الأسود تزأر في حضرة السيليساو:
ملعب طنجة الكبير استعاد ملحمة المونديال في ليلة الفوز التاريخي لأسود الأطلس على السامبا
أنهوا الودية الثانية بتعادل أمام البيرو بملعب واندا ميتروبوليتانو بمدريد
5700 عنصر أمني لتأمين المباراة الودية
خصصت ولاية أمن طنجة ما مجموعه 5700 عنصر من مختلف التشكيلات الأمنية ووحدات حفظ النظام والقوات العمومية، لضمان التدبير الرشيد والمحكم لإجراء المباراة الودية بالملعب الكبير بطنجة، بين المنتخب الوطني المغربي ونظيره البرازيلي. كما سخرت ولاية الأمن لنفس الغرض حوالي 200 مركبة أمنية، من بينها سيارات رباعية الدفع، ومركبات نفعية، ودرجات نارية وأخرى هوائية، فضلا عن مركبات مجهزة بكاميرات محمولة. وكان المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، قام مساء يوم المباراة بزيارة ميدانية للملعب الكبير بطنجة، واطلع خلالها، على بروتوكول الأمن والسلامة الذي اعتمدته ولاية أمن طنجة، لتأمين هذا الحدث الرياضي العالمي، وتوفير الأجواء الآمنة لإجراء هذه المباراة في أحسن الظروف، بتأمين انسيابية السير وضمان الأمن الطرقي وتمكين الجماهير من التوافد على الملعب ومخطط تأمين المدرجات ومختلف مرافق الملعب.
مواصلة التألق بعد الإبهار بقطر:
لم يتوقف أسود الأطلس عن الإبهار. بعد ملحمة المونديال، حقق أشبال وليد الركراكي فوزا تاريخيا على البرازيل، في المباراة الودية التي جمعتهما، السبت الماضي، بالملعب الكبير لطنجة. وفي جو احتفالي وأمام جمهور متحمس للقاء طال انتظاره، احتفلت العناصر المغربية بإنجازها الرائع في قطر كما ينبغي، بتحقيق أول انتصار تاريخي على السيليساو، بطل العالم خمس مرات. بعدما كان المنتخب البرازيلي، الذي يقوم بأول زيارة له إلى المغرب، قد فاز على المنتخب المغربي في المواجهتين السابقتين. الأولى في عام 1997، في مباراة ودية بميدانه (2-0). بعد ذلك بعام، في مونديال فرنسا 1998، جدد زملاء رونالدو فوزهم على المنتخب المغربي في الدور الأول من كأس العالم (3-0). ومع هذا الفوز غير المسبوق لمنتخب عربي ضد السيليساو أثبت المنتخب المغربي، مرة أخرى أنه واحد من أعظم منتخبات كرة القدم، ولاينبغي الاستهانة به ويضرب له ألف حساب خلال المواعيد المقبلة. وبعد نهائيات كأس العالم المذهلة، حيث أبانوا على علو كعبهم من البداية إلى النهاية، لم يفقد أشبال وليد الركراكي بريقهم، وقدموا طبقا كرويا رائعا. أمام البرازيل، لعب أسود الأطلس دون عائق طوال المباراة، بثقة كبيرة في قوتهم التي مكنتهم من التغلب على الأسماء الكبيرة في كرة القدم العالمية، مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، في قطر، للوصول إلى دور الأربعة في كأس العالم للمرة الأولى. وواصل اللاعبون المغاربة إظهار الروح القتالية وحالة ذهنية جيدة، مع تقديم أقصى ما في جعبتهم. وبما أنه لا تتغير تشكيلة فريق يفوز دائما، فقد وثق وليد الركراكي في التشكيلة التي خاض بها المونديال، باستثناء بلال الخنوس الذي لعب أساسيا، بسبب غياب سليم أملاح المصاب. وخلق أسود الأطلس مرة أخرى الحدث هذه المرة أمام البرازيل، المنتخب الأول في تصنيف الفيفا، بعدما تألقوا بقدراتهم ولعبهم الجماعي المثير للإعجاب. الأكيد أن المنتخب المغربي سيواصل التقدم والتنافس مع الكبار، ليثبت أن ملحمة المونديال لم تكن مجرد ضربة حظ، بل فصل جديد من تاريخ كرة القدم الوطنية.
كرونولوجيا المباراة:
حقق المنتخب الوطني المغربي فوزا تاريخيا على نظيره البرازيلي بهدفين لواحد، في المباراة الودية التي جمعتهما، مساء السبت الماضي على أرضية الملعب الكبير لمدينة طنجة، وقادها الحكم التونسي صادق السالمي. وسجل هدفي المنتخب الوطني سفيان بوفال (د 29)، وعبد الحميد الصابيري (د 79)، فيما وقع هدف المنتخب البرازيلي كاسيميرو (د 67). ودخل المنتخب الوطني الشوط الأول من المباراة وكله حرص على الخروج من هذا النزال الودي بأقل الاضرار أمام منتخب قوي، ومارس ضغطا عاليا على حامل الكرة، وسد كل المنافذ، وفرض انتشارا جيدا في وسط الميدان وصنع هجمات منسقة بقيادة الدولي حكيم زياش وعزالدين أوناحي. وسدد حكيم زياش في الدقيقة الثامنة من كرة ثابتة تصدى لها الحارس ويفيرتون. ورد فريق السامبا بكرة خطيرة عن طريق روجير دا سيلفا مرت فوق المرمى (د 13). وواصل الفريق الوطني سيطرته على مجريات اللعب واختراق دفاع الخصم عن طريق تبادل الكرات القصيرة والتوغل داخل مربع العمليات، وأتيحت له فرصة التسجيل عن طريق المزراوي الذي سدد كرة مرت بجانب المرمى (د 22). وسجل المنتخب البرازيلي هدفا في الدقيقة 26 عن طريق فينيسيوس، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل بعد الرجوع إلى تقنية الفار. ورد المنتخب الوطني سريعا بهجوم منسق أثمر تسجيل الهدف الأول عن طريق سفيان بوفال (د 29)، بعد تلقيه كرة على طبق من ذهب من بلال الخنوس. وتواصلت السيطرة المغربية على مجريات المباراة، وأتيحت فرصة سانحة لتسجيل الهدف الثاني بعدما سدد زياش كرة قوية مرت فوق مرمى حارس “السيليساو”، تبعتها تسديدة أوناحي التي مرت جانبا من المرمى، لينتهي الشوط الأول بهدف للاشيء. وأتيحت للنخبة الوطنية مع بداية الشوط الثاني فرصة لإدراك الهدف الثاني بواسطة زياش الذي سدد كرة قوية مرت بجانب القائم الأيسر، ورد المنتخب البرازيلي بهجمة لم تعط أكلها أمام ياسين بونو. وعمد الناخب الوطني إلى إجراء تغيير اضطراري، بإقحام يحيى عطية الله مكان أشرف حكيمي المصاب. وأتيحت فرصة سانحة لعزالدين أوناحي للتسجيل في الدقيقة (54) وسدد كرة قوية تصدى لها الحارس البرازيلي بصعوبة. وأقدم المدرب الوطني على إحداث تغييرات وأشرك عمران لوزا مكان بلال الخنوس وعبد الحميد الصابيري بدلا من عز الدين أوناحي، ووليد شديرة مكان يوسف النصيري وعبد الصمد الزلزولي بدلا من سفيان بوفال. وتحركت الآلة الهجومية للفريق البرازيلي حيث قاد اللاعبون هجوما خاطفا أثمر تسجيل هدف التعادل عن طريق العميد كاسيميرو (د 67) الذي سدد كرة لم تترك أي حظ للحارس بونو. وعاد الفريق الوطني في المباراة بقوة من خلال تعزيز خطه الهجومي الذي أسفر عن مضاعفة النخبة الوطنية للغلة بواسطة عبد الحميد الصابيري الذي سدد كرة قوية هزت شباك حارس منتخب البرازيل (د 79) مدركا هدف الفوز التاريخي. وبدأ المنتخب فرض سيطرته الكاملة على اللعب، وخلق العديد من الفرص لكن دون الوصول إلى شباك منتخب السامبا، وانتهت المباراة بتفوق المنتخب الوطني على نظيره البرازيلي بهدفين لواحد.
فوز الأسود في الصحافة البرازيلية:
اعتبرت الصحافة البرازيلية أن فوز المغرب غير المسبوق على البرازيل (2-1) ، في مباراة السبت في طنجة، عكس التفوق على أرض الميدان لأسود الأطلس وعمق خيبة أمل الجماهير البرازيلية بعد الأداء المتواضع في كأس العالم الماضية. وكتبت العديد من وسائل الإعلام أن الهيمنة المغربية كانت لدرجة أن “البرازيل كان عليها أن تعاني من ضغط الجمهور الذي رافق تيكي تاكا لأسود الأطلس ضد المنتخب المصنف أولا في ترتيب الفيفا”. في استوديوهات ESPN Brasil، أشار المحللون بعد المباراة إلى التفوق الفني للاعبين المغاربة مثل عز الدين أوناحي ، معتبرين أن البرازيل واجهت فريقًا أقوى وآلة تتحرك بكل أريحية على رقعة الملعب. وأشاروا إلى أن السيليساو “أخلف موعد بداية الدورة الجديدة” التي أعلن عنها أثناء إضفاء الطابع الرسمي على هذه المباراة الودية ويبدو أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت لإعادة بناء صفوفه. من جهتها عبرت TNT Sports Brasil عن إعجابها بتطور كرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بالبنية التحتية، كما يتضح ذلك من جودة تنظيم كأس العالم للأندية مؤخرا. ووفقا لذات القناة، فقد انتصر المغرب في جميع جوانب اللعبة، تكتيكيا وفرديا، مما سمح لهم بالتحكم في المباراة وتمديد نجاح أسود الأطلس الذي بصموا عليه في قطر، مسجلة أن المغرب أثبت أن خريطة كرة القدم العالمية آخذة في التغير مما يخلق تحديات جديدة لقوى كرة القدم التقليدية.”الأمر لم يعد يتعلق بالمدارس الإيطالية أو الإسبانية أو البريطانية. كرة القدم الحديثة أصبحت معولمة”. من جانبه يعتبر موقع UOL الإخباري أنه “من غير العدل إلقاء اللوم على المدرب المؤقت في الهزيمة غير المسبوقة ضد المغرب. فقبل كل شيء، الخصم من العيار الثقيل على اعتبار أنه احتل المركز الرابع في المونديال الأخير، بينما انتهى فريق (المدرب السابق) تيتي في المرتبة السابعة. وتابع الموقع البرازيلي، أن “المباراة جرت على أرض الخصم، أمام حشد ملأ الملعب للاحتفال بالإنجاز غير المسبوق لمنتخب عربي وإفريقي في قطر”. أما صحيفة sportif Ge فعبرت عن الأسف لأن المنتخب البرازيلي لم يبدأ بعد “الدورة الجديدة الموعودة” مضيفة أن “هذه المباراة لا يمكن أن تشكل حتى انتقالا: بين الإحباط من الإقصاء في ربع نهائي مونديال قطر والتوقعات حول وصول مدرب جديد، فإن عناصر الانتقال لم تتوافر بعد”. واختار المدرب رامون مينيزيس خطة 4-4-2 بدون كرة، وأغلق باكيتا الجناح الأيسر لحماية أليكس تيليس من هجمات حكيمي وزياش، ووفقا لليومية فإن الاستراتيجية فشلت في نهاية المطاف. وأوضح المصدر ذاته أن “المغرب، في المقابل، بدا أكثر دينامية مدعوما بأكثر من 60 ألف مشجع، وأظهر صاحب المركز الرابع في النسخة المونديالية الأخيرة شهية هجومية كبيرة في معظم الأوقات”. من جهتها، كتب O Globo أن “كل التوقعات برؤية الفريق وهو يعود بعد مونديال قطر 2022 ويبدأ مشواره نحو 2026 على نحو جيد قد تحطمت بعد الخسارة 2-1 أمام المغرب في طنجة”. “لم يكن هناك بد من تلقي هذا الإحباط، خاصة وأن هذه هي الهزيمة الأولى للبرازيل أمام المغرب. لكن النتيجة مفهومة، بالنظر إلى الفجوة في مستويات المنتخبين، منتخب متجانس والآخر أخطأ بسبب غياب الانسجام”، حسب تقدير اليومية.
يذكر أن المنتخب الوطني خاض مباراة ودية ثانية يوم الثلاثاء الماضي على أرضية ملعب واندا ميتروبوليتانو بالعاصمة الإسبانية مدريد، أمام منتخب البيرو وانتهت بالتعادل بدون أهداف. وتدخل المباراتين في إطار استعدادات المنتخب الوطني للاستحقاقات المقبلة.



















