احتفت جمعية “طنجة أفلام” برحاب سينما ألكازار بطنجة، بالمخرجة المبدعة، الطنجاوية الأصل، فريدة بليزيد، على امتداد ثلاثة أيام من الأسبوع الجاري.
وتعتبر فعالية “أيام فريدة بليزيد” بمثابة تسليط للضوء على أعمال الفنانة، التي تعتبر أول سيدة مغربية عملت في مجال الإنتاج السينمائي، وهي سيناريست مبدعة ومخرجة قدمت العديد من الأعمال الكلاسيكية أغنت ريبيرتوار السينما المغربية.
وتتسم التجربة السينمائية لفريدة باختيارها لموضوعات غير مستهلكة في الدراما، كما تقدم أعمالا مختلفة عن أعمالها السابقة، سواء في التلفزيون أو السينما.
وقد ابتدأت رحلة الإبداع للمخرجة بليزيد بعد حصولها على شهادة الإخراج السينمائي من المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس سنة 1976، ومن ثم كتابة سيناريو فيلم “عرائس من قصب” (1980) وفيلم “البحث عن زوج امرأتي” (1993)، لتدخل مجال الإخراج إلى جانب الكتابة في عدد من أفلامها، نذكر منها “باب السما مفتوح” و”كيد النسا” و”الدار البيضاء يا الدار البيضاء” و”خوانيتا بنت طنجة” و”البكمة” و”النية تغلب”…
وعبّرت فريدة بليزيد، في تصريح صحفي خلال حفل افتتاح الفعالية، عن سرورها بهذا التكريم الذي يجري في سينما “ألكازار”، التي تجمعها بها ذكريات من زمن الطفولة، قائلة إنها كانت تأتي لهذه السينما وهي صغيرة رفقة إخوتها، ولم تتخيل أو تحلم يوما أن أفلامها ستعرض بها، كما نوهت بجهود جمعية “طنجة أفلام” في حفظ الذاكرة السينمائية للمدينة.
فيما أبرزت عائشة المسيدي المتحدثة باسم جمعية “طنجة أفلام”، المنظمة للفعالية، أن هذه المبادرة هي احتفاء وتكريم لسيدة “الشاشة بطنجة” التي بذلت جهودا كبيرة للارتقاء بالثقافة السينمائية بطنجة وبالمغرب وكذا بعض من الدول الأوروبية، وأضافت أن هذه الفعالية هي بداية للاحتفاء بمخرجين مغاربة آخرين ضمن المشوار الثقافي الذي رسمته الجمعية، حيث تعمل أساسا على الارتقاء بالثقافة السينمائية.
وضم برنامج التظاهرة، المقام بسينما “ألكازار” التاريخية، التي تعتبر سينما القرب لأحياء المدينة العتيقة لطنجة، عرض ثلاثة أفلام روائية طويلة للمخرجة فريدة بليزيد، على امتداد الأيام من 25 إلى 27 أبريل الجاري، فيلم “كيد النساء” (1999)، الذي يتناول قصة للا عائشة، ابنة تاجر ثري، يتسمة الأم، ولطالما أفسدتها مربيتها دادا، مما جعلها شابة متقلبة.. وذات يوم، على شرفتها، بينما كانت تسقي الريحان، تلتقي بابن الملك الذي وقع في حبها…
وبشأن هذا الفيلم، يرى نور الدين محقق، ناقد مغربي أن “كيد النساء، يتوفر على حس جمالي كبير، وعلى إبداعية إخراجية متميزة، يمنح للأحداث والشخصيات والفضاء حقها الفني التعبيري وقوة إيحائية مضاعفة ومستمرة”، فيما يشاع أن هذا الفيلم حقق دخولاً أكثر من فيلم “تايتانيك” في المغرب.
أما الفيلم الثاني “حدود وحدود” (2013) فيروي قصة مايتي التي تذهب إلى العيون حيث ينتظرها دحمان، لإنتاج فيلم وثائقي عن الصحراء المغربية، غير أن الواقع الذي تكتشفه على الفور لا يتوافق مع ما تخيلته، إذ إنها تعتقد أن دحمان يريد التأثير على عملها وتقرر المغادرة. وفي اليوم السابق لمغادرتها، تلتقي بأشخاص ينتمون إلى منظمة غير حكومية يذهبون إلى الصحراء فتنضم إليهم، وهناك تبدأ المغامرة التي تراعي بين الفيلم الوثائقي والخيال وسحر الصحراء …
وأخير عرض فيلم ”باب السما مفتوح” (1989) التي تجري أطواره في مدينة فاس، العاصمة التاريخية والروحية للمغرب، حيث أسست شابة فرنسية مغربية “زاوية النساء”، حدادا على والدها، وهي في نفس الوقت ملاذا دينيا ومكانا للحج وملاذا للنساء في ضائقة.
ويشار في الأخير إلى أن هذه التظاهرة من تنظيم مشترك من طرف جمعية “طنجة أفلام” إلى جانب كل من ولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل والمركز السينمائي المغربي وجماعة طنجة.
أ.ع