التقاه: عبد الله المزوري
أصدر محمد مجعيط، الفاعل في الحقلين التربوي والجمعوي بمدينة طنجة، روايته البكر الموسومة بعنوان “انتفاضة عاشق”، عن منشورات منتدى الفكر والثقافة والإبداع..
وتتضمن هذه الرواية، التي تقع في 227 صفحة من الحجم المتوسط، تسعة فصول؛ كالآتي: المنبع، عشق مزدوج، ضيفة استثنائية، الهدوء الذي يسبق العاصفة، جلسة محاكمة، لقاء المحبين، 20 فبراير، أمل وترقت، نهاية..
حول هذا الإصدار الجديد للأستاذ مجعيط، الذي سبق نشر مجموعة قصصية بعنوان “عين على الرصيف”، تدور هذه الدردشة..
كيف تولدت في ذهنك فكرة كتابة رواية “انتفاضة عاشق”؟
كنتُ مشرفا على أحد التنظيمات المخيمة بالأطلس المتوسط بداية العقد الأول من القرن الحالي، حينما انتابتني فكرة الكتابة عن أحداث وقعت في مكان ليس ببعيد عن هده المخيمات.
كانت الألسن تتحدث بقوة عن غزو محتمل، هدفه الاستيلاء عن مياه إحدى العيون التي يعتبرها سكان القرى المحيطة بها خطا أحمر لا يمكن تجاوزه مهما حدث. انتابني فضول وبدأت أتقصى حقيقة وتداعيات هذا الحدث وما أثير حوله آنذاك من ردود أفعال جعلت الساكنة تنتفض في مسيرات ووقفات احتجاجية منددة بهذا الترامي على ملكهم الأزلي..
وهكذا أخذت فكرة كتابة قصة قصيرة تنمو في داخلي.. ولما حان الوقت المناسب وبدأت في صياغة نصها، برزت خيوط عديدة مترابطة اتسعت لتشمل أفكارا أخرى ذات صلة بالموضوع وأنتجت رواية “انتفاضة عاشق”.
بمعنى أن أحداث هذه الرواية واقعية؟
“انتفاضة عاشق” رواية – جزء كبير منها متخيل – وقائعها مستوحاة من أحداث همت ثلاثة أماكن متفرقة جغرافيا في المغرب: (بعض القرى الأطلسية، جامعة ظهر المهراز بفاس، الرباط العاصمة). تعالج الرواية ظاهرة الاستغلال العشوائي لمنابع العيون من لدن شركات عملاقة ذات أهداف تجارية وتسخر لذلك أموالا طائلة للبحث والتنقيب على هذه المنابع أينما وجدت في بلاد يعتمد اقتصادها بشكل كبير على الثروة المائية؛ الشيء الذي يهدد بنضوبها، ويتسبب في مشاكل بيئية واحتقان اجتماعي إنساني بسبب ندرة هذه المادة الحيوية..
وفي هذا الصدد، انطلقت من هذه القرية الأطلسية شرارة الاحتجاجات التي يتزعمها بطل الرواية، بعد أن مكنته الجامعة من اكتساب مهارة الترافع والخطاب الثوري، متأثرا بطالبة جامعية، سيكونان ثنائيا مؤثرا في الأحداث المتلاحقة بعد أن سقط في حبال حبها.. وهما من سيقفا ندا لند ضد أطماع الأجنبي..!!
الأحداث مترابطة ومتشابكة ومثيرة، على القارئ أن يكتشف بنفسه خيوطها المتعددة مصوغة بقالب سردي الجزء الأوفر منه متخيل.
ما هي الرسائل التي تود أن توجهها إلى القارئ ـ المتلقي؟
عديدة هي الرسائل التي تنطوي عليها هذه الرواية، يمكن أن أذكر هنا بعضها؛ من قبيل: مشكل نضوب المياه الجوفية الذي يعد خزانا مائيا احتياطيا في أوقات الجفاف، والصراع الطبقي غير المتكافئ بين طبقة الأقوياء ذوي النفوذ يمثلها الأجنبي وطبقة المستضعفين من سكان البوادي والقرى، وقوة الحب والانتماء إلى أمنا الأرض وعدم التفريط ولو في شبر واحد من تربتها ومائها، وقوة الحب المبني على الصدق والأمانة والإيثار يحدث المعجزات: “بطل وبطلة الرواية”، والمناضل الحقيقي الذي لم تغريه المادة ولا الجاه وكمثال على ذلك شيخ القرية وحكيمها الرجل المسن الذي لم يرضخ للمساومة وبقي صامدا يشكل مع بطل الرواية كابوسا مزعجا للأجنبي حتى وهو يحتضر كان يحذر من إصابة هذه المنطقة وهذا البلد بالعطش بسبب فقدان الكثير من الموارد المائية في السنوات المقبلة ونضوبها بشكل يهددها بالزوال جراء الأطماع البشرية المفرطة والمتزايدة على المتاجرة بالمياه الجوفية… هذه بعض محاور الرواية – بتلخيص شديد – أرجو أن تفي بالمطلوب.