أبرز رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، الأحد 26 فبراير المنصرم بطنجة، أن الهيئات المنتخبة بالجهات، على اختلاف مستوياتها، تعد حلقة أساسية ومهمة لدعم الديموقراطية المحلية وضمان التدبير السليم للشأن العام.
وأضاف أخنوش، في كلمة له خلال انعقاد المنتدى الجهوي للمنتخبين التجمعيين لجهة طنجة تطوان الحسيمة بحضور أعضاء قياديين من الحزب، أن التجمع الوطني للأحرار يولي اهتماما خاصا للهيئات المحلية والاقليمية والجهوية المنتخبة، لأنها تشكل المعيار الحقيقي لمعرفة مدى فاعلية برامج الحزب داخل المجتمع، وهي الآلية المهمة لتنزيل تصورات الحزب وبلورة الاستراتيجيات والمخططات التنموية، التي يركز عليها في عمله الحكومي وفي تدبير الشأن العام، خاصة حين يتعلق الأمر بالقطاعات الاجتماعية، كالتعليم والصحة والشغل وباقي المجالات الحيوية التي تهم المجتمع بشكل خاص.
وأكد أخنوش أن التجمع الوطني للأحرار يترافع من أجل منح المزيد من الاختصاصات الاعتبارية والمالية للهيئات المنتخبة المحلية، ومدها بكل الوسائل لإنجاح عملها والقيام بمسؤولياتها على أحسن وجه والتجاوب مع القضايا التي تتبناها والتي تعني المواطنين بشكل مباشر، معرجا على أهم المشاريع التي استطاعت الحكومة تنزيلها في ظرف قياسي وفي ظرفية تتسم بالصعوبة جراء توالي سنوات الجفاف خلال السنوات الماضية وتداعيات الوضع الصحي الذي فرضه وباء “كوفيد-19” والحرب الروسية الأوكرانية، مع المحافظة على المؤشرات المالية الإيجابية وضمان التوازنات الاجتماعية، عملا بالتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
واعتبر أخنوش أن تدبير الشأن العام، محليا ووطنيا، يتطلب تماسك الهياكل التنظيمية للحزب وابتكار الحلول والعمل المنسق لما فيه مصلحة الحزب والمجتمع، والمضي قدما للدفاع عن مصالح المجتمع وتبني اسراتيجيات محكمة وسياسات واقعية وشفافة وقابلة للتنفيذ، داعيا مناضلي الحزب الى الالتفاف حول القيادة لتحقيق كل ما تضمنه برنامج الحزب خلال انتخابات شتنبر 2021.
من جهته، أبرز المنسق الجهوي للحزب راشيد الطالبي العلمي، أن انعقاد المنتدى الجهوي للمنتخبين التجمعيين لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة كأول محطة في انتظار تنظيم منتديات جهوية أخرى تشمل كل جهات المملكة، يؤسس لثقافة جديدة للتواصل وتبادل الآراء وتحديد الأولويات، في إطار عمل ممنهج يمنح الحيوية للعمل السياسي للحزب ويجعله أكثر واقعية، مبرزا أن هيئة المنتخبين تبقى هيئة مهمة وأساسية في التدبير التنظيمي للحزب الذي يعطي اهمية قصوى للعمل القاعدي الميداني.
وأضاف أن المنتدى الجهوي سيشكل محطة أساسية للتواصل مع المواطنين، من أجل التعرف على الإشكالات المطروحة، وتقديم حلول لتجويد التدبير بالمجالس المنتخبة على اختلاف مستوياتها، كما يعد مناسبة هامة لاستحضار منجزات التجمع الوطني للأحرار على المستوى الحكومى وعلى مستوى الهيئات المنتخبة بالجهة، والسعي إلى تجويد التدبير الجماعي للحزب بشكل خاص.
وقال إن الحكومة، بإشراف رئيس الحكومة عزيز أخنوش، تعمل جاهدة من أجل تكريس الدولة الاجتماعية، كما دعا إلى ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس، و ذلك عبر برامج اجتماعية مهيكلة، تم التأسيس لها في السنة الأولى للولاية الحكومة.
وشهد المنتدى الجهوي للمنتخبين الأحرار بجهة طنجة تطوان الحسيمة مناقشة عدد من القضايا ضمن ورشات أطرها عدد من أطر وقيادات الحزب بالجهة، وبمشاركة فعالة لمنتخبي الحزب بالجهة، كما كانت فرصة أمام المنتخبين لطرح التحديات ومناشدة توسيع الصلاحيات.
فبالنسبة للورشة الأولى التي تناولت موضوع “وضعية المنتخب وعلاقته مع الحزب”، وأطرها كريم البوطاهري، المنسق الإقليمي للحزب بإقليم الحسيمة، فقد أكد المشاركون في هذه الورشة على أن العلاقة بين الحزب ومنتخبيه تعد من الركائز التي تتصدر واجهة العملية التمثيلية، باعتبار أن المنتخب يتحرك ضمن التزام سياسي وأخلاقي عام بحكم انتمائه للحزب.
كما شددوا على أن المنتخبين والمنتخبات يحظون بمكانة خاصة تتأتى من ثلاثة عناصر تهم، اعتبارهم نساء ورجال الصف الأول في الحزب ومقدمته وطليعته في كل المحطات السياسية والانتخابية والمجتمعية بصفة عامة، وأيضا اعتبارهم همزة الوصل وصلة الربط المباشرة بين المجتمع والحزب، ثم أنهم يعتبرون مشتل حقيقي ومصنع رفيع لبروز وتصعيد النخب السياسية خصوصا النساء والشباب.
أما الورشة الثانية، التي أطرها كل من عبد السلام الدامون والمستشار الجماعي عزيبو وزينب السيمو، فقد ناقش من خلالها المشاركون موضوع “البرنامج الحزبي 100 يوم 100 إنجاز”، باعتباره سابقة تاريخية في عملية التواصل بين الحزب والمجتمع، باعتماد مبدأ الإنصات كمدخل لإعداد برنامج حزبي يعكس تطلعات المواطنين ويجيب على انتظاراتهم مع تحديد الأهداف وستطير الأولويات.
“التقائية مخططات التنمية”، هو موضوع أرضية الورشة الثالثة، التي أطرها عمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة تطوان، وبمشاركة منتخبي الحزب بالجهة، الذين انخرط في النقاش حول هذا الموضوع انطلاقا من تجاربهم على مستوى تدبير الشأن المحلي.
وأبرز المتدخلون في هذه الورشة أن التوجيهات الملكية السامية والسياسات الحكومية والتقارير الموضوعات على ضرورة توفير شروط التكامل والانسجام بين مختلف الاستراتيجيات القطاعية والترابية، واعتماد آليات التتبع والتقييم والتقويم وقياس الناجعة والفعالية، كما أكدت على التفاعل والتجاوب مع المتطلبات المتزايدة للمواطنات والمواطنين والحرص على الحكامة الجيدة للسياسة التدبيرية والمالية.
وبالنسبة للورشة الرابعة، والتي أطرها عبد الحميد الأحمدي، المنسق الإقليمي للحزب بإقليم العرائش، بمعية عدد من منتخبي الحزب بالجهة، فقد انطلق المتدخلون في النقاش من موضوع “إشكاليات التمويل والإمكانيات المادية”، مؤكدين في مداخلاتهم أن مالية الجماعات الترابية تحتل مكانة مهمة ومحورية في التنظيم اللامركزي للمملكة المغربية، كما تعتبر الوسيلة الأساسية التي من خلالها يمكن للجماعات الترابية تنزيل السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وغيرها من السياسات التنموية، مشددين على ضرورة التوجه نحو تقوية الجماعات وتطوير إمكانياتها للتدبير الترابي وإرساء القواعد الحديثة للتدبير الترابي.
أما الورشة الأخيرة، التي ناقشت موضوع “أي نموذج للتدبير المفوض”، وأطرتها فاطمة الحساني، المستشارة البرلمانية عن فريق الحزب، فقد اعتبر المتدخلون في هذه الورشة أن التدبير المفوض نموذج للشراكة بين القطاعين العام والخاص التي تعتمد على تفويض للقطاع الخاص بإدارة خدمة عمومية أو مرفق عمومي، مشددين على أن النقاش حول التدبير المفوض يحتاج لتشخيص عميق وموضوعي وذي طابع تقني وقانوني من جهة، ثم ربطه فيها بعد بالسياق العام للأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية دوليا وإقليميا ووطنيا.
كما اكد المشاركون في هذه الورشة على الحاجة لضمان حكامة التدبير وترشيدها لتقديم خدمات ذات جودة للمواطنات والمواطنين، وبتعرفة تراعي القدرة الشرائية لديهم وتعزز لديهم روح المواطنة والانتماء والاحتضان بين المدبر للشأن العام والمواطن.