أبوا إلا أن يربطوا الماضي بالحاضر في احتفال بهيج، أدت أثناءه الطيورأروع ألحانها وارتدت فيه طبيعة “مارس” أفخرلباسها وأجمل ألوانها، احتفالا بعودتهم ولقائهم من جديد، ليرسموا لوحة تشكيلية، تنطق بالقيم النبيلة والدلالات العميقة التي تنهل من عيون الدفء والمودة والرحمة وكل معاني الحياة الجميلة..لوحة أبدعتها ثلة من قدماء تلميذات وتلاميذ ثانوية”زينب النفزاوية”، أقدم مؤسسة تعليمية، ينبعث منها اليوم عبق ماضيها، ليلتف حوله الجيل الجديد الذي حبذ فكرة الاحتفال، بل انصهرفيها وأشعل شموع الغبطة والسرور ووثق للحظة وبداية تدوين هذه السطور..
م.إ
ضمن فعاليات مهرجان الأبواب المفتوحة التي نظمتها جمعية قدماء ثانوية زينب النفزاوية، تخليدا للذكرى الخمسينية لتأسيس الثانوي التأهيلي بمؤسسة “زينب” أيام 06 /10 مارس، بتنسيق مع إدارة المؤسسة وشراكة مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بطنجة، حفاظا على الذاكرة التاريخية والجماعية للثانوية وبناء مستقبل واعد للأجيال القادمة، احتضن فضاء الاستقبال التابع لدارالشباب حسنونة يوم الأربعاء 08 مارس 2023 والذي يصادف اليوم العالمي للمرأة ، ندوة بعنوان “ثانوية زينب بين الأمس واليوم، نساء مبدعات “، من تسيير العضو الإستشاري بجمعية القدماء، الأستاذة أسيا الميل، خريجة جامعة عبد المالك السعدي بكلية الحقوق، ماستر 2011 في الشأن العام المحلي ومن تأطيركل من الأستاذة وفاء الشرقاوي، مهندسة الدولة في الأنظمة المعلوماتية وخريجة جامعة “كمبيين” بفرنسا، روائية باللغة العربية والفرنسية والأستاذة وفاء بن عبد القادر، أستاذة مادة الحياة والأرض، متقاعدة، فاعلة جمعوية ورئيسة جمعية “كرامة لتنمية المرأة”. و تندرج الندوة، كما سلف، ضمن فعاليات مهرجان الأبواب المفتوحة إحياء للذكرى الخمسينية لتأسيس التعليم الثانوي بالمؤسسة المنظم من طرف جمعية قدماء التلاميذ والثانوية التأهيلية زينب النفزاوية .
وانتهى الحفل بمأدبة عشاء أقيمت بمطعم فندق Sol Azur مع بعض قدماء ثانوية زينب فوج 1972 وبعض من أساتذتهن، الأستاذة فايزة الشاوي والأستاذة فاطمة المساري والأستاذة رتيبة الحبابي ..
كانت أمسية سعيدة مملوءة بالفرح والانفعالات، تحت أنغام الفنان يونس الفخار والشكرموصول كذلك لمديرية فندق Sol Azur على حسن استقبالهم.
وحسب مصدرنا، فقد انطلقت فكرة الاحتفال بالذكرى الخمسينية لفوج سنة 1972 الذي حصل على شهادة الباكالوريا من ذهن زهورالادريسي بعد عودتها من فرنسا (الفكرة العجيبة)كما تسميها فاطمة الزهرة المتيوي ابن العيساوي. ذلك أن رجوع زهورللبلد الأصل جعلها ترغب في البحث عن صديقاتها اللواتي حصلن معها على الباكالوريا سنة 1974.كان أول فوج تخرج من ثانوية زينب والذي يعتبرمؤسسها، إذ أرسلت” رسالة ” عبر وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عنهن، فاستجابت للدعوة 25 صديقة من جيل 1972 كما أعجبت بها. ثم تحولت الفكرة من حلم إلى حقيقة عندما تساءلت زهور: “لماذا لا نحتفل بالذكرى الخمسينية لتأسيس ثانويتنا زينب .1972 / 2022؟ ” وبالتالي تم عرض المشروع على جمعية قدماء تلاميذ هذه الثانوية.
طبعا، حصلت الفكرة على ردود فعل إيجابية واستمرت بفضل رئيسها الأستاذ خليفة المهيدي وانعقدت
عدة اجتماعات مع أعضاء الجمعية التي قررت تنظيم هذا الحفل الذي أقيم الأسبوع الماضي من 6 إلى 10 مارس 2023 بالمؤسسة ودار الشباب، حيث نظمت عدة تظاهرات غنية ومتنوعة، تناولت عدة أنشطة وندوات وعروض مسرحية وموسيقى ورقص ومباريات وروبورطاج في يوتيوب YouTube تحت عنوان “قصة ثانوية زينب النفزاوية بين الأمس واليوم”.. حضرالحفل عدة شخصيات وأساتذة جميع الأجيال، حيث تم تكريم بعضهم . وبهذه المناسبة، تأسس متحف في الثانوية وعلى رأسه إبراهيم العمراني، تلميذ سابق بثانوية زينب. “فشكري الى أعضاء الجمعية، السيد الكاتب العام المهدي الصالحي، السيد عدنان جابري أمين المال والمستشارين : آسيا المايل ، عزيزالميموني، سعاد بولوفة، سناء الغزواني، حسن بلفقيه، بشرى الغياتي، رئيسة جمعية آباء واولياءالتلاميذ وإبراهيم العمراني مديرمتحف الثانوية، وكل الشكر للصديقة الدكتورة نعيمة السوسي التي ساعدت في كتابة النص المسرحي الذي يلخص قصة تأسيس ثانوية زينب. والشكر موصول كذلك للمخرج المسرحي حمزة فكري ومحمد ماء الزهراللذين سهرا على إخراج المسرحية، دون نسيان المخرج المسرحي السيد الزبير بن بوشتى، مدير مسرح ” رياض السلطان ” بطنجة الذي أسدى للمجموعة نصائح ثمينة لكتابة السيناريو، مع الامتنان للأستاذ مراد عطو، مدير ثانوية “زينب”الذي سهرعلى إنجاح هذه التظاهرة الثقافية وكذلك الطاقم الإداري، بالإضافة إلى توجيه الشكر العميق للمديرالاقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة السيد رشيد ريان وكذلك المندوب الجهوي للشبيبة والرياضة والثقافة والتواصل السيد محمد اعزيبوالمقراعي، هؤلاء كلهم، فضلاعن آخرين”، تقول زهورالإدريسي أنهم أثلجوا صدرها، هذه التلميذة الطنجوية السابقة بثانوية”زينب”، حيث بدت لنا جد متأثرة وهي تحكي لنا بمقرالجريدة عن سحرالزمن الجميل بذكرياته الغابرة والمنقوشة في سجل المؤسسة التعليمية المذكورة..
هذا الحدث الكبيرلم ينس الأساتذة الراحلين، وفق ذات المصدر، حيث تم تكريم الراحلة أمينة الحاج ناصر، معاذ بن الصديق، أيمن الشعرة، المرزكي، السكوري، خديجة العروسي..كما سيتم تكريم الأساتذة الذين أمضوا أكثر من 25 سنة في عملهم..
ويسرفقرات هذه الندوة الأستاذ عزيزالميموني، عضو جمعية قدماء التلاميذ وأطرها كل من إدريس الرفاعي، إطاررياضي و خبيرفي مجال التدريب و التحكيم لكرة السلة، أحد التلاميذ القدماء بثانوية زينب النفزاوية والسيد محمد فهمي العروسي، الكاتب العام لنادي اتحاد طنجة لكرة السلة أحد التلاميذ القدماء كذلك بثانوية زينب النفزاوية..
هكذا يكون الجيل القديم جدا قد سلم المشعل لجيل 2022 من أجل أن يخلد هوالآخرفي السنوات القادمة الذكرى المائوية من “عمر” مؤسسة “زينب النفزاوية”.ونعتذر، نحن أولا بهيئة التحريروالطنجوية زهورالإدريسي، صاحبة فكرة الاحتفال بهذه الذكرى الخمسينية، عن تقصيرنا، بقصد أوعن غيرقصد، في ذكرجميع الأسماء والإشارة إلى جنود الخفاء الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث السعيد الذي ضم جميع القلوب إلى بعضها البعض، في زمن قلما تجد فيه مثل هذه المواقف الإنسانية الجذابة..



















