بمناسبة افتتاح الموسم الثقافي لمنتدى الفكر الثقافة والإبداع بطنجة لسنة2023 نظم المنتدى محاضرة افتتاحية ألقاها الكاتب الصحفي و الدبلوماسي عبد القادر الشاوي تحت عنوان “النخب في المغرب من المعارضة إلى الإجماع” تسيير رئيس المنتدى الاستاذ خليل الدامون.
تم اللقاء في جو غني من الأفكار والملاحظات القيمة التي طرحها المحاضر عبد القادر الشاوي تندرج في إطار قالب دستوري يتمثل في دور المؤسسة الحكومية في إعداد ورسم
الخطوط العامة لمختلف السياسات العمومية وعلى راسها
المؤسسات والمجالس العليا سوائ تلك التي كانت موجودة من قبل دستور 2011 او بعد تلك المحدثة من بعده.
وما أثار انتباهي أثناء العرض والمناقشة دور القطاع الخاص وما عرفه من تطورات خاصة على المستوى السياسي في ظل نظام يسعى إلى استأناف مسلسل الصلح ومسار الإنتقال الديمقراطي الذي انطلق في سنوات التسعينات، فإن موءشرات هذا الإشتراك الديمقراطي لا تنفي ان الملكية حافظت على استمراريتها في ممارسة الملك شخصيا للسلطة القر ارية فيرسم توجيهات استراتيجية اقتصادية وتنموية مستمدة مكانتها السامية المهيمنة وتأثيرها الحاسم من شرعيات متعددة، الشرعية الدينية والشرعية العرفية والشرعية الحديثة.
التنويه الملكي في خطاب العرش بالقطاع الخاص لابد أن يطرح في وسط النخبة بعض الأسئلة حول إشكالية الليبرالية
الاقتصادية ببلادنا، وكذا عن توامها الليبرالية السياسية.
هل هذا التنويه يعني اننا من الممكن أن ننتقل إلى حالة تحرير
نموذجي للحقل الاقتصادي والحقل السياسي، وهل تحرير الحقل الاقتصادي سيعني رفع يد الدولة عن اللعبة السياسية.
في بداية التسعينات كانت قد برزت اطروحة” اللبرلة” والتي دافعت بتفاؤل عن فرضية تبعية التحرير السياسي لعملية التحرير الاقتصادي مما دفع بالاحزاب الوطنية مثل الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال للمطالبة بإصلاحات سياسية مرورا بعدة أحداث اجتماعية التي كان من نتائجها دستور 2011، لكن اتضح فيما بعد أن الأمور اكثر تعقيدا.
الحديث عن الليبرالية السياسية في المغرب يقثضي الحديث عن أزمة مشروع وازمة فكرة وازمة تنظيم، وهو ما يحيل على أزمة اليمين المغربي غير المستقل عن الدولة، كما يقتضي الحديث عن طبيعة الدولة، و علاقة الاقتصادي بالسياسي، قبل طرح بعض الخلاصات المؤقتة لموضوع شاءك مرتبط بالنخب الليبرالية، وهو نقاش مهم لانه قد يشكل فرصة لطرح بعض الأسئلة الضرورية في الموضوع عن طبيعة
الدولة، وعن تمنع استنبات الفكرة الليبرالية في السياق الثقافي والسياسي، ثم عن حالة اليمين المعبر سياسيا عن هذه الحساسية الاديولوجية.
إن الليبرالية المغربية لا تزال حبيسة ازمتها المركبة. أزمة بوجوه ثلاثة : أزمة الدولة الليبرالية وازمة الحزب الليبرالي، وقبلهما أزمة الفكرة الليبرالية.